من الفيلة للفراشات والأعشاب النادرة.. مؤتمر دولي في جنيف لحماية أنواع الحياة
من حماية الفراشات إلى إنقاذ الفيلة، من حفظ الأعشاب النادرة إلى حماية أنواع الصبار الشوكية الفريدة، وغيرها من أنواع نباتية وحيوانية نادرة، نقاشات تفصيلية مكثفة بدأت هذا الأسبوع في مدينة جنيف بسويسرا، في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية التجارة الدولية، حول أنواع الحياة والنباتات البرية المهددة بالانقراض، بغرض تطوير قواعد للتجارة بين الدول حول الحيوانات والنباتات البرية.
هذه القواعد هي “أداة قوية لضمان التنوع البيولوجي المستدام، والاستجابة للخسارة المتسارعة لهذا التنوع، والتي غالباً ما يشار إليها باسم أزمة الانقراض السادسة”، حسبما ما عبرت الأمينة العامة لاتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض (CITES)، إيفون هيغورو، والتي أكدت أن مهمة المؤتمر تسعى إلى منع تراجع أعداد الأحياء البرية وعكس الاتجاه نحو نموها، وأضافت أن المتطلبات الواضحة، والمستندة على البحث العلمي السليم والمناهج، ضرورية لحماية الموارد الطبيعية، ولتحقيق أهـداف التنمية المستدامة لعام 2030 لحكومات العالم.
وينظر المؤتمر، الذي ينعقد للمرة الـ18 في 56 اقتراحاً جديداً، وتهدف هذه الاقتراحات إلى تنظيم التجارة الدولية في أنواع النباتات والحيوانات والأسماك النادرة، وقد أبلغت دول مثل البرازيل ودول الاتحاد الأوروبي والفلبين عن حالات من الانقراض المتسارع لبعض أنواع الفراشات الأكثر ندرة، وطلبت من المؤتمر إدراجها في قائمة الأنواع المحمية، فيما أعلنت الولايات المتحدة، من ناحية، ومنغوليا من ناحية أخرى، عن “دق ناقوس الخطر” حول خطر انقراض ظباء التتار “سايغا”، وطالبتا بإضافتها إلى قائمة الحيوانات الخاضعة للسيطرة الصارمة.
كما طالبت دول جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وكينيا ومالي والنيجر والسنغال إدراج حيوان الزراف في قائمة اتفاقية الاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض، ورغم أن الزراف لا يعد من الأنواع المهددة بالانقراض بعد، لكن من المتوقع أن تنخفض أعداده في العالم، ما لم يتم تنظيم التجارة في أنواعه بشكل صارم.
وتوضح التقارير أن العديد من أنواع الحيوانات والنباتات قد صارت تتراجع اليوم بمعدلات لم يسبق لها مثيل، ويرجع ذلك، إلى حد كبير، إلى الأنشطة البشرية التي تلوث وتستنزف موارد المياه، والتغيرات التي تؤثر على موائل الكائنات الطبيعية، بالإضافة إلى تغير المناخ.
وكانت دول العالم قد اعتمدت، في 3 مارس 1973 الاتفاقية التي تحكم التجارة الدولية في النباتات النادرة والحيوانات والمعروفة باسم (CITES)، وحسب نصوصها، هناك اليوم أكثر من 5600 نوع من الحيوانات، وأكثر من 30 ألف نبات تحت الحماية الدولية، وبمجرد إدراج أنواع الحياة البرية في قائمة الحماية الدولية، تخضع التجارة بين الدول في هذه الأنواع لرقابة دولية صارمة، تتراوح بين المراقبة التجارية، إلى الحظر التام في التجارة فيها، خصوصاً حين تكون هذه من الأنواع الأكثر تعرضاً لخطر الانقراض.