مشاركة متميزة لشبكة «رائد» في ندوة «المرأة الريفية والعنف الإلكتروني: من الوقاية إلى التمكين»
شاركت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» في الندوة المتخصصة التي نظمها المجلس القومي للمرأة بعنوان «المرأة الريفية والعنف الإلكتروني: من الوقاية إلى التمكين»، التي عُقدت بمقر المجلس في مدينة نصر، يوم الخميس 27 نوفمبر 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في قضايا المرأة والتحول الرقمي والأمن السيبراني والعلوم الاجتماعية، حيث جاءت مشاركة «رائد» امتدادًا لدورها الفاعل في قضايا التنمية المستدامة، وإيمانها بأن التمكين الرقمي للمرأة الريفية يمثل أحد ركائز تعزيز العدالة الاجتماعية وحماية الفئات الأكثر عرضة للعنف.
افتتحت الندوة فعالياتها بالتأكيد على أهمية مناقشة قضايا العنف الإلكتروني، التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للنساء، خاصة في المناطق الريفية، حيث تتداخل العادات والتقاليد مع ضعف الوعي الرقمي، ما يزيد من حجم المخاطر، ويقلل من قدرة النساء على الإبلاغ وطلب الدعم، وقد عكست النقاشات مستوى عاليًا من الوعي بقضية لا تزال حديثة نسبيًا، لكنها آخذة في الاتساع، بفعل الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي.
شهد اللقاء مشاركات ثرية من المتحدثين، من بينهم منى سالم، المنسق الوطني لوحدة مناهضة العنف بالمجلس القومي للمرأة، التي استعرضت مفهوم العنف الإلكتروني وصوره المختلفة، بدءًا من التهديد والابتزاز والتنمر واختراق الحسابات، بما في ذلك الآثار النفسية والاجتماعية، التي تتركها هذه الممارسات على النساء، كما قدم اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق للمعلومات ومكافحة جرائم الإنترنت، عرضًا حول المنظومة القانونية والتقنية المرتبطة بجرائم تقنية المعلومات، موضحًا آليات التبليغ وسُبل الحصول على الدعم القانوني، مع التأكيد على ضرورة تعزيز قدرة النساء على التفاعل مع هذه الآليات، دون خوف أو تردد.
أما الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، فقد ساهم ممثلوها في إثراء النقاش من منظور تنموي، مؤكدين أن التمكين الرقمي للمرأة الريفية لا ينفصل عن دورها في حماية البيئة، وإدارة الموارد الطبيعية، والمشاركة في برامج التنمية المحلية، وأوضحت المهندسة رحاب عبدالفتاح، ممثلة «رائد»، أن ضعف الوعي الرقمي في المناطق الريفية لا يؤثر فقط على قدرة النساء على حماية أنفسهن من العنف الإلكتروني، بل يحدّ من مشاركتهن الاقتصادية والاجتماعية، ويقلل من فرص الاستفادة من المبادرات الحكومية والخدمية، التي تُدار بشكل متزايد عبر المنصات الرقمية، كما عرضت جانباً من التجارب السابقة لشبكة «رائد» في حملات التوعية البيئية والمجتمعية، مؤكدة استعدادها للتعاون مع المجلس القومي للمرأة، والجهات الشريكة، لتصميم برامج تدريبية تهدف إلى دمج الأمن الرقمي ضمن خطط التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية.
كما قدمت الدكتورة نرمين الكحكي، والدكتورة حنان مكرم، وغيرهما من الخبراء، رؤى متعمقة حول الأسباب الاجتماعية والثقافية التي تجعل المرأة الريفية أكثر عرضة للعنف الإلكتروني، بما في ذلك الخوف من الوصمة، وعدم القدرة على الوصول إلى الدعم القانوني، وضعف المهارات التقنية، واستعرض المتحدثون عددًا من قصص الحالات الواقعية التي تعرضت لابتزاز أو انتهاك للخصوصية، ما أضفى بُعدًا إنسانيًا على النقاش، وأبرز الحاجة الملحة لبرامج وقاية وحماية فعالة.
وخلصت المناقشات إلى مجموعة من التوصيات، في مقدمتها ضرورة تعزيز التوعية الرقمية وإدراج «محو الأمية الرقمية» في برامج محو الأمية التقليدية داخل القرى، مع إطلاق حملات مدرسية تستهدف الذكور والإناث على حد سواء، كما أوصى المشاركون بتشديد العقوبات القانونية المتعلقة بالعنف الإلكتروني، ودعم إنشاء وحدات لمكافحة العنف في المحاكم الابتدائية، وتوفير منصات إلكترونية للتبليغ الآمن عن الجرائم الرقمية، وتضمنت التوصيات التأكيد على أهمية التعاون مع وزارة الاتصالات لغلق الحسابات المشبوهة بسرعة، وتشجيع تحميل تطبيقات الحماية الرقمية، وعدم مشاركة شبكات الإنترنت المنزلية مع الآخرين، والفصل بين الحسابات الشخصية والمهنية.