+20225161519 [email protected]

رغم تباطؤ الانبعاثات بفعل «كورونا».. مايو 2020 الأكثر دفئاً

بينما أظهرت دراسات حديثة تراجعات ملحوظة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، خلال الشهور الأولى من عام 2020، نتيجة الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها مختلف الدول في كافة أرجاء العالم، للحد من انتشار فيروس «كورونا»، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن شهر مايو الماضي سجل أعلى ارتفاع في درجة الحرارة في هذا التوقيت من العام، مقارنةً بالسنوات السابقة، كما سجلت مستويات ثاني أكسيد الكربون ارتفاعاً جديداً خلال نفس الشهر.

ووجهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية نداءً يوم الجمعة 5 يونيو، تزامن مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي لعام 2020، دعت فيه الدول الأعضاء إلى تجديد جهودها في معالجة التهديدات المناخية، ونقل البيان عن الأمين العام للمنظمة، بيتري تالاس، قوله إن حكومات كافة الدول بصدد توجيه مزيد من الاستثمارات للتعافي من تداعيات التباطؤ الاقتصادي الناجم عن «أزمة كورونا»، معتبراً أن «هناك فرصة لمعالجة المناخ كجزء من برنامج التعافي».

وتم الاحتفال بيوم البيئة العالمي هذا العام تحت شعار «التنوع البيولوجي»، لتنبيه العالم إلى أن درجات الحرارة الأكثر ارتفاعاً، وانبعاث تركيزات عالية من غازات الدفيئة، سيكون لها تأثير كبير على التنوع البيولوجي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ورفاهية الإنسان، وهو ما عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بقوله إن «الوقت قد حان لنمو أكثر اخضراراً، والبناء بشكل أفضل لصلح الناس والكوكب»، معتبراً أن «رسالة الطبيعة إلينا واضحة، إننا نلحق الأذى بعالم الطبيعة، وسندفع نحن ثمنَ ذلك، فمعدلات تدهور الموائل وفقدان التنوع البيولوجي تتسارع، واضطراب المناخ آخذٌ في التفاقم».

وفي دلالة على أن اختلال المناخ يزداد سوءاً، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن «الحرائق والفيضانات وحالات الجفاف والعواصف العاتية زادت وتيرتها، واشتد ما تخلّفه من ضرر، والمحيطات تزداد سخونتها وحموضتها، فتدمر النظُم الإيكولوجية للشِعاب المرجانية.. قد ظهر الآن فيروس جديد، أخذ يتفشى بين البشر، فدمر صحتهم، وقوّض سبل عيشهم، ولكي نعتني بالبشرية، لابد ثم لابد من العناية بالطبيعة».

أما الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية فحذر من أن أي تراجع في الانبعاثات، نتيجة التباطؤ في الأنشطة الصناعية والاقتصادية، بسبب إجراءات مكافحة «جائحة كوفيد-19» ليس بديلاً عن العمل المتواصل والمنسق للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واعتبر أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الغازات، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، تستمر في الغلاف الجوي لمئات السنين، لذا فإن أي آثار قصيرة المدى بسبب الإغلاق، لا يتوقع أن يكون لها فائدة طويلة المدى.

وتأتي تحذيرات منظمة الأرصاد الجوية من عودة معدلات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون للارتفاع مجدداً خلال شهر مايو 2020، بعد أيام من نشر دراسة حديثة، أجراها فريق من الباحثين في كلية العلوم البيئية بجامعة «إيست أنجليا»، بالمملكة المتحدة، أظهرت تراجعاً ملحوظاً في حجم الانبعاثات اليومية من غاز ثاني أكسيد الكربون، على مستوى العالم، بنسبة بلغت 17% مطلع شهر أبريل الماضي، مقارنةً بالمستويات المسجلة في الفترة نفسها من عام 2019، وأرجعت الدراسة السبب في ذلك التراجع إلى السياسات الحكومية والإجراءات الوقائية المتخذة للحد من الإصابة بالفيروس المستجد.

وأوضحت الدراسة أن قطاع النقل سجل أكبر تراجُع في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، يمثل 43% من إجمالي التراجع العالمي، باعتبار أن بقاء الناس في منازلهم نتج عنه قلة عدد السيارات على الطرق، كما سجل قطاعا الصناعة والطاقة معاً انخفاضًا بنسبة 43% من إجمالي التراجع العالمي، في حين أسهم قطاع الطيران بنسبة 10%، واعتبرت أن هذه النسبة طبيعية؛ إذ إن ذلك القطاع، رغم أنه أحد أكبر القطاعات الملوثة، إلا أنه لا يمثل سوى 3% فقط من الانبعاثات الكربونية في الظروف العادية.

وخلص فريق الدراسة إلى تقييم تأثير التراجع المسجل في الانبعاثات الكربونية، خلال الشهور الأولى من العام الجاري، على إجمالي حجم الانبعاثات على مستوى سنوي لعام 2020، معربين عن توقعهم أنه في حالة عودة القطاعات الاقتصادية إلى نشاطها بحلول منتصف يونيو الجاري، فإن نسبة تراجُع الانبعاثات بنهاية العام ستكون عند مستوى 4%، أما في حالة استمرار فرض بعض القيود حتى نهاية العام، فإن نسبة الانخفاض المتوقعة قد تصل إلى 7%.