أمام مؤتمر “مدريد”.. مصر تطالب الدول المتقدمة بالوفاء بالتزاماتها تجاه أفريقيا
أكدت وزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، على حق القارة الأفريقية في التنمية، باعتبارها من أكثر المناطق المعرضة للمخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية، وفى الوقت تًعد من أقل المناطق على مستوى العالم فى حجم الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وشددت الوزيرة، أثناء إلقاء كلمة مصر ضمن فعاليات الشق الوزاري رفيع المستوى لمؤتمر الأطراف الـ25 لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 25) بالعاصمة الإسبانية مدريد، على أحقية القارة السمراء في الحصول على الدعم الملائم خلال الفترة المقبلة، لمواجهة أثار تغيرات المناخ.
وطالبت “فؤاد” الدول المتقدمة بالوفاء بالتزاماتها تجاه فترة ما قبل 2020، والوفاء بتعهداتها بتوفير تمويل بمقدار 100 مليار دولار سنوياً، لمواجهة تغير المناخ، بحسب “اتفاق باريس″، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، وقالت: “لقد حان الوقت لكي تفي الدول المتقدمة بالتزاماتها تجاه أفريقيا”.
كما حثت وزيرة البيئة دول العالم بإسراع الخطى، خاصةً في الأنشطة والخطوات التنفيذية، مشددة على أهمية بذل المزيد من الجهد لتحقيق التوازن المنشود بين كافة أوجه العمل المناخي، على نحو يمكن الدول النامية من المساهمة في هذا الجهد، دون التأثير على حقوقها المشروعة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والقضاء على الفقر.
وبعد مشاركتها في أعمال القمة الرئاسية لمؤتمر “مدريد 2019″، والذي بدأ أعماله بالعاصمة الإسبانية في الثاني من ديسمبر الجاري، عادت وزيرة البيئة إلى القاهرة لارتباطات مسبقة، قبل أن تعود إلى مدريد مرة أخرى هذا الأسبوع، للمشاركة في اجتماعات الشق الوزاري بالمؤتمر الذي يستمر لأسبوعين.
ومن المقرر أن تلتقي “فؤاد” عدداً من نظرائها وزراء البيئة في الدول المختلفة، من أجل مناقشة سبل تفعيل “اتفاق باريس″، وضمان إدراج متطلبات الدول النامية على أعمال المؤتمر، والمتمثلة في نقل التكنولوجيا، وتنمية القدرات، واجراءات التمويل، كما تلتقي ممثل بريطانيا، والذي تستضيف بلاده مؤتمر الأطراف القادم (COP 26) لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وتشارك وزيرة البيئة في الاجتماع رفيع المستوى للدول المشاركة حول البيانات الوطنية، لمواجهة أثار التغيرات المناخية، كما تشارك في جلسة تأثير التغيرات المناخية على التراث الثقافي والطبيعي، والذي يتركز على دراسة الاقتراح الذي تقدمت به اليونان للحفاظ على التراث الثقافي في قمة المناخ، التي عقدت مؤخراً في نيويورك، كما تحضر الحوار الوزاري للتكيف، الذي يعقد على هامش اجتماعات المؤتمر.
كما تشارك “فؤاد” في اجتماعات حشد التمويل لمواجهة التغيرات المناخية في المنطقة العربية، وإعداد استراتيجية التمويل لمواجهة تغيرات المناخ للمنطقة العربية، وتناقش الاجتماعات التجارب العربية في مواجهة أثار التغيرات المناخية والتمويل المطلوب في المنطقة العربية، للتكيف مع هذه التغيرات خلال الفترة المقبلة.
وتتركز المفاوضات والاجتماعات في هذا المؤتمر على إيجاد حلول سريعة للحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بما لا يزيد عن 2 درجة مئوية حتى عام 2100، ومجابهة تأثيرات التغيرات المناخية المتزايدة والتي أصبحت تهدد كوكب الأرض وشعوب العالم.
وتشارك وزيرة البيئة في تلك الاجتماعات، التي تهدف إلى حشد الجهود الدولية لدفع العملية التفاوضية، وإيجاد الحلول السريعة والعادلة لتلك القضية، التي باتت تشغل العالم أجمع، كما تم تشكيل وفد مصري من وزارات الخارجية والصناعة والزراعة والري والجهات المعنية بتغير المناخ، للمشاركة بفاعلية في هذا المؤتمر، الذي يتضمن العديد من الاجتماعات الهامة.