Arab Network for Environment and Development

EN AR
EN AR
شبكة «رائد» تقود جهود المجتمع المدني في مصر لتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة

شبكة «رائد» تقود جهود المجتمع المدني في مصر لتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة

مؤتمر الأراضي الرطبة.. محطة أولى لتحديث الاستراتيجة الوطنية في ضوء الالتزامات الدولية

في مبادرة تعكس أهمية الأراضي الرطبة في تقديم حلول مجتمعية للعديد من القضايا البيئية، وفي مقدمتها قضايا تغير المناخ والتنوع البيولوجي، استضافت القاهرة، خلال الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري، المؤتمر الوطني حول الأراضي الرطبة في مصر، الذي تم تنظيمه بالشراكة بين الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، ووزارة البيئة، ومرصد الأراضي الرطبة المتوسطية، ومبادرة (MedWet) لحماية الأراضي الرطبة فى منطقة البحر الأبيض المتوسط.
جاء تنظيم المؤتمر ضمن مشروع «حلول قائمة على الأراضي الرطبة من أجل المياه والقدرة على التكيف مع تغير المناخ والتنوع البيولوجي»، الممول من منطقة «ريجون سود – بروفانس–آلب–كوت دازور» في جنوب فرنسا، وهي إحدى الجهات الحكومية الإقليمية الداعمة للمبادرات البيئية في منطقة البحر المتوسط، بهدف التأكيد على أهمية النمط البيئي الفريد للاراضي الرطبة في دعم الأمن المائي، وتعزيز المرونة المناخية، والحفاظ على تنوع الكائنات الحية، باعتباره ركيزة أساسية في النظم البيئية المصرية.
ولعبت شبكة «رائد» دورًا محوريًا في الإعداد والتنسيق والدعم اللوجستي للمؤتمر الوطني حول الأراضي الرطبة، وبرز حضور الشبكة بشكل واضح من خلال جهودها في تعبئة المجتمع المدني البيئي، وتيسير تواصل أصحاب المصلحة، وإضفاء بعد تشاركي على جلسات الحوار، بما ينسجم مع دورها الإقليمي في دعم السياسات البيئية وتوسيع نطاق الوعي المجتمعي.
قدم المؤتمر منصة لعرض أحدث البيانات الصادرة في تقرير «توقعات الأراضي الرطبة في البحر الأبيض المتوسط – الإصدار الثالث»، إلى جانب استعراض المبادرات الوطنية الجارية، وعلى رأسها مشروع (RESCOM)، الذي يقوده الاتحاد المتوسطي من أجل التنوع البيولوجي، بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، والمرفق الفرنسي للبيئة العالمية (FFEM)، وقد انطلق المشروع مؤخرًا في بحيرة «البرلس» بمحافظة كفر الشيخ.
افتتحت فعاليات المؤتمر، الذي جمع أكثر من 50 مشاركاً من مختلف المحافظات المصرية، بكلمة للدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام لشبكة «رائد»، الذي أكد أن المؤتمر يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالدور الحيوي الذي تؤديه الأراضي الرطبة في مصر، خاصة فيما يتعلق بإدارة الموارد المائية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والتكيف مع آثار تغير المناخ، وتحسين جودة الحياة للمجتمعات المحلية.
ترأس كريس روسترن، منسق مبادرة (MedWet)، جلسة العمل الأولى، حول حالة الأراضي الرطبة واتجاهاتها في مصر، فيما استعرض أنيس قلمامي، من مؤسسة (Tour du Valat)، تقديم نتائج تقرير توقعات الأراضي الرطبة، كما أدار الجلسة الثانية الخاصة بالحلول القائمة على الأراضي الرطبة، بينما تناولت إليزا تويون، خلال الجلسة الثالثة، قضايا السياسات والحوكمة المرتبطة بإدارة تلك النظم البيئية.
وشكل الحوار التفاعلي، الذي أعقب الجلسات، محورًا أساسيًا في أعمال المؤتمر، حيث أدار كل من أنيس قلمامي، والدكتورة نهى سامي، من جهاز شؤون البيئة، مناقشات موسعة حول أولويات تحديث الاستراتيجية الوطنية للأراضي الرطبة، وتناول النقاش قضايا رئيسية، أبرزها بناء القدرات، ورفع جاهزية الخبراء المحليين، وإشراك المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة، وتعزيز منظومة العلوم والبيانات، إضافة إلى تحسين التنسيق بين القطاعات ذات الصلة وتأمين التمويل المستدام للمشروعات البيئية.
في هذا الإطار، برز الدور البارز لشبكة «رائد»، التي ساهمت في تهيئة المناخ للحوار بين مختلف الأطراف، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والباحثين ومنظمات المجتمع المدني، وحرصت الشبكة على تعزيز المشاركة المجتمعية في القضايا البيئية، وعلى طرح رؤية متكاملة تُسهم في إدماج الحلول القائمة على الطبيعة في السياسات الوطنية الخاصة بالمياه والمناخ والتنوع البيولوجي، كما ساعدت جهودها في ضمان تمثيل فعّال لمختلف الفئات المعنية، بما يعزز من فعالية الاستراتيجية الوطنية المنتظرة.
وأوضح المشاركون أن المؤتمر يشكل خطوة مهمة ضمن مسار أوسع يهدف إلى تعميم استخدام الأراضي الرطبة بوصفها حلولًا طبيعية مبتكرة، لمواجهة التحديات المناخية والمائية، كما يمثل المحطة الأولى نحو تحديث الاستراتيجية الوطنية للأراضي الرطبة، بما يتوافق مع الالتزامات البيئية الدولية لمصر، خاصة تلك المتعلقة باتفاقية «رامسار»، واتفاقيات التنوع البيولوجي وتغير المناخ.
واختُتم المؤتمر بتوجيه الشكر إلى جميع المشاركين على إسهاماتهم القيمة، وإلى الشركاء الدوليين والجهات الداعمة للمشروع، وأكد المنظمون أن مخرجات المؤتمر ستمثل حجر الأساس لعملية تشاركية أكبر خلال الفترة المقبلة، تهدف إلى تعزيز دور الأراضي الرطبة في السياسات العامة، ودعم الحلول القائمة على الطبيعة، باعتبارها مسارًا مستدامًا لتعزيز صمود المجتمعات المحلية في مصر وقدرتها على مواجهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية.

Add a Comment

Your email address will not be published.