أول ورشة عمل للتحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق في القاهرة
«رائد» تقود جهود التخلص من الزئبق في علاج أسنان الأطفال والحوامل والمرضعات بالمنطقة العربية
إطلاق أول شكة إقليمية لمنع استخدام «أملغم الأسنان» بمشاركة ممثلين من 7 دول عربية
شهدت العاصمة المصرية القاهرة إطلاق أول شبكة إقليمية لمنظمات المجتمع المدني في الدول العربية، لمنع استخدام حشوات الأسنان التي تحتوي على عنصر الزئبق، المعروفة باسم «أملجم»، في علاج أسنان الأطفال أقل من 15 عاماً، والنساء الحوامل والمرضعات، نظراً لما تشكله تلك الحشوات من مخاطر على الصحة العامة وعلى البيئة، لما تحتويه من كميات كبيرة من عنصر الزئبق شديد السمية.
جاء تشكيل وإطلاق الشبكة الإقليمية للمنطقة العربية، في ختام أعمال ورشة العمل، التي نظمها التحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق، بالتنسيق مع الشبكة العربية والتنمية «رائد»، والتي استمرت على مدار يومين، بمشاركة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني في عدد من الدول العربية، سواء من منسقي «رائد» أو غيرهم، إضافة إلى عدد من خبراء الكيماويات والمواد الخطرة، وأطباء الأسنان من دول المنطقة.
عماد الدين عدلي: أطباء الأسنان يواجهون الخطر الأكبر ويجب العمل على حمايتهم
في البداية، تحدث الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام لشبكة «رائد»، عن أهمية إطلاق أول شبكة من نوعها في الدول العربية للتحذير من مخاطر الزئبق، والدعوة لمنع استخدام الزئبق في علاج الأسنان، خاصة للفئات الثلاثة التي حددتها اتفاقية «ميناماتا» الدولية، التي تهدف إلى حماية صحة الإنسان والبيئة من أضرار الزئبق، مشيراً إلى أن فريق العمل الإقليمي يضم ممثلين عن 7 دول عربية، كمرحلة أولى، وهي مصر والأردن وتونس والمغرب واليمن وسلطنة عُمان ولبنان.
وأوضح «عدلي»، وهو في الأصل طبيب أجرى دراسات عليا في طب الصناعات، أن حشوات «أملجم» بدأ استخدامها قبل نحو 200 سنة، وهي عبارة عن خليط يحتوي على الزئبق بنسبة 50%، بينما النصف الثاني من عناصر أخرى، ونظراً لأن التعرض للزئبق، حتى الكميات الصغيرة، قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، فقد اعتبرته منظمة الصحة العالمية أحد أكثر 10 مواد كيميائية تؤثر على الصحة العامة الرئيسية.
ولفت المنسق العام لشبكة «رائد» إلى أن مخاطر تسمم الزئبق الناتجة عن استخدام حشوات «أملجم»، لا تقتصر فقط على المرضى، الذين يتم علاجهم بتلك الحشوات، ولكنها تمتد أيضاً إلى أطباء الأسنان، الذين يواجهون مخاطر أكبر، نتيجة تعرضهم لمستويات مرتفعة من الزئبق بصورة يومية، الأمر الذي يتطلب العمل على وضع خطة طموحة لحماية أطباء الأسنان من تلك المخاطر.
- شارلي براون: 28 سبتمبر موعداً نهائياً لتنفيذ «تعديل الأطفال» باتفاقية «ميناماتا»
من جانبه، وصف شارلي براون، رئيس التحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق، إطلاق أول شبكة إقليمية لمنع استخدام الزئبق في علاج الأسنان بالمنطقة العربية، بأنه خطوة على الطريق الصحيح نحو الالتزام باتفاقية «ميناماتا»، وكذلك للالتزام بالتعديل الأخير، الذي تم إقراره العام الماضي، بمنع استخدام «أملجم» للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، ، وأشار إلى أنه من المقرر أن يبدأ تطبيق ذلك التعديل، المعروف باسم «تعديل الأطفال»، اعتباراً من 28 سبتمبر 2023.
وأشار «براون»، الذي يعمل محامياُ بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أنه تم مؤخراً إنشاء المركز العربي لصحة البيئة، في العاصمة الأردنية عمان، ضمن شبكة المراكز المرتبطة بالتحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق في أنحاء العالم، وأضاف أن ورشة العمل، التي استضافتها القاهرة خلال الأسبوع الأول من مايو، هي الأولى للتحالف بالمنطقة العربية، رغم أنه سبق عقد لقاءات مماثلة في عدد من الدول الأفريقية.
