المسار المفقود للتنمية المستدامة
بقلم: ألفت سعد
من أهم التحديات التي تواجه الدول العربية، في خضم الأحداث والاضطرابات السياسية والعسكرية التي ألمّت بالمنطقة، الوصول بالحد الآمن لتحقيق التنمية.. وقد استرعى انتباهي تقرير التنمية المستدامة لعام 2020 في العالم العربي، الذي نشره موقع جسور الإلكتروني والمعنيّ بمتابعة ورصد أهداف التنمية المستدامة في مصر والمنطقة العربية، تحت مظلة الشبكة العربية للبيئة والتنمية.
هذا التقرير، الذي أصدرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الإسكوا» في العاشر من يونيو الحالي، تم من خلاله عرض معلومات وبيانات تنبه صناع القرار والشعوب العربية أننا لسنا على مسار تحقيق التنمية بحلول 2030، وهذا ما أكدت عليه الدكتور رولا دشتي، الأمين التنفيذي للإسكوا، أن الأوضاع السياسية والعسكرية أدت إلى تدهور اقتصادي في المنطقة، باستثناء بعض الدول، وأن جائحة كورونا قد زادت الأمر صعوبة.
ونقل بيان الإسكوا أنه من الضروري إحداث تغيير هيكلي في استراتيجية التنمية 2030 بناءً على المخاطر الجديدة.. وقد لفت التقرير أن النزاعات في المنطقة العربية كانت أهم أسباب زيادة معدلات الفقر وتوقف فرص العمل، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بندرة المياه وتغير المناخ وتدهور التنوع البيولوجي.
المنتدى المصري للتنمية المستدامة في ذات التوقيت، منذ أيام، أصدر بياناً حذّر فيه من أن فرص تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 تواجه تهديدات غير مسبوقة، نتيجة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن انتشار كوفيد-19، والتي أظهرت أن الخلل الذي أحدثه البشر في التنوع البيولوجي، أدى إلى انتقال الأمراض والفيروسات الخاصة بالحيوانات إليهم، حيث إن 75% من الأمراض المعدية الناشئة في البشر هي أمراض حيوانية، وأن الحفاظ على التنوع البيولوجي وعلى الطبيعة، كما أودعها الخالق، كفيلة بتحقيق حد جيد من التنمية.
النتائج المترتبة على الصراعات والخلل البيولوجي، بالإضافة إلى زيادة أعداد المهاجرين والنازحين وانتشار البؤر الإرهابية، كل ذلك كان كفيلاً بتدمير عدة مناطق في العالم، ومنها بالطبع المنطقة العربية، وعندما أنظر لخريطة العالم العربي، أرى أن الدولة الوحيدة، رغم زيادة عدد السكان والتحديات الاقتصادية والتربص الدولي تارة، والإرهابي تارة أخرى، هي بلدي مصر، التي وهبها الله قيادة رشيدة قوية، تعمل على إفشال المؤامرات المتلاحقة، ورغم ذلك تحاول القيادة، بمعاونيها، تحقيق العدالة الاجتماعية، والحد المستطاع من التنمية المستدامة.
* ألفت سعد كاتبة صحفية بمؤسسة روز اليوسف متخصصة في قضايا البيئة والتنمية المستدامة وتُعد واحدة من رائدات الإعلام البيئي في مصر