يقدم التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة فوائد بيئية كبيرة، حيث يسهم في التخفيف من آثار تغير المناخ، وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ونظراً للتركيز العالمي على الممارسات المستدامة، فإن التزام مصر بالطاقة النظيفة يتماشى مع الجهود الدولية للحد من التغيرات المناخية، وتعزيز قدرة المجتمع على التكيف مع تأثيراتها.
في هذا السياق، نفذت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» مبادرة بعنوان «الطاقة المستدامة في مصر: دمج الطاقة المتجددة لتحقيق الأمن المناخي»، بالتعاون مع «مؤسسة المناخ الأوروبية»، بهدف التأثير على سياسات وإجراءات الحكومة تجاه الطاقة المتجددة، وتعزيز استخدام وتبني الطاقة المتجددة، من اجل تحقيق الأمن المناخي في مصر، والدعوة إلى اعتماد الطاقة المتجددة داخل الحكم المحلي، وكذا دفع التغيير نحو الوصول المستدام إلى الطاقة بكفاءة، والمساهمة في تمكين المجتمع المدني لتحويل قرارات وممارسات الحكومة والقطاع الخاص نحو التنمية المستدامة وكفاءة الطاقة، مع دعوة الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتبني استراتيجيات وممارسات فعالة تدعم الوصول إلى الطاقة المتجددة.
واستكمالا لما قامت به المبادرة من نقاشات سابقة، على المستوين المحلي و الوطني حول «سياسات الطاقة البديلة لمستقبل مستدام»، والتي أفرزت عن عدد من التوصيات الهامة، كان من المهم أن يكون للمبادرة إطلاق نموذج تطبيقي، يسعى إلى تعزيز وتحفيز آليات تحقيق الأمن المناخي، وتحقق ذلك من خلال التعاون والتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، حيث تم اختيار مركز شباب المعادي الجديدة، بمحافظة القاهرة، ليكون نقطة انطلاق لتحول المراكز الشبابية إلى «مؤسسات خضراء مستدامة»، فعملت المبادرة على تركيب محطة للطاقة الشمسية بقدرة 10 كيلو وات، لتقدم مساهمة إضافية في تحقيق الأمن المناخي في مصر.
كما عملت شبكة «رائد» على بناء قدرات الشباب من رواد وأعضاء مركز شباب المعادي الجديدة على أهمية استخدامات الطاقة المتجددة، وكيفية استثمار ذلك لتوسيع مداركهم حول قيمة وأهمية «الوظائف الخضراء»، وكيف يمكنها أن تسهم في توفير وظائف جديدة ومستدامة في قطاعات واعدة.