أسبوع التنمية المستدامة 2020.. الاستدامة بين التحديات والحلول
يحرص المنتدى المصري للتنمية المستدامة، منذ تأسيسه قبل أكثر من 5 سنوات، على المساهمة في تعزيز وتحسين آلية العمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكان من أوائل المؤسسات المدنية التي تشكلت بغرض تأسيس هيكل مدني يحرص على نشر مفاهيم التنمية المستدامة وآليات تحقيقها، ويبذل العديد من الجهود في سبيل ذلك، من خلال تكوين الشراكات، وتنفيذ حلقات الحوار، والتواصل البناء مع كل فئات المجتمع وبمختلف مؤسساته الحكومية والمدنية والخاصة.
وفي عام 2015، أطلق المنتدى مبادرة «الأسبوع الوطني للتنمية المستدامة»، بهدف طرح ومناقشة آليات وأدوات تحقيق الاستدامة مع الأطراف الشريكة وأصحاب المصلحة، من أجل الوصول إلى رؤى توافقية تعزز من قيم الاستدامة، لتكون أول مبادرة من نوعها للمجتمع المدني يتم تنفيذها بصفة دورية في مصر والعالم العربي، وهي المبادرة التي حظيت، منذ العام الأول، برعاية رئيس مجلس الوزراء، وباهتمام عدد كبير من الشركاء، بما يُعد إيذاناً بمولد إرادة سياسية حقيقية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتزايد الاهتمام بمبادرة «الأسبوع الوطني للتنمية المستدامة»، التى اعتاد المنتدى المصري تنفيذها في شهر يوليو من كل عام، لتتزامن مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي، إلا أن الدورة السادسة لهذه المبادرة، لعام 2020، تم تنفيذها خلال الفترة من 12 إلى 19 أكتوبر الماضي، تزامناً مع الاحتفال بـ«يوم البيئة العربي»، وبسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من «جائحة كورونا»، حيث جرت معظم فعاليات الأسبوع الوطني السادس للتنمية المستدامة عبر منصات التواصل الإلكترونية.
وقال الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، إن شعار الدورة السادسة من «الأسبوع الوطني للتنمية المستدامة» لهذا العام، جاء بعنوان «الاستدامة بين التحديات والحلول»، مع التركيز على محور «التعليم من أجل التنمية المستدامة»، وذلك بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والبيئة، في إطار حرص مجلس أمناء المنتدى على الشراكة مع المؤسسات الحكومية، لتحقيق الأهداف العامة لمبادرة الأسبوع الوطني للتنمية المستدامة.
وتضمنت فعاليات الأسبوع تنظيم ورشة عمل تدريبية لمديري الإدارات التعليمية في نطاق محافظة القاهرة، بالإضافة إلى مديري عدد من المدارس، ومشرفي التربية البيئية والسكانية والصحية بالمدارس المستهدفة، وكذلك مسئولي الإدارة العامة للتربية البيئية بمديرية التربية والتعليم، وتم خلال الورشة التدريبية التنسيق مع مسئولي الإدارات التعليمية ومديري المدارس لاقتراح العديد من الأنشطة، التي تساعد في تعزيز مهارات التعليم من أجل التنمية المستدامة لدى القائمين على العملية التعليمية.
وأكد «عدلي» أنه من المخطط تنفيذ الأنشطة المقترحة على مدار العام الدراسي الجديد 2020/ 2021، كما يجري التنسيق لتنفيذ بعض الأنشطة التوعوية داخل المدارس والمجتمعات المحلية المحيطة بها، مشيراً إلى أنه في إطار حرص المنتدى على الترويج لهدف ورؤية مبادرة الأسبوع الوطني، فقد قام المنتدى بدعوة عدد كبير من الجمعيات الاهلية على مستوى المحافظة، لتحفيزهم على المشاركة في الفعاليات، وذلك بتنفيذهم أحد الأنشطة البيئية داخل مجتمعاتهم، وأضاف أن العديد من الجمعيات الأهلية من مختلف المحافظات، أبدت استجابتها لدعوة المنتدى، وأعلنت عن تنفيذ أنشطة بيئية مختلفة، في إطار فعاليات الأسبوع.
يُذكر أ ن المنتدى المصري للتنمية المستدامة انطلق كفكرة مدنية في يوليو 2012، وجاءت الفكرة كتلبية لتوصيات مؤتمر قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الذي عقد في مدينة ريودي جانيرو البرازيلية (ريو+20) تحت شعار «المستقبل الذي نريده»، والذي أكد على حتمية أن تسعى كل حكومات الدول لتحقيق التنمية المستدامة، وأكد أيضاً على أن هناك حاجة ملحة لإيجاد كيانات مدنية وطنية جامعة، تكون قاعدة حوار دائم بين الأطراف الرئيسية للتنمية، من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني وبحث علمي، من أجل صياغة سياسات متفق عليها لتحقيق التنمية المستدامة في كل القطاعات، وتعمل على مواجهة التحديات في توفير الموارد والتمويل والتكنولوجيا التي هى اساس كل التنمية.
وجاء تأسيس المنتدى ككيان مدني لديه القدرة على التعاون مع كل مؤسسات الدولة، الحكومية والمدنية، للمساهمة في نشر مفهوم التنمية المستدامة، وترسيخ جذورها في كل قطاعات الدولة وسياستها الاستراتيجية وبرامجها التنموية ومشروعاتها القومية، ولتحقيق ذلك، حرص المنتدى على أن تتكون قاعدته المؤسسية من مجموعة متميزة من علماء مصر المخلصين في مختلف المجالات التنموية، وكذلك الحال بالنسبة لأعضائه المنتسبين لفرق المنتدى، وتم العمل على إعلانه كمؤسسة مدنية بوزارة التضامن الاجتماعي تحت رقم 708 لسنة 2015 باسم «المنتدى المصري للتنمية المستدامة«.
ومنذ انطلاقه سعى المنتدى، من خلال مجلس الأمناء وفرق العمل المتخصصة، إلى تنفيذ العديد من البرامج والمشروعات، وإطلاق المبادرات التي تستهدف كل قطاعات التنمية، وحرص على تكوين شراكات استراتيجية مع عدد كبير من الجهات الحكومية المعنية بإدارة التنمية المستدامة، والتي ساهمت بشدة في طرح ومناقشة العديد من الملفات التنموية ذات الأولوية، ورفع خبراء المنتدى العديد من توصياتهم الهامة لصانعي ومتخذي القرار.
كما حرص المنتدى على الاهتمام بمكون بناء القدرات وزيادة الوعي بالمفهوم الشامل للاستدامة، والعمل على نشر وترويج تطبيقات الاستدامة البيئية، وذلك في مختلف المستويات والقطاعات، وحدث ذلك من خلال تكوين شراكات مع عدد كبير من المؤسسات الجامعية والتعليمية والبحثية، سواء كانت الحكومية أو الخاصة، وتم صياغة العديد من الأنشطة الميدانية وتنفيذها، كالمعسكرات الطلابية وورش عمل واللقاءات التثقيفية، واستطاعت تلك الأنشطة أن تقدم نماذج استرشادية مختلفة كترجمة حقيقية تعكس مفهوم التنمية المستدامة.