+20225161519 [email protected]

كيف أثرت «جائحة كورونا» في الحياة اليومية للمصريين؟

نصف الأسر تقترض من الغير.. و73.5% من المشتغلين انخفض دخلهم

ألقت «جائحة كورونا» بالعديد من التداعيات على الحياة اليومية لكثير من المصريين، من حيث معدلات الدخل، والقدرة على الإنتاج وأوقات العمل، وأنماط الاستهلاك، بحسب ما أكدت دراسة حديثة أعدها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وصدرت نتائجها بداية هذا الأسبوع.

وأكد جهاز الإحصاء، في بيان أصدره السبت 20 يونيو الجاري، أن الدراسة التي قام بإعدادها لقياس ورصد تأثيرات الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس «كورونا» المستجد، أو ما يُعرف بـ«كوفيد-19»، على حياة الأسرة المصرية، جاءت إدراكاً لأهمية رصد كل التغيرات التى تطرأ على المجتمع، بفترة مرجعية منذ بداية الجائحة، أواخر شهر فبراير الماضي.

وأظهرت الدراسة أن أغلبية الأسر على دراية تامة بأعراض فيروس كورونا، بنسب تصل إلى 96.3% ترتفع قليلاً في الحضر عن الريف، وعن تلك الأعراض، ذكرت غالبية الأسر أن ارتفاع الحرارة يُعد من أهم أعراض الإصابة بالفيروس المستجد بنسبة 95.6%، ويليه احتقان الحلق بنسبة 76%، ثم الإسهال 35.4%، وأقل نسبة كانت للإمساك 6.1%.، بينما ذكر أكثر من نصف الأسر أن الإجراء الأكثر أهمية للتقليل من مخاطر انتشار الفيروس هو حظر التجوال، ثم إغلاق الأماكن التي بها ازدحام بنسبة 42.3%، وكانت أقل نسبة لتخفيف العمالة حوالي 5%.

ولفتت الدراسة إلى أن 61.9% من إجمالى الأفراد تغيرت حالتهم العملية، حيث أن أكثر من نصف الأفراد المشتغلين (55.7%) أصبحوا يعملون أيام عمل أقل أو ساعات عمل أقل من المعتاد لهم، بينما تعطل حوالي 26.2% من الأفراد عن العمل، كما أصبح 18.1% يعملون بشكل متقطع، وأفاد حوالي ربع الأفراد بثبات الدخل منذ ظهور الفيروس، أما أغلبية الأفراد (73.5%) فقد أفادوا بأن الدخل قد انخفض، وأقل من 1% أفادوا بارتفاع الدخل، وكانت أعلى نسبة أدت الى انخفاض الدخل بسبب الإجراءات الاحترازية، حيث بلغت 60.3%، يلي ذلك التعطل 35.5% ، ثم انخفاض الطلب على النشاط 31.5%.

وأشارت الدراسة إلى أن أهم السلع التي انخفض استهلاكها تتمثل في السلع الغذائية، مثل اللحوم والطيور والأسماك والفاكهة، ويرجع سبب الانخفاض في الغالب إلى انخفاض دخل الأسرة، وهناك بعض السلع غير الغذائية، مثل الملابس ومصاريف المدارس والدروس الخصوصية ومصاريف النقل والموصلات، وكان سبب الانخفاض في الغالب يرجع إلى أسباب متعلقة بالإجراءات الاحترازية، مثل إغلاق المدارس والمطاعم والمقاهي وساعات الحظر لمواجهة الفيروس.

وبالنسبة لأهم السلع التي ارتفع استهلاكها، فقد أوضحت الدراسة أنها تتمثل في السلع الغذائية مثل الأرز وزيت الطعام والبقوليات، وكان أهم سبب لذلك الارتفاع هو زيادة الكميات المستهلكة، بالإضافة إلى سلع أخرى غير غذائية ارتفعت معدلات استهلاكها، مثل الأدوات الطبية كالقفازات والكمامات الواقية والمنظفات والمطهرات وفواتير الإنترنت، ويرجع أهم سبب في ذلك إلى الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس.

وأشارت دراسة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن 46.5% من الأسر أفادوا بأنهم يتوقعون ثبات مستوى دخل الأسرة خلال الثلاثة شهور القادمة، وارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 51.5% في المناطق الحضرية، مقابل 42.4% بالمناطق الريفية، وفي المقابل، فقد توقعت نسبة 48.2% من الأسر، وخاصةً في الريف، حدوث انخفاض في مستوى الدخل، حيث بلغت 52.3%، مقابل 43.3% في الحضر، واعتبرت نسبة 45.3% من الأسر أن الإجراءات الاحترازية هي السبب الأساسي لتعديل الدخل، سواء ارتفاعاً أو تراجعاً، يليه التوقع بانتهاء الأزمة بنسبة 29.2%، ثم بسبب الإجراءات الاقتصادية التي قامت بها الدولة بنسبة 14.9%، وكانت أقل نسبة (2.8%) من نصيب زيادة المساعدات الاجتماعية.

وأظهرت الدراسة أن حوالي نصف الأسر تقوم بالاقتراض من الغير، وحوالي 17% من الأسر تعتمد على مساعدات أهل الخير، في حين أن حوالي 5.4% من الأسر حصلت على منحة العمالة غير المنتظمة، وذلك في حالة عدم كفاية الدخل، وذكرت أنه لمحاولة تغطية احتياجات الأسرة في حالة نقص الدخل، فإن معظم الأسر تقوم بتخفيض نسب الاستهلاك الأسبوعي من اللحوم والطيور والأسماك، يليها الاعتماد على بدائل اقل تكلفة، مثل البقوليات والمعلبات، ثم الاعتماد على المدخرات، يلي ذلك تخفيض الإنفاق على السلع غير الغذائية، ثم بيع بعض الأصول، ثم الاعتماد على المساعدات من الأصدقاء والاقارب، أو الاقتراض من الغير، حيث أكدت الدراسة ارتفاع أغلب هذه النسب في الريف عن الحضر.