ناقوس الخطر يدق مجدداً.. 2018 رابع الأعلى حرارة والشرق الأوسط أكثر تأثيراً
أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الأعوام الأربعة الماضية كانت الأعلى في درجات الحرارة في التاريخ المسجل، بما يؤكد استمرار الاتجاه طويل الأمد لتغير المناخ المرتبط بالمستويات القياسية لتركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وهو الأمر الذي يثير قلقاً متزايداً على مستوى العالم، بشأن إمكانية وقف الارتفاعات المتتالية في درجة حرارة الكوكب.
ودق تحليل أجرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ناقوس الخطر من جديد، لتنبيه البشرية لمخاطر التغيرات المناخية، حيث أفاد بأن متوسط الحرارة العالمية في عام 2018 تجاوز ما سجل في فترة ما قبل العصر الصناعي، خلال الفترة بين عامي 1850 و1900، بنحو درجة مئوية، ليصبح العام الماضي هو رابع أعلى السنوات حرارة منذ بدء تسجيل البيانات.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه بشأن المعلومات التي أصدرتها منظمة الأرصاد الجوية، وذكر بيان للمتحدث باسمه أن “تلك البيانات تشدد على الحاجة الملحة للعمل المناخي”، مشيراً إلى التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، حول آثار ارتفاع الحرارة بدرجة ونصف مئوية عن مستويات ما قبل عصر الصناعة.
وقال الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، إن “الاتجاه الاحتراري طويل الأمد، آخذ في التصاعد”، مؤكداً أن أكثر 20 عاماً من حيث درجات الحرارة المسجلة، جاءت خلال السنوات الـ22 الماضية، وأضاف أن “درجات الحرارة ليست إلا جزءاً من المشهد العام”، ولفت إلى تضرر الكثير من البلدان، وملايين البشر، من الظواهر المتطرفة للطقس، فضلاً عن الآثار المدمرة على الاقتصاد والنظم الإيكولوجية خلال العام الماضي.
واعتبر “تالاس” أن “عدداً كبيراً من الظواهر المتطرفة، يتماشى مع ما نتوقعه، في ظل مناخ متغير، هذه هي الحقيقة التي علينا أن نواجهها، ينبغي أن تكون تدابير خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع المناخ، أولوية عالمية عليا”.
ولمواجهة الظواهر المتطرفة، قال عمر بدور، الخبير المنسق للتقرير الذي أصدرته المنظمة، إن هناك مسارين، الأول يختص بالحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة، والثاني مواكبة هذه التغيرات بإعادة بناء استراتيجيات لمقاومة الظواهر القصوى، وأكد أنه يجب على الدول أن تمتلك استراتيجيات على المدى البعيد، فيما يخص منظومة الإنذار المبكر، حتى تتمكن السلطات المعنية من تفادي الخسائر البشرية”.
كما شدد “بدور” على ضرورة تأسيس استراتيجيات الدول، خاصة تلك التي ليس لديها استراتيجيات تخص الظواهر الجديدة على مناخها، وخص بالذكر دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، نظراً لأن “هذه الدول اعتادت على مناخ متوسط أو شبه جاف، لكنه الآن يزداد جفافاً، وكذلك يزداد تطرفاً”، بحسب قوله.
وكان تقرير اللجنة الدولية الحكومية المعنية بتغير المناخ قد لفت إلى أن الحد من ارتفاع الحرارة، حتى لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، يتطلب تحولاً عاجلاً وغير مسبوق في مجالات الأراضي والطاقة والصناعة والبناء والنقل والمدن، وضرورة خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن الأنشطة البشرية بنسبة 45% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2010، ليصل إلى الصفر في عام 2050.
ومن المقرر أن تصدر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيانها الكامل عن حالة المناخ العالمي في عام 2018، في مارس المقبل، وسيتضمن البيان النهائي معلومات من مجموعة كبيرة من وكالات الأمم المتحدة بشأن الآثار الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.