«رائد» تحتفل بمرور 30 عاماً باعتماد رؤية جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
الجمعية العمومية تطالب بتفعيل دور الشبكة في الشراكات الإقليمية والدولية وتعزيز مشاركة الشباب
تعميم دليل التعليم البيئي بالدول العربية وإطلاق جامعة شبابية صيفية لتمويل المشروعات الطلابية
إنشاء المركز العربي الإعلامي للحد من مخاطر الكوارث والأزمات
اعتمدت الجمعية العمومية للشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» رؤية مستقبلية جديدة، ترتكز على دمج أهداف التنمية المستدامة ضمن برامج عملها على كافة الأصعدة الوطنية والدولية، وتعزيز دور الشبكة في الشراكات الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى دعم مشاركة الشباب والمساعدة في توفير التمويل للمشروعات الطلابية المعنية بأهداف التنمية المستدامة، من خلال جامعة شبابية صيفية، فضلاً عن تعميم دليل التعليم البيئي، وبرامج التعليم من أجل التنمية المستدامة، والتوسع في إطلاق المنتديات الوطنية للتنمية المستدامة في مختلف الدول العربية.
وعقدت الشبكة العربية اجتماع الجمعية العمومية لعام 2020 يوم الأحد 20 ديسمبر، عبر منصات التواصل الإلكترونية، بمشاركة الأعضاء العاملين في رائد من 11 دولة عربية، واستهل الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام، الاجتماع بالإعراب عن ترحيبه بعقد الجمعية العمومية قبل نهاية العام، مشيراً إلى أنه كان من المخطط عقد الاجتماع في مارس الماضي، بالتزامن مع القمة العالمية للحد من الكوارث، التي كان من المقرر عقدها في القاهرة، ولكن تم إلغاؤها قبل أسبوعين من موعدها، بسبب إغلاق المطارات، ضمن إجراءات مكافحة «جائحة كوفيد-19»، كما أعرب عن تمنياته دوام التعاون والشراكة بين أعضاء «رائد» كأسرة واحدة.
وأدار وقائع الاجتماع الدكتور محمد فتوحي، المنسق العام المساعد لدول المغرب العربي، بعد موافقة الحضور، وتضمن جدول أعمال الجمعية العمومية عرض تقرير النشاط عن الفترة بين عامي 2017 و2019، وعرض تقرير مراقب الحسابات والميزانية العمومية والحسابات الختامية في 31 ديسمبر 2019، إضافة إلى مناقشة خطة «رائد» للفترة بين عامي 2020 و2022، مع عرض الميزانية التقديرية للفترة القادمة، بالإضافة إلى انتخاب المنسقين الوطنيين والمكتب التنفيذي.
وبعد أن عرض المنسق العام تقرير النشاط عن الفترة الماضية، والإنجازات التي تم تحقيقها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، من خلال المشروعات والأنشطة التي تم تنفيذها، جرى استعراض خطة عمل الفترة القادمة، والتي تمثلت في عدد من المحاور، تتضمن استمرار جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع تعزيز بناء القدرات والاتصال ونشر الوعي، وتفعيل المنتديات الوطنية للتنمية المستدامة، إضافة إلى تعزيز شراكات «رائد» على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، والتركيز على الاستفادة من طاقات الشباب، فضلاً عن تعظيم موارد الشبكة، ثم عرض المدير المالي التدفقات المالية المتوقعة خلال فترة الـ3 سنوات القادمة.
وخلص اجتماع الجمعية العمومية إلى مجموعة من القرارات والتوصيات، جاء في مقدمتها موافقة الأعضاء، بإجماع الآراء، على إعادة صياغة الرؤية والرسالة الخاصة بـ«رائد»، ودمج جميع أنشطة الشبكة التي ينفذها أعضاؤها في الدول العربية ضمن تقرير النشاط، كما تمت اعتماد تقرير مراقب الحسابات بشأن الميزانية العمومية والحسابات الختامية المنتهية في 31 ديسمبر 2019، بالإضافة إلى الموافقة على الميزانية التقديرية لفترة الـ3 سنوات المقبلة.
وحظيت خطة العمل المستقبلية بموافقة أعضاء الجمعية العمومية، مع توصية بإضافة بند للمحور الأول، الذي يختص بـ«حماية التنوع البيولوجي»، تتعلق بـ«الأصول الوراثية للمحاصيل الزراعية»، وكذلك إضافة بندين للمحور الثاني «تعزيز بناء القدرات»، الأول تشكيل لجان فرعية لكل من «الحد من الكوارث، والشباب، وحماية البيئة، والتنمية المستدامة، وحماية التنوع البيولوجي»، على أن تضم هذه اللجان خبراء متخصصين في هذه المجالات، بحيث تتشكل هذه اللجان من 3 إلى 5 أفراد، بينما يتعلق البند الثاني بتبادل الخبرات بين الأعضاء بشأن التعليم من أجل التنمية المستدامة، بالتعاون مع جمعية «معاً لحماية الانسان والبيئة» في العراق.
