عقد المنتدى المحلي للتنمية المستدامة بمحافظة قنا، بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، وبالتنسيق مع مجمع إعلام قنا، والمجلس القومى للمرأة، لقاءً تشاورياً، حول إدارة الأزمات والكوارث، ضمن سلسلة لقاءات يجري تنظيمها من خلال المنتديات المحلية للتنمية المستدامة، التي تم إطلاقها في مختلف المحافظات، بمبادرة من جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة، بهدف دعم دور المجتمع المدني في تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود بمواجهة الأزمات والكوارث.

تركزت المناقشات خلال اللقاء على قضية التغيرات المناخية، وآليات الحد من تأثيراتها، ومدى ارتباط ذلك بآليات الحد من مخاطر الأزمات والكوارث البيئية، كما تناول اللقاء طبيعة الدور والمهام التي يمكن لمنظمات المجتمع المدني القيام بها، لمساندة الجهود الحكومية، ومنها على سبيل المثال، زيادة الغطاء الأخضر للحد من تلوث الهواء، والتخفيف من حدة درجات الحرارة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وغيرها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

جرت فعاليات اللقاء بقاعة مجمع إعلام قنا، وأدار المناقشات يوسف رجب، مدير مجمع الإعلام، بحضور الدكتورة هدى سعدي، مقرر المجلس القومي للمرأة بقنا، ومنسق المنتدى المحلي للتنمية المستدامة بالمحافظة، وياسر عبدالموجود، نائب رئيس الاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية، وعضو المنتدى المحلي، والمهندس محمد نصر، استشاري إدارة البيئة والمخلفات الصلبة بقنا، وياسر السمهودي، مدير فرع تعليم الكبار بقنا، وعدد من القيادات التنفيذية وممثلي المجتمع المدني وقطاعات الشباب والمرأة.

تميز اللقاء بمجموعة من النقاشات الهامة، التي أفرزت عدداً من التوصيات والمقترحات، منها تدشين خط ساخن للإبلاغ عن المخالفات البيئية والتعامل الفوري معها، وطباعة كتيبات تتضمن العقوبات المقررة للجرائم البيئية، كنوع من الوقاية والردع المبكر، والمطالبة بتجريم قطع الأشجار، وألا يتم ذلك إلا بقرار من المعنيين، والحرص على الحفاظ على المساحات الخضراء، مع أهمية تكثيف ندوات التوعية المخصصة للمزارعين، وتسليط الضوء على أهمية نقل مخارج صرف مخلفات المصانع الواقعة على نهر النيل.

وقالت الدكتورة هدى سعدي إن التغيرات المناخية أصبحت تؤثر على المجتمع بشكل مباشر، مقارنةً بفترات زمنية سابقة، وأضافت: «نحن كدول فقيرة، ليس لنا دور في الانبعاثات الكربونية، كأغلب الدول النامية، نظراً لوجود الصناعات الكبرى في الدول المتقدمة، التي ينتج عنها ما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تسهم بشكل كبير في حدوث التغيرات المناخية، التي توثر على المحاصيل الزراعية، وتؤدي إلى الهجرات السكانية، كما تتسبب في نقص الغذاء، وانتشار الأمراض والأوبئة، وغيرها من الكوارث البيئية الناجمة عن التغيرات المناخية.

وقال ياسر عبدالموجود إن اللقاء التشاوري هو الأول للمنتدى المحلي للتنمية المستدامة في قنا، لمناقشة آليات دعم دور المجتمع المدني في تعزيز قدرات المجتمعات المحلية على الصمود في ظل التغيرات المناخية، وأضاف أن المنتدى المحلي للتنمية المستدامة بقنا جاء كأحد مخرجات مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ»، ويحظى برعاية محافظ قنا، للتأكيد على أهمية توحيد الرؤى حول مواجهة الازمات والكوارث، والعمل سوياً نحو تعزيز قدرات المجتمع على الصمود في مواجهة الأزمات والكوارث البيئية المختلفة.

 وأضاف أن اللقاء يأتي بدعم ورعاية الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، وبالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية، من بينها مجمع إعلام قنا، والمجلس القومي للمرأة، ومديرية الشباب والرياضة، وجهاز شئون البيئة، وإدارة المخلفات الصلبة، وأطراف أخرى معنية بقضايا البيئة، لافتاً إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد تنفيذ عدد آخر من اللقاءات التشاورية، حول قضايا بيئية هامة، يعقبها رفع كافة التوصيات والمقترحات إلى الجهات المعنية.