+20225161519 [email protected]

النظم البيئية الصحية

يأتي يوم البيئة العالمي في ظل المعاناة من جائحة كورونا التي ضربت العالم وقضت مضاجع البشر وقد مضى عليها قرابة العام ونصف العام وهو ما يعنى العديد من الدلالات بالنسبة للاحتفال بيوم البيئة العالمي العنوان الذي حمله وهو استعادة النظم البيئية..  لقد أظهرت هذه الجائحة ذلك الوضع الكارثي للتداعيات التي تنجم عن فقدان وتدهور النظم البيئية إذ أنه من خلال انتهاك المأوى الطبيعي للحيوانات فإننا بذلك نخلق الظروف المثالية لمسببات فيروس كورونا والتي تزيد من تفشيه.. وتبقى تلك الحقيقة وهي أن النظم البيئية الصحية هي الضمانة الأساسية لدعم وتوفير الظروف المعيشة الفضلى للإنسان ومواجهة التغير المناخي ووقف انهيار وتتداعى التنوع الحيوي.. لذلك فإن تلك القضية والموضوع الأساسي ليوم البيئة العالمي في 2021 قد عمد لركز واستنفار حقبة الأمم المتحدة للتركيز على إحياء النظام البيئي (2021-2030).. وهي تعد تلك المهمة العالمية لإنهاض وبعث الحياة لمليارات الأفدنة من الغابات والأراضي الزراعية ومن قمم الجبال حتى أعماق البحار.. فقد ظلت البشرية لفترة طويلة تعمل على استغلال وتدمير   النظم البيئية إذ ان كل ثلاث ثوان يفقد العالم العديد من الغابات لتجهيز ملعب كورة وخلال القرن الماضي قد تم فقد حوالي نصف الأراضي الرطبة.. كما أن حوالي 50 % من الشعاب المرجانية على مستوى العالم قد فقدت وكما أن ما يزيد عن 90% من هذه الشعاب المرجانية يمكن أن تفقد بحلول 2050 حتى لو تم انحسار الدفء العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.. من النتائج الأخرى التي تسفر عن فقدان النظام البيئي وتدهوره هي حرمان العالم من “مهبطات” sinks الكربون كالغابات والأراضي الرطبة في الوقت الذي تحتاج إليها البشرية.. أن انبعاثات غازات الصوبة على مستوى العالم قد تزايدت خلال الثلاث سنوات المتتالية وقد أصبح العالم هو المكان الوحيد للوضع الكارثي للتغير المناخي.. لذلك أصبح علينا الآن أن نعيد التفكير على نحو جوهري فيما يتعلق بعلاقاتنا بالعالم الذي نعيش فيه وبتلك النظم البيئية والتنوع الحيوي.

الموجود بها وهو ما يستوجب العمل معا من خلال تضافر الجهود لاستعادتها وإحيائها.. أن ما يعنيه استعادة وإحياء النظام البيئي  هو منع وعرقلة  ووقف  ذلك الضرر والعمل على إصلاحه والانتقال من مرحلة  استغلال الطبيعة إلى العمل على شفائها .. أن عملية إحياء واستعادة النظم البيئية تعنى مد يد العون والمساعدة في إبراء النظم البيئية التي تعرضت للتدهور والتدمير وفى الوقت نفسه العمل على الحفاظ على تلك التي لم تنالها يد الضرر.. أن عملية الإحياء يمكن أن تحدث من خلال عدة طرق وذلك إما من خلال الاستزراع النشط أو من خلال إزاحة كافة الضغوط على النحو الذي يساعد الطبيعة على أن تبرأ ذاتياً.. أن كافة الأنواع من النظم البيئة يمكن استعادتها بما في ذلك الغابات والأراضي الزراعية والمدن والأراضي الرطبة والمحيطات كما أن مبادرات الإحياء يمكن أن تتم من جانب كل فرد بداية من الحكومات والهيئات التنموية ورجال الأعمال والمجتمعات والأفراد.. ان مفاد ذلك أن من أتلف شيء عليه إصلاحه كما أن مصادر وأسباب التدهور عديدة ومتنوعة ويمكن أن يكون لها تأثير على كافة الأصعدة.. أن التدهور يمكن أن ينتج عن تبنى العديد من السياسات مثل الإعانات من أجل الزراعة الكثيفة أو تلك القوانين الهشة التي تساعد على اقتلاع الغابات وتلوث الشواطئ نتيجة الإدارة الجيدة للمخلفات.