+20225161519 [email protected]

البداية في (COP-28) بالإمارات

الاتحاد الأوروبي يبدأ مرحلة جديدة للتحول نحو الطاقة المتجددة

أعلنت عدة دول أوروبية عن اعتزامها بدء مرحلة جديدة للتحول نحو الطاقة الجديدة والمتجددة، اعتباراً من مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-28)، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، أواخر العام الجاري، باعتبار أن هذه المرحلة تأتي كجزء من وعد قطعته دول الاتحاد الأوروبي على نفسها، في وقت سابق، بتسريع الخطى نحو تحقيق نقلة نوعية في التحول نحو استخدامات الطاقة المتجددة.

إلا أن خطط الاتحاد الأوروبي للتحول نحو الطاقة المتجددة تواجه عدة تحديات هائلة، يأتي في مقدمتها التغيرات المناخية، وفقدان التنوع البيولوجي، وتزايد معدلات التلوث، إضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، التي تسببت في أزمة عاصفة في إمدادات الطاقة لكثير من الدول الأوروبية، إلا أن المفوضية الأوروبية أكدت اعتزامها المضي قدماً في التحول للطاقة المتجددة، وأكدت أن «الاعتماد على الوقود الأحفوري سوف يقودنا إلى حالة يرثى لها».

وأكد الاتحاد الأوروبي، عبر بيانات رسمية في أكثر من مناسبة، أن تقلبات السوق، والمخاطر الجيوسياسية، وكذلك التداعيات المناخية والبيئية للتغير المناخي، نتيجة تزايد الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري، تثير «مخاوف هائلة»، وهو ما بدا واضحاً ضمن المناقشات التي شهدتها قمة المناخ الأخيرة (COP-27)، التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ بمصر، أواخر العام الماضي.

ويتطلب التحول نحو اقتصاد محايد مناخياً، الإقدام على مرحلة جديدة لتكنولوجيا لا تعتمد على الوقود الأحفوري، الأمر الذي دعا العديد من ممثلي الاتحاد الأوروبي إلى القول إن دول الاتحاد سوف تقدم الدعم الممنهج لدفع التحرك العالمي نحو نظم الطاقة الخالية من الاعتماد على الوقود الأحفوري، قبل حلول عام 2050.

إلا أن التساؤل المطروح الآن هو: هل توافقت الدول على الإقدام على التخلص من الوقود الأحفورى في قمة المناخ الأخيرة (COP-27)؟، حيث كان موضوع الوقود الأحفوري مجالاً للجدل والبحث في قمة شرم الشيخ، وعلى الرغم من ذلك، فقد أخفقت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق على التخلي عن الوقود الأحفوري، بما فيه الغاز الطبيعي، بعد التدخل من جانب بعض الدول الغنية المنتجة للنفط.

وبينما وصلت دعوات التخلص من الفحم إلى مستوى التخفيف، بدلاً من الخفض التدريجي، فقد سعت دول الاتحاد الأوروبي على تقوية موقها بشأن هدف «الحياد المناخي»، من خلال عقد العزم والتصميم على تبني التحول نحو هذا الهدف على نطاق أوسع من العالم، على أن يتضمن ذلك الخفض التدريجي  لاستخدامات الفحم غير المعالج، في إنتاج الطاقة.

وكخطوة أولى، اقترحت دول الاتحاد الأوروبي الإنهاء الفوري، في التو والحال، لكافة أشكال التمويلات للبنية التحتية في ثلث الدول، كما وعدت أيضاً بدعم خطى العالم نحو تخفيف الأضرار الناجمة عن تلك الإعانات، التي تقدم للوقود الأحفوري للمجموعات المتضررة فقط، في مرحلة الانتقال نحو الطاقة النظيفة، وذلك من شأنه أن يبعث الأمل في أن يتم التوصل، خلال قمة المناخ في دبي، إلى تلك الصفقة، التي يمكن أن تشمل كلاً من النفط والغاز والفحم أيضا، إلا أن ذلك يمكن أن تتم عرقلته جراء بعض التناقضات التي قد تشهدها قمة المناخ المرتقبة.