بتنظيم ورعاية جامعة «الملك سلمان الدولية» في شرم الشيخ.. «رائد» تستعرض أهداف مبادرة «تيراميد» أمام المؤتمر الدولي لصون الطبيعة والموارد الوراثية
شهدت مدينة شرم الشيخ انعقاد فعاليات المؤتمر الدولي لصون الطبيعة والموارد الوراثية (CNGRC) خلال الفترة من 25 إلى 27 نوفمبر 2025، تحت عنوان «إنجازات استراتيجية 2030 والرؤى المستقبلية»، بمشاركة واسعة من الباحثين والخبراء وممثلي المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية، جاء تنظيم المؤتمر برعاية جامعة الملك سلمان الدولية، التي شكّل حضورها العلمي والبحثي أحد أبرز عناصر قوة النسخة الحالية من المؤتمر، بوصفه منصة وطنية فاعلة لبحث قضايا البيئة والتنمية، وتحديات تغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي، ودعم التحول للطاقة المتجددة. على مدار ثلاثة أيام، ناقشت الجلسات العلمية مسارات «الترابط» بين التغيرات المناخية والموارد الطبيعية والأمن المائي والغذائي والطاقي، إضافة إلى التحديات المتصلة بتلوث الهواء والمياه والتربة، والحلول التطبيقية للتوسع في الطاقة النظيفة ودعم التحول الأخضر، وبرز ارتباط هذه القضايا بشكل مباشر مع أولويات الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، التي لعبت دوراً محورياً في المؤتمر، عبر قيادة جلسة حوار وطنية ضمن محور «الموارد المتجددة»، إلى جانب دورها الأوسع في مبادرة «تيراميد»، التي تقودها على المستويين الوطني والإقليمي. قدّمت شبكة «رائد»، خلال المؤتمر، إحدى أهم الجلسات الحوارية، التي جاءت بعنوان «الانتقال الطاقي العادل ودوره في دعم المسارات الوطنية لتعزيز الأمن المائي والغذائي والبيئي – مفهوم الترابط وتحقيق هدف تيراميد»، وجاءت هذه الجلسة تجسيداً مباشراً للدور الذي تضطلع به الشبكة في تنفيذ مشروعها الوطني «تعزيز كسب الدعوة تجاه الطاقة المتجددة بشكل استراتيجي في مصر»، إضافة إلى دورها القيادي في مبادرة «تيراميد» بالبحر المتوسط، وهي المبادرة الأولى من نوعها التي تهدف إلى تسريع دمج الطاقة المتجددة في السياسات الوطنية، وتعزيز الانتقال العادل للطاقة، عبر التمويل الأخضر والشراكات المجتمعية والتطبيقات العملية. شهدت الجلسة مشاركة نخبة من أساتذة جامعة الملك سلمان الدولية، إلى جانب خبراء من وزارة الموارد المائية والري، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وخبراء من المنتدى المصري للتنمية المستدامة، وعدد من ممثلي القطاع الخاص والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني من مختلف المحافظات، وتناولت المناقشات أدوار المؤسسات التشريعية والعلمية والبحثية في دعم وتوطين تطبيقات الطاقة المتجددة في القطاعات الزراعية والمائية والغذائية والصناعية، إضافة إلى بحث آليات دمج الطاقة المتجددة ضمن مسارات الأمن المائي والغذائي والبيئي، وفق مفهوم الترابط، باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق هدف مبادرة «تيراميد». سلّط المتحدثون الضوء على نماذج وتطبيقات للطاقة المتجددة قابلة للتنفيذ على مستوى المحافظات والقطاعات المختلفة، بما يدعم جهود الانتقال للطاقة النظيفة في مصر، وناقش الحضور كيفية مساهمة هذه التطبيقات في دعم خطة «تيراميد»، وتحويلها إلى خطوات تنفيذية واضحة، تحقق الأمن المائي والغذائي والبيئي. في ختام الجلسة، خرج المشاركون بعدد من التوصيات أبرزها تأكيد جامعة الملك سلمان الدولية استعدادها للتعاون مع مبادرة «تيراميد» ودعم أنشطتها، سواء في التوعية أو التطبيقات العملية، والدعوة إلى التبني المشترك لهدف «تيراميد» في برامج التنمية، خاصة في مناطق الصحراء، لما يمكن أن تقدمه المبادرة من نماذج مبتكرة تعزز الترابط بين المياه والطاقة والزراعة والنظم البيئية، إضافة إلى التأكيد على أن التوسع الفعّال في الطاقة المتجددة يتطلب ترجمة الخطط الوطنية إلى برامج تنفيذية على مستوى المحافظات والمدن والقطاعات، ضمن نهج تشاركي وشامل، يعزز التنمية المستدامة في كافة المناطق، خصوصاً الصحراوية ذات الإمكانات الكبيرة للنمو.