مع التطور التكنولوجي الحديث، هناك حلول مبتكرة يمكن أن تساهم في مكافحة التصحر ورصده بشكل أكثر دقة وفعالية. خاصةً وأن تقنيات الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي ونظم المعلومات الجغرافية تمكننا من تحديد المناطق المتضررة، ورصد التغيرات في الأراضي بشكل مستمر، مما يسمح بتطوير استراتيجيات مستدامة لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، كما أن التقنيات الزراعية الحديثة، مثل الزراعة المائية، واستخدام النباتات المقاومة للجفاف، والتشجير المناسب، تلعب دوراً رئيساً في تحسين خصوبة التربة، وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالمياه، ومن خلال اعتماد هذه التقنيات، يمكن الحد من التصحر، وضمان التوازن البيئي في المناطق المهددة، مما يسهم في تحسين نوعية الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية في العالم العربي.

في هذا السياق، نظمت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» حدثاً جانبياً ضمن فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لمكافحة التصحر (COP 16)، المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، تحت عنوان «التقنيات الحديثة لرصد ومكافحة التصحر»، استهدف اللقاء، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع مؤسسة تنمية الغطاء النباتي «مروج»، إحدى المؤسسات الأهلية السعودية، عرض أحدث التقنيات في مجال رصد ومكافحة التصحر، من أجل تطوير استراتيجيات فعالة تدعم حماية واستعادة الأراضي المتدهورة في العالم العربي، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز التعاون بين الخبراء وصناع القرار، لتبني التقنيات المبتكرة التي تسهم في الحد من انتشار التصحر، وتعزز استدامة الموارد الطبيعية.

ناقش الحدث الجانبي لشبكة «رائد» أهمية الأراضي الرطبة في التوازن البيئي، ودورها في إدارة الموارد الطبيعية، وأحدث التقنيات والمنهجيات للرصد المبكر للأراضي الرطبة ومكافحة التصحر، مع التركيز على الجمع بين التكنولوجيا وجهود بناء القدرات لمعالجة التصحر بشكل فعال، وكذا عرض الرؤى حول كيفية تعزيز مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين، سواء العلماء وصناع السياسات والمجتمعات، لإدارة النظم البيئية.