+20225161519 [email protected]

مؤتمر “الفاو” بالقاهرة يؤكد: الزراعة تتحمل العبء الأكبر لندرة المياه

زيادة الابتكارات والاستثمارات، وتحسين السياسات في قطاع المياه، من الأمور الأساسية التي أكد عليها المؤتمر الدولي الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، تحت عنوان “أيام الأراضي والمياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا”، لاستعراض التقدم المحرز في معالجة مشكلة ندرة المياه في المنطقة، وتعزيز تبادل المعرفة والخبرة بين البلدان المختلفة وكافة الشركاء.

وتحدث المدير العام للمنظمة، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، أمام المؤتمر الذي عُقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة من 31 مارس وحتى 4 أبريل 2019، قائلاً إن علينا العمل من أجل منع ندرة المياه من إعاقة تحقيق “رؤيتنا الطموحة” للقضاء على جميع أشكال سوء التغذية، والحفاظ على السلام في المنطقة.

وقال مدير عام “الفاو” إنه بينما تساهم النزاعات والأحوال المناخية المتطرفة في زيادة الجوع في المنطقة، فإن ندرة المياه تجهد سبل المعيشة في الريف، مما يجبر الناس على الهجرة إلى المدن. وأشار إلى أن “واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص في الريف، يعتبر فقيراً بسبب ندرة المياه”.

ولمعالجة مشكلة العجز المائي في المنطقة بكفاءة وفعالية، شدد “دا سيلفا” على ضرورة وجود “جيل جديد من السياسات والاستثمارات”، مشيراً إلى أهمية التنسيق المشترك بين الوزارات، للتوافق بين سياسات المياه والغذاء والتجارة، ووضع آليات تكافئ المزارعين على كفاءة استخدامهم للمياه والتربة، وقال: “من المهم أيضاً أن نتذكر أن سبب ندرة المياه ليس دائماً هو نقص المياه فعلياً، فالكثير من المناطق تعاني من ندرة المياه بسبب نقص الاستثمارات”.

وفي كلمته، أشار مدير المنظمة إلى أن موجات الحر القاسية والمتكررة، وزيادة الإجهاد المائي، سيشكلان أكبر تحديين لقطاع الزراعة، وأضاف: “من الضروري إتباع أساليب تدعم استخدام المياه بكميات أقل وكفاءة أكبر في إنتاج الغذاء، مثل تقنيات الري المبتكرة، والمحاصيل والماشية المقاومة للجفاف، والتوزيع المكاني للإنتاج، في الوقت الذي حذر فيه من ارتفاع متوقع فى مستوى سطح البحر، وتملح طبقات المياه الجوفية،  كما أن الفيضانات وزيادة ملوحة مصادر المياه العذبة قد تؤثر على مناطق الإنتاج الرئيسية في المنطقة، وفي مقدمتها دلتا نهر النيل.

وبينما أثنى “دا سيلفا” على دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، لما حققته من “إنجازات عظيمة في صراعها الطويل والمستمر مع ندرة المياه”، ضرب مثالاً بدول الخليج، باعتبار أنها دول رائدة في مجال تحلية المياه، كما أن الجزائر والمغرب والأردن وتونس بذلت جهوداً كبيرة في مجال جمع المياه، بينما تتقدم مصر ولبنان بسرعة فيما يتعلق بالري بالتنقيط، وفي معالجة مياه الصرف الصحي.

وأشار المدير العام للفاو إلى أنه وعلى الرغم من كل هذا التقدم، ينبغي لبلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا أن تواصل البحث عن ممارسات مبتكرة لمواجهة التحديات المقبلة، التي أصبحت أكثر تعقيداً، لافتاً إلى أن التوقعات تشير إلى أن وتيرة موجات الجفاف قد تزداد بنسبة تصل إلى 60 في المائة، بحلول نهاية القرن، مقارنةً مع مستوياتها الحالية في المنطقة.

وعلى هامش مؤتمر “أيام الأراضي والمياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا” وقعت “الفاو” اتفاقية مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، بهدف تعزيز الشراكة المستمرة والجهود المشتركة بين الجانبين في العديد من المجالات، بما في ذلك الأمن الغذائي في البلدان المتأثرة بالنزاعات، والاستثمار الزراعي والسمكي، والتخطيط والتدريب لتحليل السياسات في الزراعة، ومكافحة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، وتطوير قطاع التمور من خلال “منهجية سلاسل القيمة”، كما أطلقت المنظمة مبادئ توجيهية جديدة للاستثمار في الري، تتضمن نهجاً وأدوات وموارد مبتكرة لمواجهة تحديات تطوير الري، مثل ندرة المياه، والمنازعات على الموارد الطبيعية المشتركة، وتأثير تغير المناخ.