وأوصى الأعضاء بإضافة بند للمحور الخامس «الفعاليات الوطنية والإقليمية والدولية»، يتضمن تنفيذ أنشطة للعمل على مواجهة قضايا المياه تحت الاحتلال، كما شددوا على الاهتمام بالمحور الأخير الخاص بـ«الشباب»، فيما تقرر إرجاء انتخاب مجلس المنسقين إلى ما بعد صدور اللائحة التنفيذية للقانون المصري رقم 149 لسنة 2018 لتوفيق أوضاع الشبكة، نظراً للمتغيرات التي يشهدها العالم بسبب «جائحة كورونا»، وكذلك الأوضاع القانونية في دولة المقر، على أن يبقى المجلس الحالي كما هو حتى انعقاد الجمعية العمومية غير العادية.
وعرض رئيس الجلسة شكوى بعض الأعضاء من الظروف الاقتصادية الناجمة عن الأوضاع التي تمر بها بعض الدول، والتي نتج عنها طلب مد فترة سداد الاشتراك لمدة عام، وتكليف سكرتارية الشبكة بحصر الاشتراكات غير المسددة، وإرسال تقرير بها للمنسقين الوطنيين، بالإضافة إلى تشكيل لجنة، تضم المنسق العام ومساعديه، لبحث آلية تحديد رسوم الانضمام لـ«رائد»، وكيفية تحصيلها، وعرضها في اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، المزمع عقده في الثلث الأخير من عام 2021، كما وافق الأعضاء على اللوجو الجديد للشبكة.
وقبل أيام من انعقاد الجمعية العمومية لـ«رائد»، عقد مجلس منسقي الشبكة اجتماعاً عبر منصة «زوم»، مساء الخميس 17 ديسمبر، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، بحضور المنسقين الوطنيين في 11 دولة عربية، وذلك في إطار التحضير لاجتماع الجمعية العمومية، بالإضافة إلى الاستعداد للاحتفال بمرور 30 عاماً على إنشاء الشبكة، وعرض المنسق العام، خلال الاجتماع، تقرير إنجازات «رائد» خلال فترة الـ3 سنوات الماضية، بين عامي 2017 و2019، كما استعرض ملامح عدد من المشروعات المستقبلية للشبكة.
وتتمثل المشروعات التي تم تنفيذها، خلال تلك الفترة، في مشروع التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية من خلال المنظمات غير الحكومية (GRASP – Egypt)، والذي نفذته الشبكة بالتعاون مع «منظمة العمل ضد الجوع»، في محافظة الأقصر بمصر، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، حيث تم بناء قدرات حوالي 80 جمعية قاعدية، بالإضافة إلى تمويل تنفيذ حوالي 40 مشروعاً استرشادياً، وكذلك مشروع دعم المياه والبيئة (WES)، الذي وافق الاتحاد الأوروبي على تمويله كدعم إقليمي جديد لمدة 4 سنوات منذ مايو 2019، ويهدف إلى حماية البيئة وتحسين إدارة الموارد المائية الشحيحة في الحوض الجنوبي للبحر المتوسط.
كما استعرض المنسق العام آلية تشبيك منظمات المجتمع المدني المهتمة بقضايا المياه والبيئة بإقليم البحر المتوسط «بلو جرين»، والتي قام الاتحاد من أجل المتوسط بدعم إنشائها للربط بين منظمات المجتمع المدني الأورومتوسطية العاملة في مجالي المياه والبيئة، بهدف تعزيز قدرات تلك المنظمات، من خلال مشاركتها في برامج بناء القدرات بالمشروعات والبرامج على المستوى الإقليمي، الأمر الذي يسهم في مضاعفة مساهمتها في مجال التنمية المستدامة بمنطقة البحر المتوسط.
وتمت مناقشة مشروع «تفعيل شبكة أنظمة المراقبة والرصد في البحر المتوسط» (ODYSSEA)، الذي تشارك «رائد» في تنفيذه بمصر، وهو ممول من الاتحاد الأوروبي، حيث يتم من خلاله تشكيل شبكة تهدف إلى مراقبة ورصد التغيرات الحادثة في بيئة البحر المتوسط، بهدف إتاحة الوصول إلى البيانات البحرية المتوسطية المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات العديد من المستخدمين النهائيين في القطاع البحري، ويُشارك في تنفيذ المشروع28 منظمة، يُمثلون 14 دولة متوسطية.
