Arab Network for Environment and Development

EN AR
EN AR
ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي يصل إلى ذروته في أكتوبر 2020

ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي يصل إلى ذروته في أكتوبر 2020

أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي بلغ ذروته خلال العام الحالي، ليصبح واحداً من أكبر الثقوب على مدار السنوات الأخيرة، وأوضحت أنه في شهر أغسطس من كل عام، مع بداية فصل الربيع في القارة القطبية الجنوبية، يبدأ ثقب الأوزون في الاتساع، ويصل إلى ذروته في شهر أكتوبر تقريباً.

وأصدرت خدمة «كوبرنيكوس» لمراقبة الغلاف الجوي، التابعة للاتحاد الأوروبي، بياناً خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر الجاري، أكدت فيه أن «ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي، هو واحد من أكبر وأعمق الثقوب في السنوات الأخيرة».

الفجوة تضيق ببطء

وتم رصد نضوب الأوزون فوق القارّة القطبية الجنوبية لأول مرة عام 1985، وعلى مدى السنوات الـ35 الماضية، تم اتخاذ بعض التدابير المختلفة لتقليل حجم الثقب، مثل «بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون»، وهي معاهدة دولية مصممة لحماية طبقة الأوزون، عن طريق التخلص التدريجي من إنتاج العديد من المواد المسئولة عن استنفاد طبقة الأوزون.

ونتيجة لذلك، بدأت طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية تتعافى بشكل تدريجي، بفضل فرض القيود على مادة مركبات «الهالوكربون» المدمرة للأوزون، عبر بروتوكول مونتريال، إذ تشير التوقعات المناخية إلى أن طبقة الأوزون ستعود إلى مستويات 1980 خلال عام 2060.

وأوضحت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كلير نوليس، في مؤتمر صحفي، من مقر المنظمة في جنيف، أواخر الأسبوع الماضي، أن بروتوكول مونتريال تخلّص بشكل فعّال من المواد الآكلة للأوزون، وهو أحد أكثر المعاهدات البيئية نجاحاً على الإطلاق، إلا أنها شددت على قولها: «ومع ذلك لا يمكننا التقاعس».

وقالت المتحدثة باسم المنظمة إن ثقب الأوزون فوق القارة الجنوبية اتسع بشكل سريع في عام 2020، اعتباراً من منتصف أغسطس، حتى بلغ ذروته عند حوالي 24 مليون كيلومتر مربع في أوائل أكتوبر الجاري، قبل أن يبدأ في التراجع تدريجياً، حتى يغطي حالياً 23 مليون كيلومتر مربع، وهو أعلى من المتوسط في العشر سنوات الماضية، وأصبح يغطي معظم القارة القطبية الجنوبية.

وأوضحت «نوليس» أن هناك تبايناً كبيراً في مدى تطور ثقب الأوزون كل عام، مشيرةً إلى أن ثقب الأوزون هذا العام يشبه حاله في عام 2018، حيث كانت مساحته كبيرة جداً، ويوصف بأنه أحد أكبر الثقوب في السنوات الأخيرة، بينما كان اتساع الثقب في 2019 صغيراً بشكل غير معتاد، وشددت على أنه لا مجال للتهاون في تنفيذ بروتوكول مونتريال، الذي يحظر انبعاثات المواد الكيميائية المستنفدة لطبقة الأوزون.

أهمية طبقة الأوزون

وتُعد طبقة الأوزون هي درع هش من الغاز، يحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس، مما يساعد على الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض، وتحمي طبقة «الستراتوسفير» الأرض من معظم أشعة الشمس فوق البنفسجية الضار، ويشير الخبراء إلى أن استنفاد الأوزون يعتمد على درجات حرارة شديدة البرودة، لذلك كلما كانت درجة الحرارة أكثر برودة في طبقة «الستراتوسفير» فوق القارة القطبية الجنوبية، زاد ثقب الأوزون.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «كان الهواء أقل من 78 درجة مئوية تحت الصفر، وهذه هي درجة الحرارة التي نحتاجها لتشكيل سحب الستراتوسفير، وهذه العملية معقدة للغاية»، وأضافت أن الجليد الموجود في هذه السحب يتسبب في رد فعل يمكن أن يدمر طبقة الأوزون، و«بسبب ذلك، نشهد ثقب الأوزون كبيراً هذا العام»، ويتوقع العلماء أن يتراجع ثقب الأوزون في الربيع، كحدث موسمي.

وفي عام 2018، صدر أحدث تقييم علمي بشأن استنفاد طبقة الأوزون، عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، خلص إلى أن طبقة الأوزون على طريق الانتعاش والعودة المحتملة لقيم الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية، إلى مستويات ما قبل 1980 بحلول عام 2060.