تعزيز مشاركة المجتمع المدني في خطط الحد من مخاطر الكوارث بالمنطقة العربية
دعت المجموعة الاستشارية الإقليمية في الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من مخاطر الكوارث، عن المنطقة العربية، إلى ضرورة العمل على تعزيز مشاركة المجتمع المدني في وضع وصياغة تنفيذ خطط الحد من مخاطر الكوارث، سواء الطبيعية أو من صنع البشر، على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
وعقد أعضاء المجموعة الاستشارية لشبكة (GNDR) اجتماعاً بالعاصمة المصرية القاهرة، على مدار يومي 12 و13 ديسمبر 2021، بحضور ممثلي نقاط الاتصال الوطنية في كل من الأردن والعراق ولبنان وفلسطين وتونس واليمن، بالإضافة إلى مصر، بينما شارك ممثلو نقاط الاتصال في الكويت وموريتانيا والمغرب والسودان والبحرين عبر الإنترنت.
جاء الاجتماع بعد قرابة شهر من انعقاد المنتدى العربي الإقليمي الخامس حول الحد من مخاطر الكوارث، في الرباط بالمملكة المغربية، في الفترة من 8 إلى 11 نوفمبر 2021، للتأكيد على ما جاء في «إعلان الرباط» الصادر في ختام المنتدى.
وأكد المشاركون في اجتماع القاهرة، عبر بيان صدر في ختام اللقاء، أن منطقة شمال أفريقيا وغرب آسيا (NAWA) تواجه العديد من التحديات بسبب الكوارث الناجمة عن الأخطار الطبيعية والبيولوجية، مثل الزلازل والفيضانات والانهيارات الأرضية والعواصف والجفاف والأوبئة والحرائق وحرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، وغيرها من الكوارث الناجمة عن الأنشطة البشرية، مثل النزاعات السياسية والهجرة والعنف، التي تؤثر بشكل مباشر على البيئة والسكان والنزوح والتحركات البشرية والبنية التحتية.
ولفت البيان إلى أنه منذ كارثة تسونامي في عام 2004، بدأ الانتباه للدور المهم والحيوي الذي يمكن أن تلعبه منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية للتخفيف من آثار المخاطر والكوارث الطبيعية أو التي من صنع الإنسان، وهو دور ومسؤولية كل من الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من مخاطر الكوارث (GNDR) على المستوى العالمي، كما تعتبره الشبكة العربية للبيئة والتنمية (RAED) أحد أولويات عملها التي تحظى بأهمية بالغة.
وعبر المشاركون في الاجتماع عن وعيهم الكامل بالتكرار المتزايد للمخاطر، وما ينتج عن ذلك من حجم الخسائر البشرية والاقتصادية، وبالتالي يتوجب العمل عن كثب مع الحكومات المركزية والحكومات المحلية والمجتمعات المحلية على وجه التحديد، ومساعدتهم في صياغة خطط مرونة المجتمعات المحلية وتنفيذها.
وأعرب أعضاء اللجنة الاستشارية الإقليمية عن اعتقادهم أن الإرادة السياسية لمشاركة منظمات المجتمع المدني في جهود الحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية قد أصبحت حقيقة واقعة، إلا أنه مازالت هناك حاجة إلى رؤية ذلك ينعكس في خطط التنفيذ الوطنية والمحلية، بمشاركة كاملة من أصحاب المصلحة المعنيين، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني.
كما أكد الأعضاء على أهمية تطوير قدرات أعضاء شبكة (RAED) في المنطقة، لتمكينهم من أن يصبحوا شركاء فاعلين، مع الاعتراف بالحاجة إلى توفير البيئة التمكينية لإقامة شراكات بين منظمات المجتمع المدني النشطة في مجال الحد من مخاطر الكوارث، للمشاركة الكاملة في المبادرات الوطنية والمحلية.
ودعت المجموعة الاستشارية، في بيانها، الحكومات والشركاء الآخرين إلى دعم عملية تبادل المعرفة وتوافر البيانات بصورة مستمرة، لضمان الشفافية والمشاركة الكاملة لمختلف الجهات الفاعلة، مع العمل على وضع استراتيجية تعبئة مالية وبشرية معتمدة من قبل الشبكة العالمية (GNDR) لمنطقة شمال أفريقيا وغرب آسيا، لتمكين أعضاء المنطقة ومنظمات المجتمع المدني، حتى يكون لديها حصة من الموارد المتاحة المخصصة للحد من مخاطر الكوارث على المستويين الوطني والمحلي.
كما أكد الأعضاء على أهمية المشاركة بشكل كامل في الإعداد والتحضير للفعاليات الهامة على المدى القصير، ويشمل ذلك الاجتماع التنسيقي للآلية العربية لجامعة الدول العربية (مارس 2022)، واتفاقية ميناماتا (مارس 2022)، والمنتدى العالمي في إندونيسيا (مايو 2022)، ومؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الذي سيعقد في مصر (نوفمبر 2022).
وشددت المجموعة على المساهمة في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط الوطنية والمحلية بشأن الحد من مخاطر الكوارث، ومن ثم جعلها في وضع نشط في تنفيذ «إطار سنداي» بشأن الحد من أخطار الكوارث، والاستراتيجية العربية للحد من أخطار الكوارث، والاستراتيجيات الوطنية لكل دولة، واستراتيجية الشبكة العالمية للحد من أخطار الكوارث (2020 – 2025)، وبالتالي العمل على تصميم خططهم على أساس التنمية الواعية بالمخاطر، لتكون متوافقة مع إعلان سنداي، والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث، والاستراتيجيات الوطنية، واستراتيجيات الشبكة العالمية للحد من مخاطر الكوارث للتنمية المستدامة، وسياسات تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم البيئية.
ودعا الأعضاء إلى تعزيز فرص تبادل المعرفة والخبرة والتجارب والممارسات الجيدة في عمل الشبكة العالمية للحد من مخاطر الكوارث والشبكة العربية للبيئة والتنمية، والتي تتمثل في برنامج آراء من خط المواجهة (VFL) والدراسة التي أعدتها شبكة (RAED) مؤخراً، بدعم من مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR) للأعضاء الوطنيين في كل دولة، وبدعم من الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من مخاطر الكوارث (GNDR).
وأوصت المجموعة بتنفيذ الأنشطة الموجهة لأعضاء الشبكة العالمية للحد من مخاطر الكوارث في منطقة شمال أفريقيا وغرب آسيا بشأن الصحة والتعافي بشكل أفضل من الآثار الحالية لجائحة «كوفيد-19»، التي تستهدف مؤيدي وأعضاء شبكة (GNDR) على أساس التوازن بين الجنسين، مع مراعاة كبار السن والأطفال والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، على أن يتم إيلاء اهتمام خاص للمخاطر البيولوجية كجزء من عمل أعضاء (GNDR) في منطقة (NAWA)، بناءً على الدروس المستفادة من الجائحة المستمرة، كما دعت إلى إعداد تقرير ظل عن التقدم المحرز في إعلان سنداي، بشأن مراجعة منتصف المدة، بالتعاون الوثيق مع كل عضو على المستوى الوطني.