«رائد» تستعرض دور المجتمع المدني في مبادرة «تيراميد» أمام مؤتمر إقليمي بتونس حول الانتقال العادل للطاقة
شاركت الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» في أعمال المؤتمر الإقليمي حول «الانتقال العادل للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: من الرؤية إلى التنفيذ»، الذي استضافته مدينة «قربص» التونسية خلال الفترة من 18 إلى 21 أكتوبر 2025، ونظمه معهد حوكمة الموارد الطبيعية (NRGI)، بمشاركة ممثلين عن الأجهزة التنفيذية، ومنظمات المجتمع المدني، وخبراء الإعلام والطاقة من خمس دول عربية، تتضمن كلاً من مصر وتونس والمغرب والعراق ولبنان.
استعرضت «رائد»، خلال جلسات المؤتمر، تجربتها في دعم التحول العادل نحو الطاقة النظيفة، من خلال تنسيق جهود منظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية ضمن المبادرة الإقليمية «تيراميد»، التي تُعد منصة للتعاون والتبادل المعرفي بين منظمات المجتمع المدني والجهات البحثية في المنطقة العربية وحوض المتوسط، بهدف تعزيز التحول العادل للطاقة، وتشجيع تبني سياسات تنموية تراعي الأبعاد الاجتماعية والبيئية في مسار الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.
وأوضح الكاتب الصحفي محمود العيسوي، رئيس تحرير موقع «جسور 2030»، ممثل شبكة «رائد» في المؤتمر، أن مبادرة «تيراميد» تمثل نموذجاً عملياً للتعاون متعدد الأطراف بين المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص، إذ تركز على تطوير قدرات المنظمات المحلية في مجالات كفاءة الطاقة، وإدارة الموارد، والطاقة المتجددة، وإشراك المجتمعات المحلية في صنع القرار المتعلق بالانتقال العادل للطاقة، وأشار إلى أن المبادرة نجحت في بناء شراكات مع عدد من المنظمات والمؤسسات الأكاديمية في جنوب وشرق المتوسط، لتعزيز تبادل الخبرات حول أفضل الممارسات في سياسات الطاقة المستدامة.
وأضاف «العيسوي» أن المشاركة في المؤتمر أتاحت لـ«رائد» فرصة لعرض تجاربها في دعم الحوار المجتمعي حول الطاقة، واستعراض عدد من الدراسات والسياسات التي أعدّتها الشبكة، بالتعاون مع شركاء من المنطقة العربية، حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية للتحول نحو الطاقة النظيفة، خاصةً في المجتمعات الريفية والمناطق الهشة اقتصادياً، كما أشار إلى أن جلسات المؤتمر ناقشت بعمق مفهوم «الانتقال العادل للطاقة»، الذي يضمن توزيعاً عادلاً لمنافع وتكاليف التحول، مع مراعاة احتياجات الفئات الأكثر تأثراً.
وتضمن عرض «رائد» استعراضاً للأنشطة الميدانية التي نفذتها المبادرة في عدد من الدول العربية، والتي ركزت على بناء القدرات المحلية، وتشجيع المبادرات الشبابية المعنية بالتحول نحو الطاقة المستدامة، وشملت تلك الأنشطة تنفيذ حملات توعية حول ترشيد استهلاك الطاقة، وتنظيم ورش عمل حول تكنولوجيا الطاقة الشمسية اللامركزية، ودعم مشروعات صغيرة قائمة على الابتكار الأخضر.
كما شارك ممثل الشبكة العربية للبيئة والتنمية في جلسة حوارية تناولت دور منظمات المجتمع المدني في تسريع الانتقال العادل للطاقة، حيث أكد أهمية تكامل الأدوار بين الفاعلين في هذا المجال، مشدداً على ضرورة تعزيز مشاركة المجتمع المدني في صياغة السياسات الوطنية للطاقة، بما يضمن توافقها مع أهداف التنمية المستدامة، و«اتفاق باريس» للمناخ.
شهد المؤتمر تفاعلاً واسعاً مع عرض «رائد»، حيث أكد غالبية المشاركين في المؤتمر أن مبادرة «تيراميد» تعد نموذجاً إقليمياً ناجحاً لتكامل العمل البيئي والمجتمعي، يمكن أن يسهم في بناء شراكات عربية فعالة، لدعم التحول العادل نحو الطاقة النظيفة.
اختُتمت أعمال المؤتمر بسلسلة من التوصيات، كان من أبرزها توسيع نطاق التعاون الإقليمي في قضايا الطاقة المستدامة، وتبادل الخبرات بين المبادرات والمشروعات المجتمعية، مع التركيز على أهمية دمج الشباب والمرأة في برامج التحول للطاقة النظيفة، وتعزيز الوعي العام بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما دعا المشاركون إلى دعم شبكات المجتمع المدني الإقليمية، وفي مقدمتها «رائد»، لتكون منصات فاعلة في بناء القدرات، ونشر المعرفة، وتعزيز العدالة المناخية في المنطقة العربية.