+20225161519 [email protected]

المنتدى السياسى للتنمية المستدامة.. وأمل البشرية الوحيد في غد أفضل

بدأت في مقر الأمم المتحدة هذا الأسبوع فعاليات المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة، الذي ينظمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالمنظمة خلال الفترة من التاسع إلى 18 يوليو 2018، تحت شعار “التحول نحو مجتمعات مستدامة ومرنة”، ويشكل المنتدى فرصة لتقييم التقدم الذي أحرزته الدول الأعضاء على مسار جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، وتقييم الحالة والاتجاهات الراهنة، فضلاً عن مناقشة القضايا التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الإنجازات على مدى السنوات القادمة.

وفي كلمتها بافتتاح المنتدى، أكدت رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ماري شاتردوفا، أن المنتدى سينظر في سبل إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية وكافة الجهات الفاعلة الأخرى، للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأشادت بما أظهرته الدول الأعضاء من قيادة قوية للغاية لزمام الأمور على المستوى الإقليمي هذا العام لخطة عام 2030، في إشارة إلى عقد لجان الأمم المتحدة الإقليمية 5 منتديات إقليمية، ناقشت التحديات والحلول العملية للقضايا العابرة للحدود.

وأضافت شاتردوفا أنه من المقرر أن تقدم 47 دولة تقاريرها الوطنية الطوعية بما تم إنجازه من أهداف التنمية المستدامة أمام المنتدى هذا العام، وهو عدد غير مسبوق في المنتديات السياسية رفيعة المستوى التي عُقدت على مدار السنوات السابقة، بما يشير إلى مستوى مرتفع من الالتزام والطموح والشعور بالملكية، التي تنعكس في منتدى هذا العام، وبالإضافة إلى ذلك، فقد أكدت رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن نحو ربع مليون جهة فاعلة غير حكومية، سجلت ضمن حضور المنتدى.

كما اعتبر الخبير الاقتصادي، جيفري ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا الأمريكية، أن أهداف التنمية المستدامة هي “الأمل الوحيد للبشرية في غد أفضل وعالم عادل”، حيث وصفها بأنها “أفضل أمل لدينا، وفي الواقع أعتقد أنها أملنا الوحيد”، مشيراً إلى أن أهداف التنمية المستدامة، التى تم التوافق عليها من خلال الأمم المتحدة سنة 2015، هي “الاتفاقية الوحيدة في عهدنا، بشأن بناء مجتمع مسالم وآمن وعادل ومستدام”.

وتابع ساكس قائلاً: “ينبغي علينا أن نستفيد من أهداف التنمية المستدامة، حيث أنها أهداف قابلة للتحقيق، ولكنها ليست في طور التنفيذ”، معتبراً أن “العقبة الكبرى في طريقنا هي الجشع، لأنه بالتأكيد هناك ما يكفي على هذا الكوكب لأن يعيش كل فرد حياة آمنة بعيداً عن الفقر، ولكن هناك حاجة إلى مجهود كبير من الدول المتقدمة لمساعدة الدول النامية في هذا الصدد، ولكننا لا نقوم بذلك”، كما لفت الانتباه إلى ما تقوم به العديد من الشركات الضخمة متعددة الجنسيات، لعرقلة التنمية المستدامة من أجل مصالحها الخاصة، قائلاً: “هذا ما يمنعنا من تحقيق التنمية المستدامة”.

ويركز المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة لهذا العام، بوجه خاص على الأهداف السادس بشأن ضمان توفر المياه والصرف الصحي على نحو مستدام للجميع، والسابع الخاص بضمان الوصول إلى الطاقة الحديثة والموثوق بها والمستدامة والحديثة للجميع، والـ11 الذي يتعلق بجعل المدن والمجتمعات البشرية آمنة وشاملة ومستدامة ومرنة، إضافة إلى الهدف الـ12 بشأن ضمان تحقيق استهلاك مستدام وأنماط إنتاج مماثلة، والهدف الـ15 الخاص بحماية واستعادة وتعزيز الاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية الأرضية، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجي، فضلاً عن الهدف الـ17 الخاص بتعزيز وسائل تنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.