+20225161519 [email protected]

الأمن الغذائي العربي في خطر.. 52 مليون شخص يعانون الجوع

في واحدة من أحدث وأخطر تداعيات النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية منذ عدة سنوات، كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” عن أن أكثر من 52 مليون شخص في المنطقة يعانون شبح الجوع، مما يؤكد أن الأمن الغذائي العربي يواجه خطراً غير مسبوقاً.

وجاء في بيان أصدرته المنظمة من فرعها الإقليمي بالقاهرة، هذا الأسبوع: “تنتشر النزاعات والأزمات الممتدة وتتفاقم منذ عام 2011، ما يهدد جهود المنطقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، بما في ذلك القضاء على الجوع″، وأضافت: “تستمر معدلات الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الارتفاع، إذ يعاني 52 مليون شخص نقص التغذية المزمن”.

ونقل البيان عن المدير العام المساعد للمنظمة، والممثل الإقليمي بمصر، عبدالسلام ولد أحمد، قوله إنه “من آثار النزاعات، تعطيل إنتاج الغذاء والماشية في بعض البلدان، وبالتالي التأثير على توفر الغذاء في مختلف أنحاء المنطقة”، مشيراً إلى تداعيات النمو السكاني السريع، والموارد الطبيعية الشحيحة والهشة، والخطر المتزايد لتغير المناخ، وزيادة معدلات البطالة، وتناقص البنية التحتية والخدمات في الريف.

ودعت المنظمة الأممية، في ختام بيانها، إلى دعم “التحوّل من زراعة الكفاف إلى نظم الإنتاج التجارية المتنوعة”، كما حثّت دول المنطقة على تمكين المزارعين من الوصول بشكل أفضل إلى الأسواق، وتشجيع الاستثمارات في الزراعة، ونقل التكنولوجيا، وغيرها من الابتكارات، وإدارة الموارد المائية بشكل أكثر كفاءة وفعالية.

وفي تعليق له على تقرير “نظرة إقليمية حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا”، قال المستشار الاقتصادي الإقليمي لمنظمة “الفاو”، أحمد سعد الدين، إن انتشار ظاهرة الجوع بشكل أكبر في المنطقة، والتدهور الراهن في حالة الأمن الغذائي عامةً، يمكن أن يُعزى إلى الصراعات والحروب الأخيرة في المنطقة، مشيراً إلى أن النزاعات نفسها، قد تحدث أحياناً، بسبب عدم التوازن التنموي.

وعن أبرز المسببات الرئيسية لانتشار الجوع في المنطقة، مع وصول أعداد المتأثرين به إلى أعداد قياسية منذ عام 2011، أوضح أن التقرير رصد جملة من العوامل الرئيسية، جاء في مقدمتها عامل “تفاقم الصراعات”، خاصةً خلال السنوات الأخيرة، ولفت إلى أن التقرير تناول الوضع في 5 دول عربية تشهد اضطرابات سياسية منذ عام 2011، بالإضافة إلى الوضع الهش في كثير من البلدان الأخرى، منها العراق والسودان، وهي من البلدان التي تعاني بسبب الصراعات منذ فترة طويلة.