+20225161519 [email protected]

وقود حيوي للطائرات من بقايا النباتات

طور علماء صينيون طريقة جديدة لتحويل بقايا النباتات ومخلفات الحصاد إلى وقود طائرات عالي الجودة، ما يسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن احتراق الوقود في الطائرات والصواريخ، وفق ما كشفت دراسة نشرتها إحدى المجلات العلمية المتخصصة في مجال الطاقة، وأوردها موقع “للعلم” باعتبارها الأولى من نوعها لإنتاج مركبات أكثر تعقيداً لاستخدامها كوقود عالي الكثافة.

ويُعد “السليلوز″، وهو المكون الرئيسي لسيقان النباتات، أحد الأهداف المحتملة لتصنيع وقود حيوي رخيص ومتجدد ومتوافر في البيئة، إذ يتكون من بوليمرات رخيصة، وقد استخدم العلماء مُشتقات “السليلوز” في أوقات سابقة لتصنيع سلاسل حلقية من الهيدروكربونات، التي يُمكن استخدامها ودمجها في عملية تصنيع وقود حيوي للطائرات.

ويتكون وقود الطائرات من سلاسل طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين، تُشتق تلك السلاسل من الوقود الأحفوري، ويتشابه مع مثيله المستخدم في سيارات النقل الثقيل، أو التي تعمل بنظام الديزل، وهو وقود عالي التكلفة، كما أنه غير صديق للبيئة، حيث ينجم عن احتراقه مركبات تتضمن أكاسيد الكبريت وأول وثاني أكسيد الكربون، بما لها من تأثيرات ضارة على النظم البيئية.

واعتبر “نينج لي”، الباحث في “معهد داليان للفيزياء الكيميائية”، ومؤلف الدراسة، أن “الوقود الحيوي الجديد يُمكن أن يكون مفيداً في مساعدة الطائرات التجارية على أن تكون صديقةً للبيئة”، موضحاً أن الوقود مشتق من الكتلة الحيوية، وله كثافة أعلى من الوقود التقليدي، مما يعني إمكانية زيادة مدى وحمولة الطائرات دون تغيير في حجم خزانات الوقود.

وتوصل الباحثون إلى طريقة يمكن من خلالها تحويل “السليلوز” الموجود في قش القمح إلى مركب ذي كثافة عالية، يمكن استخدامه كوقود بديل، أو لتحسين كفاءة أنواع الوقود المستخدم في الطائرات النفاثة، ويمكن للطائرات التي تستخدم هذا الوقود الطيران لمسافات أطول مع حمولات أكثر، مع معدل انبعاثات أقل للأكاسيد الكربونية، مقارنةً بالوقود التقليدي.

وبالرغم من أنه تم إنتاج ذلك الوقود على نطاق المختبر فحسب، إلا أن الباحثين يعتقدون أن الطريقة الجديدة التي ابتكروها تجعل عملية تصنيع السيليلوز رخيصة، مع خطوات إنتاج أقل، واستهلاك أقل للطاقة، ما يعني أن ذلك الوقود قد يكون جاهزًا للاستخدام التجاري قريباً.