+20225161519 [email protected]

المنتدى المصري يبدأ أولى خطوات تطبيق التجربة القبرصية للتعليم من أجل الاستدامة

ترابط الطاقة بالغذاء المياه والمشروعات الصغيرة والإصلاح الإداري والمخلفات.. أبرز محاور الأسبوع الرابع للتنمية المستدامة

مشاركة غير مسبوقة، سواء على المستوى الرسمي، أو على مستوى خبراء البيئة والتنمية المستدامة والبرلمانيين وشباب الجامعات والإعلاميين وغيرهم من المعنيين، وفي حضور ممثلين عن وزارة التعليم والثقافة القبرصية، شهدها الأسبوع الوطني للتنمية المستدامة، في دورته الرابعة، والذي عٌقدت فعالياته في المركز البيئي الثقافي التعليمي “بيت القاهرة”، على مدار يومي 30 و31 يوليو 2018، بتنظيم من المنتدى المصري للتنمية المستدامة، وبمشاركة الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”، والمكتب العربي للشباب والبيئة، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس أمناء المنتدى.

ورغم أن أسبوع التنمية المستدامة، حظي منذ إطلاقه عام 2015 كأول مبادرة من نوعها في مصر والدول العربية، بدعم ورعاية رئيس مجلس الوزراء، إلا أن دورة هذا العام اكتسبت زخماً كبيراً بمشاركة وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، بالإضافة إلى عدد كبير من خبراء البيئة والتنمية المستدامة، وممثلين عن عدد من الوزارات الأخرى، ومنها التخطيط والتربية والتعليم والكهرباء والطاقة والري، وأعضاء لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، وأساتذة الجامعات المصرية، فضلاً عن ممثلين لعدد من الجمعيات الأهلية، ومجموعة من القيادات الطلابية، أعضاء منتدى الشباب المصري للتنمية المستدامة.

وعُقدت فعاليات اليوم الأول تحت عنوان “رؤية مصر 2030.. السياسات والآليات”، وتضمنت عدداً من المحاور الرئيسية، استهلها الدكتور حسين العطفي، الأمين العام للمجلس العربي للمياه، وزير الموارد المائية والري الأسبق، بالحديث عن الترابط بين قضايا المياه والغذاء والطاقة، بينما تحدثت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، عن محور المشروعات الصغيرة والتنمية البشرية، وتحدث الدكتور مجدي علام، خبير البيئة الدولي، وعضو مجلس أمناء المنتدى، عن محور إدارة المخلفات الصلبة، باعتبارها أحد أبرز التحديات التي تواجه تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما تحدثت الدكتور فائقة الرفاعي، خبير الاقتصاد الدولي، وعضو المنتدى، عن إصلاح الجهاز الإداري للدولة، ثم تحدث الدكتور عماد الدين عدلي، عن محور التعليم من أجل التنمية المستدامة، قبل أن يختتم الدكتور محمد الزرقا، خبير البيئة الدولي ورئيس المنتدى، فعاليات اليوم الأول بالحديث عن أهم ما تضمنته المناقشات، واستعراض عدد من التوصيات.

وتضمن اليوم الأول من فعاليات الأسبوع الرابع للتنمية المستدامة، كلمة لوزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، أكدت فيها على أهمية دمج البعد البيئي في العملية التعليمية، بهدف رفع وعي الطلاب بمختلف القضايا البيئية، محلياً وعالمياً، وتربيتهم على السلوكيات البيئية السليمة، بما يضمن خلق أجيال تدرك أهمية الحفاظ على الموارد البيئية والطبيعية، وبما يساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أكدت أن الشباب شريك أساسي في تنفيذ مبادرات وخطط عمل وبرامج وزارة البيئة، ولفتت إلى أنها عقدت مجموعة من اللقاءات، فور توليها منصبها، مع كل من وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، لبحث استغلال طاقات الشباب في العديد من القضايا البيئية، منها المخلفات وحماية التنوع البيولوجي، وتحويل مراكز الشباب إلى منشآت خضراء صديقة للبيئة، كما بحثت مع وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، الدكتورة سحر نصر، مشاركة القطاع الخاص فى دعم رواد الأعمال من الشباب، للعمل في الاستثمارات البيئية، كما ناقشت مع الدكتور عماد الدين عدلي تفعيل دور المجتمع المدني في دمج الشباب في قضايا البيئة، ومنها حشد شباب الجامعات للمشاركة في منتدى الشباب، المقرر إقامته على هامش المؤتمر الدولي للتنوع البيولوجي، المزمع عقده في مدينة شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر القادم.

