+20225161519 [email protected]

الفاو تطلق 2020 عاماً دولياً للصحة النباتية.. الحماية أقل تكلفة من العلاج

تشكل النباتات 80% من الطعام الذي نتناوله، كما أنها مسؤولة عن إنتاج 98% من الأكسجين الذي نتنفسه، ومع ذلك، فكثير من النباتات تحت تهديد مستمر ومتزايد بسبب الآفات والأمراض..  ولتسليط الضوء على أهمية النباتات ودورها في استمرار حياة البشر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) سنة 2020 عاماً دولياً للصحة النباتية، بهدف رفع مستوى الوعي العالمي بأهمية حماية صحة النبات في القضاء على الجوع، والحد من الفقر، وحماية البيئة، وتعزيز التنمية الاقتصادية.

وبينما أكدت المنظمة أن العالم يفقد سنوياً ما يصل إلى 40% من المحاصيل الغذائية، بسبب الآفات والأمراض المختلفة التي تصيب النباتات، مما يسبب خسائر في التجارة الزراعية تتجاوز 220 مليار دولار سنوياً، الأمر الذي يؤدي إلى ترك ملايين الأشخاص يواجهون خطر الجوع، كما يسبب ضرراً شديداً للقطاعات للزراعية، التي تعتبر مصدر الدخل الرئيسي للمجتمعات الريفية، فقد دعت الفاو إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتعزيز صحة النبات، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وعلى هامش اجتماعات مجلس الفاو، بالعاصمة الإيطالية روما، في الرابع من ديسمبر الجاري، أعلن المدير العام للمنظمة، شو دونيو، إطلاق سنة 2020 عاماً دولياً للصحة النباتية، مؤكداً: “تُعد النباتات الأساس الجوهري للحياة على الأرض، والدعامة الوحيدة الأكثر أهمية في تغذية الإنسان، وبالتالي يجب ألا نغفل أهمية صحة النبات”، وبينما أكد على ضرورة اتخاذ “إجراءات فورية”، فقد لفت إلى أنه لا يزال يتعين عمل الكثير، لضمان صحة النبات.

واعتبرت المنظمة أن تغير المناخ، والأنشطة البشرية، تؤدي إلى حدوث تغير في النظم الإيكولوجية، ويقلل من التنوع البيولوجي، الأمر الذي يهيئ الظروف التي تتيح للآفات العيش والنمو، وفي الوقت نفسه، فقد تضاعف حجم السفر والتجارة الدولية، بمقدار يقترب من ثلاثة أضعاف معدلاتها السابقة في العقد الماضي، وبالتالي يمكن للآفات والأمراض الانتشار بسرعة أكبر في جميع أنحاء العالم مما يتسبب في أضرار جسيمة للنباتات المحلية وللنظم البيئية في كافة الأرجاء.

وقال المدير العام للفاو: “كما هو الحال مع صحة الإنسان أو الحيوان، فإن وقاية النبات أفضل من العلاج”، مشيراً إلى أن كلفة حماية النباتات من الآفات والأمراض أقل بكثير من كلفة التعامل مع حالات الطوارئ الناجمة عن انتشار هذه الآفات والأمراض، وغالباً ما يكون من المستحيل القضاء على الآفات والأمراض النباتية بمجرد أن ترسخ نفسها، كما أن إدارتها تستغرق وقتاً طويلاً.

وفي رسالة تمت قراءتها خلال اجتماع مجلس الفاو، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “في هذه السنة الدولية، وطوال عقد العمل هذا، ومن أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، دعونا نكرس الموارد اللازمة، ونرفع مستوى التزامنا بصحة النبات، دعونا نعمل من أجل الناس والكوكب”، فيما أثنى مدير عام منظمة الفاو على حكومة فنلندا، باعتبارها أول من اقتراح تخصيص سنة دولية للصحة النباتية.

وجاء في بيان للفاو أن المنظمة، وبالتنسيق مع سكرتارية الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، ستقود العديد من النشاطات لإنجاح السنة الدولية للصحة النباتية، إلى جانب تعزيز صحة النباتات فيما بعد عام 2020، فيما ستركز السنة الدولية للصحة النباتية على وقاية النباتات وحمايتها، والدور الذي يمكن أن يلعبه الجميع، لضمان صحة النباتات وتعزيزها.

وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه السنة في رفع مستوى الوعي بأهمية صحة النباتات، لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتسليط الضوء على تأثير صحة النباتات على الأمن الغذائي ووظائف النظام الإيكولوجي، وتبادل أفضل الممارسات حول كيفية الحفاظ على الصحة النباتية وحماية البيئة، ومن خلال منع دخول وانتشار الآفات في مناطق جديدة، يمكن للحكومات والمزارعين والجهات الأخرى الفاعلة في السلسلة الغذائية، مثل القطاع الخاص، توفير مليارات الدولارات، وضمان الحصول على الغذاء الجيد.

كما يساعد الحفاظ على النباتات أو المنتجات النباتية خالية من الآفات والأمراض، في تسهيل التجارة، ويضمن الوصول إلى الأسواق، لاسيما في البلدان النامية، ولهذا من المهم تعزيز الالتزام بالقوانين والمعايير الدولية المنسقة للصحة النباتية، وعند مكافحة الآفات والأمراض، يجب على المزارعين تبني نهج صديقة للبيئة، مثل الإدارة المتكاملة للآفات، كما ينبغي على صانعي السياسات تشجيع تلك النهج، للمساعدة في الحفاظ على صحة النباتات وحماية البيئة.

وكذلك ينبغي على الحكومات والمشرعين وواضعي السياسات تمكين منظمات حماية النباتات، وغيرها من المؤسسات ذات الصلة، وتزويدها بالموارد البشرية والمالية الكافية، كما ينبغي عليهم الاستثمار بشكل أكبر في البحوث والتوعية المتعلقة بصحة النباتات، إلى جانب الممارسات والتقنيات المبتكرة، وفي هذا السياق أشار مدير عام الفاو إلى أن الشراكات الاستراتيجية، والعمل التعاوني مع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، أمر ضروري لتحقيق أهداف السنة الدولية للصحة النباتية.