- زياد العلاونة: إنشاء المركز العربي لصحة البيئة خطوة باتجاه الحد من مخاطر الزئبق
وأوضح المهندس زياد العلاونة، مدير المركز العربي لصحة البيئة، ورئيس فريق العمل، أن إنشاء المركز العربي لصحة البيئة يُعد خطوة على الطريق الصحيح باتجاه التخلص من مخاطر الزئبق، وأشار إلى أن تلك المخاطر لا تقتصر فقط على حشوات الأسنان، وإنما يتم استخدام الزئبق على نطاق واسع في بعض الأدوات الطبية، مثل أجهزة قياس الحرارة وضغط الدم، بالإضافة إلى استخدامات أخرى في بعض الأغراض الصناعية، وفي أنشطة التعدين.
واستعرضت غادة أحمدين، مدير المشروعات بالشبكة العربية للبيئة والتنمية، والتي أدارت ورشة العمل، الجهود التي قامت بها شبكة «رائد» في إطار الدعوة لمنع استخدام حشوات «أملجم» في علاج الأسنان، بمختلف الدول العربية، مع التعريف بالمخاطر الناجمة عن استخدام الزئبق، كما عرضت خطة عمل مستقبلية تهدف إلى العمل بشكل جاد باتجاه التوصل إلى بدائل آمنة لتلك الحشوات، وتكون متاحة للدول العربية.
وعرضت الدكتورة عواطف طويهري، طبيبة أسنان، تولت قيادة مشروع وضع استراتيجية طب أسنان بدون زئبق في الجمهورية التونسية، الاستراتيجيات والتكتيكات التي اعتمدتها تونس من أجل وضع تشريع يمنع استخدام الزئبق في طب الأسنان للأطفال والحوامل والمرضعات، فيما استعرض المهندس عادل الشافعي، مستشار بوزارة البيئة المصرية، تجربة مصر وتوجهاتها نحو طب أسنان بدون زئبق، كما تطرق إلى الخطوات التي تتخذها الحكومة المصرية للمصادقة على اتفاقية «ميناماتا».
كما استعرض الدكتور محمد فتوحي، رئيس جمعية النادي المغربي للبيئة والتنمية، ومنسق شبكة «رائد» في المملكة المغربية، جهود المنظمة في الحد من استخدام حشوات الزئبق في علاج أسنان الأطفال، مشيراً إلى أن المملكة وقعت على اتفاقية «ميناماتا» في 6 يونيو 2014، ولكن المصادقة لم تتم بعد، وكذلك عرض الدكتور ياسر باعزب، رئيس مؤسسة إبداع للبيئة والتنمية المستدامة من اليمن، للدور الذي قامت به المؤسسة في هذا الصدد.
وأكد محمد بن علي البادي، رئيس مركز ياس للبيئة والصحة في سلطنة عُمان، أن بلاده انضمت إلى الاتفاقية الدولية قبل نحو ثلاث سنوات، بموجب مرسوم سلطاني رقم 58 لسنة 2020، وذلك في إطار السعي والحرص الكبير الذي توليه السلطنة لتوحيد وتكامل الجهود مع جهود المجتمع الدولي، لتحقيق الهدف الأسمى والمتمثل في حماية البيئة وصحة الإنسان من جميع أنواع التلوث.
تضمنت ورشة العمل عقد جلسة عن بعد عبر تقنية «زووم»، بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء، من بينهم الدكتور محمد خشاشنة، أمين عام وزارة البيئة بالمملكة الأردنية، وسامية غربي، رئيس جمعية التربية البيئية للأجيال القادمة في الجمهورية التونسية، والدكتور شهريار حسين، من بنجلاديش، نائب رئيس التحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق، والدكتور جرام مونرو هول، من الولايات المتحدة، مستشار التحالف العالمي لكب أسنان بدون زئبق.
كما تضمنت الجلسة الافتراضية مشاركة عدد من منسقي وأعضاء شبكة «رائد» من الدول العربية، منهم الدكتورة نجوى بوراوي، رئيس جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة في تونس، وهيام كريديه، رئيس جمعية نافذة إلى البيئة في لبنان.
شارك في فعاليات ورشة العمل الأولى للتحالف العالمي لطب أسنان بدون زئبق في المنطقة العربية، ممثلين عن المكتب العربي للشباب والبيئة، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، والمنتدى الوطني لنهر النيل، إضافة إلى مجموعة من الخبراء في المواد الكيميائية والمخلفات الخطرة، من بينهم الدكتور محمد الزرقا، خبير البيئة المصري الدولي، وإلهام رفعت، خبيرة المخلفات الخطرة ومستشار سابق بوزارة البيئة في مصر، وغادة شاكر، من هيئة الرعاية الصحية.