وخصص المنتدى المصري للتنمية المستدامة فعاليات اليوم الثاني من أسبوعه الوطني، لمناقشة قضية التعليم من أجل الاستدامة، وهي إحدى القضايا التي يحرص المنتدى على تعزيزها منذ إطلاقه، وفي هذا السياق، فقد عقد اللقاء التشاوري لليوم الثاني تحت عنوان “التعليم والاستراتيجية المتوسطية للاستدامة”، برعاية وزيري التربية والتعليم والبيئة، وبحضور الدكتور محمد عمر، نائب وزير التعليم لشؤون المعلمين، والمهندسسة سماح صالح، ممثلة لوزيرة البيئة، إضافة إلى عدد من المسئولين في وزارة التعليم والثقافة القبرصية، بينهم ماريزا هاديسوتوريو، نائبة وزير التعليم، وأرافيلا زخاريو، مستشارة الوزير.

وتم خلال اللقاء استعراض بروتوكول التعاون الذي وقعه المنتدى المصري للتنمية المستدامة ووزارة التعليم والثقافة القبرصية، من أجل تبادل الخبرات بين الجانبين المصري والقبرصي في مجال التعليم من أجل الاستدامة، وعرض الأنشطة المخطط تنفيذها، والتي تتضمن قيام المنتدى باستهداف 15 مدرسة، يتم تجهيزها خلال العام الدراسي القادم، لتقديمها كنموذج لـ”المدرسة المستدامة”، وذلك ضمن خطة عمل الفترة الأولى من مرحلة تنفيذ البروتوكول.

وخلص اللقاء التشاوري إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها التأكيد على أن الهدف العام من تنفيذ أنشطة البروتوكول هو تعزيز التعليم من أجل الاستدامة على النطاق الرسمي وغير الرسمي، وبطريقة تضمن حماية البيئة، والارتقاء بجودة الحياة، وضرورة تفعيل المكون الخاص بتبادل الخبرات بين مسؤولي التعليم في كلا البلدين، ودعم وزارة التعليم والثقافة القبرصية لمكون “التشبيك” ونقل الخبرات بين الدول المتوسطية، بالإضافة إلى التنسيق مع الأطراف المعنية بوزارة البيئة، من أجل دمج البعد البيئي ضمن الأنشطة التي سيتم تنفيذها بالمدارس المستهدفة.

كما تضمنت التوصيات التأكيد على أن تكون منهجية الدورات التدريبية الممنوحة للمدرسين “منهجية مستمرة تفاعلية”، ولا تقتصر على الشكل الأكاديمي، وتكون تحت مسمى “تنمية مهنية مستدامة”، والتأكيد على ربط لجان الشباب للتنمية المستدامة داخل الجامعات، بالمدارس المستهدفة، بالإضافة إلى حشد جهود أعضاء مجلس النواب المصريين فى الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية، من أجل إثراء تبادل الخبرات بين الدول الأورومتوسطية، فيما يتعلق بالتنمية المستدامة بشكل عام، والتعليم من أجل الاستدامة خاصةً، فضلاً عن الاهتمام بتطبيقات التعليم غير الرسمي، وتطويعه في خدمة التعليم من أجل الاستدامة.

وبينما أكد اللقاء التشاوري على أهمية الاستفادة من تجربة دولة قبرص، باعتبارها تجربة رائدة في مجال التعليم من أجل الاستدامة، فقد شدد على ضرورة احترام خصوصية المجتمع المصري، وتضمنت التوصيات أيضاً العمل على إعادة فكر “المدرسة المنتجة”، في المدارس المستهدفة بأنشطة البروتوكول، والعمل على رفع قدرات المعلمين والطلاب المستهدفين، بغرض تمكينهم من إيجاد حلول بديلة محلية، تساهم في الحفاظ على البيئة ومواردها، مع مراعاة الجانب النفسي، وبث قيم الولاء والانتماء وحب الوطن، داخل نفوس الطلاب أثناء تنفيذ الأنشطة الميدانية، وإنشاء معامل لإعادة تدوير المخلفات، داخل كل مدرسة من المدراس المستهدفة.

ودعا اللقاء إلى الاهتمام ببث بعض الأفكار البسيطة للاقتصاد الأخضر، داخل الورش التفاعلية مع طلبة المدارس المستهدفة، مثل زراعة الأسطح، وإطلاق عدد من المبادرات المستدامة مثل “أسبوع الشجرة”، و”المتحف المستدام”، ضمن الأنشطة المنفذة للبروتوكول، بالإضافة إلى الاهتمام بالتعليم الإلكتروني، وتوظيفه في رفع الوعي بالتنمية المستدامة داخل المدارس المستهدفة، وكذلك الاهتمام بمدارس التعليم الفني، والعمل على دمجها ضمن البروتوكول.

وتضمنت التوصيات تعزيز جهود المنتدى، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم المصرية، ووزارة التعليم والثقافة القبرصية، في البحث عن شراكات عالمية، تكون مهتمة بالتنمية المستدامة والتعليم من أجل الاستدامة، لتوسيع قاعدة المستهدفين من المدارس والجامعات، ودمج وزارة الثقافة المصرية في تنفيذ أنشطة البروتوكول، .والعمل على الترويج الاعلامي لفكر التعليم من أجل الاستدامة، والاستعانة بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، في بناء الوعي المستدام داخل المجتمع المصري.