العلم والابتكار
الطريق.. للتنمية المستدامة
بقلم
د. محمد محمود السيد
تبقى قضية تسخير التطور العلمى وتشجيع الابتكار لصالح جميع السكان في مختلف أرجاء العالم هى الشغل الشاغل لكل صناع القرار فى العالم اجمع ، فى هذا السياق عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة مؤخرا فعاليات دورته السادسة لمنتدى أصحاب المصلحة المتعددين حول العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل أهداف التنمية المستدامة، وذلك سعياً إلى تحديد الفجوات وتعزيز الشراكات في الجهود المبذولة لتحقيق عالم أكثر خضرة، بحلول عام 2030 .
ويجمع المنتدى السنوي للأمم المتحدة للعلم والتكنولوجيا والابتكار مختلف أصحاب المصلحة المعنيين بالتنمية المستدامة، من المسؤولين الحكوميين، وممثلي المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمؤسسات العلمية، وهيئات الأمم المتحدة، وغيرها من الأطراف، لتحديد واختبار الاحتياجات والفجوات التكنولوجية، للمساعدة في المضي قدماً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وركز اجتماع هذا العام عل أهمية العلم والتكنولوجيا والابتكار في التصدي لجائحة كوفيد – 19 .
وقد شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في كلمتة التى وجهها إلى المنتدى ، على الكيفية التي كشفت بها جائحة كوفيد 19 – عن أهمية العلم والتكنولوجيا والابتكار لرفاهية الإنسان وبقائه، بالإضافة إلى أنها كشفت أيضاً عن الحاجة إلى تعاون عالمي أكبر.
حيث ان الجائحة أشعلت الابتكارات فى كل أنحاء العالم، ولم يتم تطوير لقاح لفيروس كورونا في وقت قياسي فحسب، بل أدت الأزمة أيضاً إلى زيادة الابتكار في الأدوية وتقنيات الاتصالات الرقمية، وفي الوقت نفسه، تسارعت عمليات الاكتشاف والتعاون العلمي، وانتشرت طرق جديدة لتقديم الخدمات.
واتصور أن هذه التطورات تُبشر بمواجهة تحديات جماعية تتجاوز جائحة كوفيد 19 -، بما في ذلك الحد من اضطراب المناخ، والحد من عدم المساواة.
مع ضرورة إنهاء ما أسماها غوتيريش ب « حربنا على الطبيعة ».وأشار غوتيريش إلى أن المليارات من البشر لا يزالون مستبعدين في جميع أنحاء العالم، إلى حد كبير، من فوائد ثورة المعلومات والتكنولوجيا، وقد أدت الجائحة إلى تفاقم الانقسامات التكنولوجية القائمة، واستطرد في هذا الصدد قائلاً: «من الضروري أن نعمل معاً، عبر الحدود والقطاعات والتخصصات، لجعل العلم والتكنولوجيا مناسبين للجميع .»
والمؤكد فى هذا الصدد أن التعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين هو المفتاح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتصدي لتغيّر المناخ، وإنهاء أزمات التنوع البيولوجي، والتلوث، والارتقاء إلى مستوى تحدياتنا المشتركة الكثيرة.
وفي يونيو الماضي، أطلق الأمين العام للامم المتحدة خارطة طريق للتعاون الرقمي، وتشمل أهدافها الثمانية تحقيق الربط الشامل بحلول عام 2030 ، حيث أن ما يقرب من نصف سكان العالم، أو ثلاثة مليارات شخص، معظمهم من النساء، لا يمكنهم الوصول إلى الإنترنت.
والثابت أنه لابديل أمام الدول النامية الا أن تتكاتف فيما بينها لمعالجة الثغرات في الحصول على العلوم والتكنولوجيا، من أجل تحسين جودة ورفاهية الحياة في جميع أنحاء العالم، حيث انه لاسبيل الى الولوج الى المستقبل الا بالتطور العلمى التكنولوجى .. وهنا تصبح الشراكة والتعاون بين الدول النامية ضرورة لاغنى عنها لصياغة رؤى مستقبلية فى هذا السياق.
.