المذبحة السنوية للحيتان
في أغرب تقليد يقوم به سكان جزر “فارو” سنوياً وعلى مدار قرون عديدة مع بدء موسم الصيد في الصيف وعلى نحو متكرر في مثل هذه الأيام من كل عام يتجه الصيادون بقواربهم نحو الشاطئ يطاردون الحيتان حتى يحبسونها في خليج ضيق ويجلبونها إلى الجرف حيث المياه الضحلة.. بينما ينتظر صيادون آخرون ومعهم أغلب أهالي الجزيرة بخطافات وسكاكين ورماح لقتل الحيتان في تقليد سنوي متوحش وغريب “بخليج ساندافجور” على جزيرة فاجار الغربية،.. وتسفرة هذه المذبحة المروعة عن قتل مايقرب من 175 من الحيتان والدلافين في أقل من أسبوع واحد.. ويحدث ذلك على الرغم من القيود المفروضة بسبب “فيروس كورونا المستجد” مما يؤدي إلى تحول زرقة مياه المحيط إلى اللون الأحمر، وذلك رغم رفض ومقت حماة البيئة لهذه العادة السيئة.
وقد قام أفراد حماية البيئة البحرية المعروفين باسم (حماة البحر) بتوثيق هذه المجزرة السنوية من خلال إطلاق طائرة بدون طيار وقد حاول احد الصيادين إسقاط الطائرة بإطلاق الرصاصعبيها لكنه فشل ونجحت الطائرة فى توثيق هذه الجريمة.
وقد أوضح التقرير الذي تم اعداده حول الجريمة أن سكان جزر فارو ينقسمون بشأن عادة قتل الحيتان إذ أن العديد منهم يحثون وسائل الإعلام الأجنبية والمنظمات غير الحكومية على إحترام ثقافة الجزيرة التقليدية حيث يحتل الصيد مكانة مركزية ويتم الإحتفاظ بجميع لحوم الحيتان كمصدر للغذاء” ..فى نفسه صرحت منظمة حماية البيئة البحرية إن تلك الممارسة قد أسفرت عن قتل مايزيد عن 6500 حوت ودولفين خلال العقد الماضي وقد وصفتها “بالبربرية”.
ومن المعروف أن كل من الإتحاد الأوروبي والدانمارك يجرمان قانوناً صيد الحيتان بينما حكومة جزر فارو تبيح ذلك وتعلله بأنه يعد جزء من أسلوب حياة مواطنيها وهو ليس نشاطاً ترفيهياً مشيرة إلى أن لحم الحيتان كان ولا يزال جزءاً مهماً من النظام الغذائي الوطني وأوضحت أن لحوم الحيتان تجري مشاركتها بين السكانً، وهي ليست سلعة للبيع كما أن كل حوت يوفر مئات الكيلوجرامات من اللحوم بدلاً من إستيرادها. و أوضحت أن الحيتان التي يتم اصطيادها علدة ماتكون من الأنواع غير المهددة بالإنقراض.
من الجدير بالذكر أن تلك الجزر تتبع إدارياً للتاج الدنماركي وتُشكّل أرخبيل وهى من ضمن 18 جزيرة صغيرة (مساحتها جميعا 1400 كم2) تقع شمال المحيط الأطلسي على بعد 320 كيلومتر شمال غربي اسكتلندا) وتتمتع بالحكم الذاتي ضمن مملكة الدنمارك.