كما عرض مشروع «آراء من خط المواجهة» (VFL) لعامي 2019 و2020، والذي يجري تنفيذه بالتعاون مع الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من الكوارث، بهدف تعزيز مرونة المجتمعات المحلية لزيادة قدرتها على مواجهة الكوارث، وذلك من خلال المشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى تنفيذ مبادرات بمشاركة الجهات المعنية والمرأة والشباب، في المجتمعات الأكثر عرضة للمخاطر، ويستهدف المشروع، في مرحلته الحالية، 15 مجتمعاً محلياً في 3 أقاليم مصرية، وأكد المنسق العام أن «رائد» تسعى جاهدة لتنفيذ المشروع في أكثر من دولة عربية أخرى، خلال المراحل القادمة.
واستعرض الدكتور عماد الدين عدلي بعض الفعاليات والأحداث التي شاركت فيها الشبكة، ومنها اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط في إسبانيا، والاجتماع التنسيقي لتفعيل الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية بالقاهرة، والمنتدى العربي الثالث للحد من مخاطر الكوارث في قطر، والمنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث في كانكون بالمكسيك، وكذلك القمة العالمية الرابعة للحد من مخاطر الكوارث بماليزيا، إلى جانب مؤتمر بون للمناخ في ألمانيا، والمنتدى العالمي الثامن للمياه في البرازيل، وكذلك في التحضيرات التي سبقت انعقاده، بالإضافة إلى اللقاء العربي التشاوري تحت عنوان «فرص وتحديات التنمية المستدامة في الوطن العربي» بالأردن، والمنتدى المتوسطي الثالث للمياه بالقاهرة.
ولفت المنسق العام إلى حرص «رائد» على حضور اجتماعات آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث، واجتماعات الشراكة العربية للحد من مخاطر الكوارث بالقاهرة، واجتماع المنتدى العربي للتنمية المستدامة، ومنتدى فلسطين الدولي الأول للمياه، والاجتماع الإقليمي حول العمل المناخي المرتكز على الأخلاقيات في المنطقة العربية بالقاهرة، واجتماعات اللجنة الفرعية للقضاء على الجوع بجامعة الدول العربية بالقاهرة، والمنتدى العربي الأفريقي للحد من مخاطر الكوارث في تونس.
وبينما أوصى مجلس منسقي «رائد» بتخفيض عدد النسخ المطبوعة من مجلة «منتدى البيئة»، نظراً لارتفاع تكاليف طباعتها، وعدم توافر موارد مالية كافية لتغطيتها، فقد تضمن الاجتماع عرض خطة الشبكة للفترة بين عامي 2020 و2022، والتي تشمل عدة محاور، أبرزها جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وبناء القدرات، مع الاتصال ونشر الوعي، وتنمية الموارد، بجانب الفعاليات الوطنية والإقليمية والدولية، وتنشيط المنتديات الوطنية للتنمية المستدامة، وتفعيل دور الشبكة على المستوى الإقليمي والدولي، وتعزيز شراكات الشبكة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وتعزيز مشاركة الشباب.
ووافق المجلس بالإجماع على الخطة، مع مراعاة إصدار تقرير دوري سنوي، عن مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعميم دليل التعليم البيئي ليصبح دليلاً استرشادياً على مستوى الوطن العربي، والتوصية بإنشاء «جامعة شبابية صيفية»، للبحث عن مشاريع للطلبة وتمويلها، مع إنشاء وتفعيل مبادرة (Arab Action Day)، لتكون بمثابة «بنك أفكار»، إضافة إلى إنشاء المركز العربي الإعلامي للحد من مخاطر الكوارث والأزمات.
وتضمن الاجتماع مناقشة موضوع إعادة تصميم شعار «رائد»، حيث تم عرض 3 مُقترحات لعرضها في اجتماع الجمعية العمومية، واختيار أفضلها لتنفيذها لتصبح شعاراً دعائياً لعام 2021، بمناسبة مرور 30 عاماً على إنشاء الشبكة، مع ضرورة النظر في دمج أهداف التنمية المستدامة ليصبح شعارها الرئيسي، ووافق مجلس المنسقين على طلب أعضاء «رائد» إصدار وثيقة تثبت انخراطهم في نشاط الشبكة العربية للبيئة والتنمية.