الحفاظ على الحوار بين الثقافات من خلال فهم أعمق لطعام البحر المتوسط
ظل الطعام في منطقة المتوسط على مر السنين منتجًا للتبادل بين الثقافات والأقاليم الجغرافية بعيدًا عن التوتر، وكان يمثل دائمًا الجسر الذي يربط بين الناس ويلهمهم، حتى أن النظام الغذائي لمنطقة المتوسط تم إدراجه في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية؛ ومع ذلك فإن معظم الموارد التعليمية المتاحة تركز على الجوانب الصحية، تاركةً الإمكانات الهائلة التي يخلقها الطعام للحوار بين الثقافات. في هذا السياق ينفذ مكتب معلومات البحر المتوسط مشروع «الحفاظ على الحوار بين الثقافات من خلال فهم أعمق لطعام البحر المتوسط » وذلك بدعم من مؤسسة أناليند وبالتعاون مع عدد من أعضاء «رائد »؛ المكتب العربي للشباب والبيئة في مصر، والنادي المغربي للبيئة والتنمية في المغرب، وجمعية الحياة البرية في فلسطين، و Festambiente في إيطاليا، وذلك بهدف إنشاء موارد تعليمية جديدة متاحة للجميع عبر الإنترنت حول أغذية البحر الأبيض المتوسط، كوسيلة للحوار بين الثقافات، وذلك في سبيل زيادة وعي المواطنين، وخاصة الشباب، بشأن الروابط بين النظام الغذائي المتوسطي، وإنتاجه المستدام، والتراث الثقافي «غير المادي » ذي الصلة.
وقد صرح «البروفيسور مايكل سكولوس » مدير مكتب معلومات المتوسط بأنه على الرغم من اختلاف الطعام المتوسطي بشكل واضح من بلد إلى آخر، فإن له طابعًا مشتركًا بشكل عام، من ناحية » التغذية «ومن ناحية أخرى ، لتوفير التماسك الأسري والإجتماعي، والفرح والمكانة، وذلك بسبب استخدام مكونات مماثلة مثلت التبادل النشط بين التنوع البيولوجي، والمناظر الطبيعية، والثقافات، والتطور التاريخي لمنطقة البحر المتوسط، حيث يمكن للمرء أن يدَعي أن طعام البحر المتوسط هو موضوع شائع ذو أهمية كبيرة، كما أن الطعام ظل خارج التوترات التي كانت ولا تزال قائمة بين البلدان أو المجموعات العرقية في أجزاء من المنطقة. ويستهدف هذا المشروع الشباب ومدربيهم، التربويين والمعلمين، والمجتمع بشكل عام، كما سيتم بذل المزيد من المجهودات لضمان مشاركة النساء في الدورات التدربية المفتوحة على الإنترنت ) .)MOOC ومن المتوقع أن يحقق المشروع زيادة الوعي بالمنتجات الغذائية المتوسطية والنظام الغذائي والتراث الثقافي غير المادي والسلع ذات الصلة مثل العادات والتقاليد والممارسات، أدوات الطهي والاحتفالات والقيم، وذلك كوسيلة لتعزيز الحوار بين الثقافات والاستدامة، وتحسين الادراك بالنسبة للنظام الغذائي المتوسطي من خلال استكشاف الثقافات الغذائية المختلفة، بالإضافة إلى إدراك أهمية المسئولية المشتركة للإنتاج والاستهلاك المستدامين، إضافة إلى تتبع أوجه التشابه والاختلاف، مع المساهمة في نقل الخبرات والمعرفة والكفاءات في الحوار بين الثقافات من أجل الاستدامة، وكذا تسهيل الوصول إلى الموارد التعليمية متعددة الثقافات عبر المنطقة المتوسطية.