+20225161519 [email protected]

[vc_row][vc_column][vc_column_text]

«بيت يكن» بالقاهرة ضمن 15 مرشحاً لجائزة حفظ التراث بالمنطقة العربية

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column width=”1/2″][vc_gallery type=”image_grid” images=”15308,15309,15310,15311,15312″ onclick=”img_link_large”][/vc_column][vc_column width=”1/2″][vc_column_text][/vc_column_text][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]

مشروع ترميم وحفظ «بيت يكن» في مصر هو أحد المشاريع الواعدة، التي تم اختيارها مؤخراً ضمن قائمة المشاريع المرشحة لجائزة «إيكروم – الشارقة» للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي بالمنطقة العربية، في دورتها الحالية لعام 2019 / 2020.

وتُعتبر هذه الجائزة، التي أطلقها مكتب «إيكروم – الشارقة»، تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة الشارقة، من أهم الجوائز التي تعنى بالتراث الثقافي في المنطقة العربية.

وتعكس الجائزة التزام «إيكروم» بدعم حماية التراث الثقافي المنقول وغير المنقول في المنطقة العربية، وتعزيز الممارسات الجيدة في مجال حفظ وإدارة التراث الثقافي، وتسهيل التبادل الدولي للمعرفة والخبرة في هذا المجال وإدارته، وتعزيز الوعي العام وتقدير التراث الثقافي.

وبالإضافة إلى مشروع ترميم وحفظ «بيت يكن» في مصر، تضمنت القائمة المختصرة للمشاريع المرشحة للجائزة 15 مشروعاً عربياً متميزاً من مصر وفلسطين والأردن وسوريا والسودان، ونسلط في هذا التقرير الضوء على مشروع “بيت يكن”، ضمن سلسلة من التقارير تستعرض عدداً من المشاريع العربية المرشحة للجائزة.

يقع «بيت يكن» في قلب القاهرة التاريخية بمنطقة «الدرب الأحمر»، المشهورة بمواقعها التاريخية والتراثية المتميزة، ويعود تاريخ هذا البيت إلى السياسي المصري الراحل يكن باشا، وهو أحد أفراد أسرة عريقة كان لها حضور كبير في الشأن السياسي، وكان لها امتداد واسع في تركيا وسوريا ولبنان، وشغل يكن باشا منصب رئيس وزارء مصر لثلاث فترات بين أعوام 1921 و1930، وكان وزيراً للمعارف قبلها، وهو الذى أدخل اللغة العربية في التعليم المصري.

وعلى الرغم من أهمية وتاريخ «بيت يكن» كأحد أروقة السياسة والعمارة في عهد سابق في تاريخ مصر، إلا أن البيت تعرض للإهمال والعبث على امتداد حقبة طويلة من الزمان، وشغل في فترات متقطعة أعمال ونشاطات غريبة لاتتماشى مع تاريخه وعراقته، كتحوله خلال فترة من الزمن إلى موقع جزارة بلدي ومرعى للأغنام، قبل أن يتم ترميمه وحفظه مؤخراً، ضمن مبادرة ملفتة بالاستفادة من الخبرات والكفاءات المصرية المحلية، وتحويله إلى متحف فني ومعماري لمشروعات التخرج لطلاب كليتي العمارة والفنون الجميلة.

تمثلت تدخلات الحفظ الرئيسة في «بيت يكن»، التي قامت بها الجهة المنفذة بالتعاون مع المجتمع المحلي، في ترميم الأجزاء المنهارة، مثل القاعة الشرقية، وتدعيم الأجزاء المتداعية، وتصميم وتنفيذ شبكات الكهرباء وتغذية المياه والصرف الصحي وتمديدها للأجزاء المختلفة من البيت، كما تضمنت أعمال الترميم الدقيق لإظهار المراحل التاريخية المختلفة التي مرت على البيت، وربط ذلك بتاريخ مدينة القاهرة، دون أن يؤثر ذلك على توظيف الفراغات الداخلية.

كما شملت التدخلات تصميم وتنفيذ إضافات معمارية حديثة مطلوبة لإعادة الاستخدام، منها السلمين الرئيسي والثانوي بدلاً من سلم حجري كان مضافاً ومنهاراً، وإعادة تهيئة فراغات الدور الثاني المدمرة لتوفير سكن للعائلة وللباحثين، كما تم إدراج بعض العناصر التاريخية ذات القيمة الاستثنائية من خارج البيت، كانت عرضة للإهمال قبل أن يتم إنقاذها واستخدامها مجدداً في البيت.

إضافة إلى ذلك تم تصميم وتنفيذ وحدة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء بالموقع، مما جعل «بيت يكن» أول نموذج مشروع صفري الطاقة بالمدينة التاريخية، وتم زراعة الفناء بمجموعات من الأعشاب الطبية، بالشراكة مع المجتمع المحلي، أما أهم التدخلات تأثيراً فكانت برامج التوعية التي تم تنفيذها للحفاظ على تراث وهوية البيت، وتهدف لإحياء الحرف التقليدية، كنواة لتنشيط الاقتصاد المحلي بالمنطقة.

ويتألف «بيت يكن» من مبنى كبير من طابقين بارتفاعات شاهقة، ويتميز بفناء داخلي ونافورة في الوسط، ويحتوي المنزل التاريخي اليوم، بعد عملية الترميم وإعادة الإحياء، على بهو كبير، وصالتي عرض كبيرتين، إحداهما لعرض تصميمات معمارية لمشروعات تخرج طلاب هندسة العمارة بجامعة الأزهر، والثانية مخصصة لعقد اللقاءات والندوات والمحاضرات الطلابية لطلاب كلية الهندسة، ولشرح واستعراض مشروعات التخرج، ومحاكاتها بالمبنى، ومبان أخرى بمنطقة القاهرة التاريخية.

ويُعتبر «بيت يكن» اليوم واحداً من أبرز بيوت القاهرة التاريخية، المسجلة في قائمة التراث العالمي، التي سكنتها عدد من العائلات الارستقراطية حتى منتصف القرن العشرين، قبل أن يتم هجرها وتداعيها، نظراً للاهمال وغياب المبادرات التي تهدف للحفاظ عليها.

ولم يتبق من هذه البيوت، والتي تم تسجيلها كمبان أثرية، سوى 15 بيتاً، جميعها لا يملك اليوم دوراً تنموياً واضحاً، أما باقي البيوت في المنطقة، والتي كان يزيد عددها  في أوج نشاط المدينة عن 500 بيت، فهي لازالت عرضة للهدم وتحويلها إلى عمارات خرسانية تشوه البيئة العمرانية للمنطقة، وتفكك المجتمعات التي كانت تتخذ من هذه البيوت مراكز اقتصادية ومرجعية تعزز هويتها الثقافية والتراثية.

وهذا ما يؤكد ضرورة ترميم وإعادة تأهيل ما تبقى من هذه البيوت، للحفاظ على الشواهد التي تبرز القيم الاستثنائية لمدينة القاهرة التاريخية، وإبقاء الأمل في الترابط المجتمعي والتوازن البيئي، وكذلك تفعيل التنمية الثقافية والاقتصادية، وهو الأمر الذي حققه هذا المشروع، مما يؤهله إلى أن يكون من بين المشاريع المرشحة لجائزة «إيكروم – الشارقة» للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي بالمنطقة العربية، في دورتها الحالية.

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]