Arab Network for Environment and Development

EN AR
EN AR
مؤتمر أطراف اتفاقية «رامسار».. دعوة عالمية لحماية الأراضي الرطبة من أجل الإنسان والطبيعة

مؤتمر أطراف اتفاقية «رامسار».. دعوة عالمية لحماية الأراضي الرطبة من أجل الإنسان والطبيعة

تحت شعار «حماية الأراضي الرطبة لمستقبلنا المشترك»، استضافت «شلالات فيكتوريا» في جمهورية زيمبابوي، مؤتمر الأطراف الخامس عشر لاتفاقية «رامسار» للأراضي الرطبة (COP-15)، خلال الفترة من 23 إلى 31 يوليو 2025، بحضور وفود من أكثر من 170 دولة، تضم مسؤولين حكوميين، وخبراء بيئيين، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، والسكان الأصليين.

ونظراً لأن الأراضي الرطبة تغطي مساحة لا تتجاوز 6% من سطح كوكب الأرض، إلا أنها تشكل موئلاً لأكثر من 40% من الأنواع النباتية والحيوانية، التي توفر سبل العيش لما يزيد عن مليار شخص، فقد أكد المشاركون في المؤتمر على أهمية هذه النظم البيئية في تحقيق الأمن المائي والغذائي، بالإضافة إلى حماية التنوع البيولوجي.

كما أن الأراضي الرطبة تعتبر خط الدفاع الأول ضد التأثيرات الناجمة عن التغيرات المناخية، من خلال قدرتها الكبيرة على امتصاص الكربون، بالإضافة إلى التقليل من أثار الفيضانات، إلا أنها رغم هذا الدور الحيوي، فإنها تشهد معدلات تدهور تفوق ثلاثة أضعاف ما تواجهه الغابات، نتيجة الأنشطة البشرية غير المستدامة، فضلاً عن التغيرات المناخية المتسارعة.

وتضمن الإعلان الختامي للمؤتمر مجموعة من النتائج، تمثل «حجر زاوية» في الجهود الدولية الرامية إلى حماية واحدة من أكثر النظم البيئية هشاشة، من بينها اعتماد إطار عمل جديد للفترة من 2025 حتى 2030، يحدد أولويات الحماية والاستخدام المستدام، واستعادة النظم البيئية المتدهورة، بالإضافة إلى دمج قضايا الأراضي الرطبة في خطط التكيف مع تغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث.

كما تتضمن نتائج مؤتمر الأطراف التأكيد على دور المجتمعات المحلية في إدارة الأراضي الرطبة، والاعتراف بالمعرفة التقليدية كجزء أساسي من استراتيجيات الحماية، والدعوة إلى تعزيز التنسيق بين اتفاقية «رامسار» وغيرها من الاتفاقيات البيئية الدولية، خاصةً اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وكذلك اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي.

وشدّد المشاركون في مؤتمر (COP-15) لاتفاقية «رامسار» على أن حماية الأراضي الرطبة ليست ترفاً بيئياً، بل ضرورة وجودية، في ظل تزايد الأزمات المرتبطة بالمناخ وفقدان التنوع البيولوجي، ودعا المؤتمر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل استعادة الأراضي المتدهورة، ووقف استنزاف الموارد، والاستثمار في بنية تحتية بيئية مستدامة، إلى جانب توعية الجمهور بدور الأراضي الرطبة في حياتهم اليومية.

تُعد اتفاقية حماية الأراضي الرطبة، التي تم توقيعها في مدينة «رامسار» الإيرانية، عام 1971، واحدة من أقدم الاتفاقيات البيئية الدولية، وتضم أكثر من 2500 موقع حول العالم، بمساحة إجمالية تبلغ نحو 250 مليون هكتار، ويمثل مؤتمر الأطراف (COP-15) محطة محورية في مسار حماية النظم البيئية العالمية، ويُعدّ بمثابة فرصة أخيرة لتغيير المسار تجاه أراضٍ رطبة أكثر أمانًا واستدامة

Add a Comment

Your email address will not be published.