+20225161519 [email protected]

«عملية برشلونة».. 25 عاماً من الشراكة بين ضفتي «المتوسط»

على مدار 25 عاماً، ساهمت «عملية برشلونة»، التي تم إطلاقها في عام 1995، في دفع علاقات التعاون والشراكة بين الضفتين الجنوبية والشمالية للبحر المتوسط، وهي المنطقة التي لعبت دوراً كبيراً، على مدار التاريخ، في تعزيز التعايش بين الثقافات والأديان بين الجانبين، ليشكل هذا التاريخ المشترك دافعاً لإنشاء شبكات قوية لتبادل الأفكار والعلوم والتجارة، ساعدت على تطور المنطقة، مدعومة بتنوعها المتميز.

وبعد ما يقرب من 13 عاماً من الحوار المشترك بين دول جنوب البحر المتوسط ونظيرتها في القارة الأوروبية، تجسد التعبير عن «حسن النية» بين الجانبين في إنشاء «الاتحاد من أجل المتوسط»، في عام 2008، تأكيداً على أن العلاقات الوثيقة تصب في مصلحة الجميع، ليقدم إطاراً عملياً للتعاون أكثر تنظيماً، يعمل على معالجة الأسباب الجذرية لكثير من الأزمات التي نواجهها اليوم.

وطوال ربع قرن، منذ انطلاق «عملية برشلونة»، شكلت مئات المبادرات أمثلة جيدة على الالتزام بالتعاون المشترك، الذي تعكف غالبية الدول على جانبي البحر المتوسط على تنفيذه، ما بين مشروعات دولية واسعة النطاق، ومبادرات محلية، وصولاً إلى تأسيس شبكة تعاونية موحدة لتعزيز الشراكة بين الجانبين بشكل تدريجي، أثرت بشكل مباشر على حياة الملايين على ضفتي البحر المتوسط.

وتأتي الذكرى السنوية لانطلاق «عملية برشلونة» في وقت تشهد فيه المنطقة اضطراباً كبيراً، تفاقم بسبب الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة الناجمة عن «جائحة كورونا»، التي خلّفت آثاراً اقتصاديةً واجتماعيةً وخيمةً، حيث يبعث لنا الفيروس المستجد «كوفيد-19» برسالة «شديدة اللهجة»، تذكرنا بالحاجة إلى تعاون ملموس ومنسق بين جميع الدول والقطاعات والأجيال.

وبمناسبة مرور 25 عاماً على «عملية برشلونة»، أصدر «الاتحاد من أجل المتوسط» بياناً أكد فيه أن «استجابتنا الجماعية ستحدد مدى سرعة تعافي المنطقة، ومدى نجاحنا في التعامل مع التحديات الملحة، من الأزمة الاقتصادية، إلى حالة الطوارئ المتعلقة بالتغير المناخي، وعدم المساواة، والتغيرات السريعة التي تطرأ على التكنولوجيا وسكان منطقتنا».

وفي هذا السياق، وسعياً إلى تسليط الضوء على أهمية الحوار الإقليمي والتنسيق والتضامن، أطلقت سكرتارية الاتحاد من أجل المتوسط حملة لإحياء ذكرى مبادئ وقيم «عملية برشلونة»، ودعت كل المنظمات الأعضاء للمشاركة في هذا الاحتفال، وذلك بتأكيد «التزامنا المشترك بالتعاون الأورو- متوسطي، والاحتفال بالمستقبل الذي يمكننا، والذي سنقوم به للأجيال القادمة».

ودعا الاتحاد كل الدول الأعضاء والشركاء للمشاركة في المبادرات الإيجابية، التي تعد بمثابة أمثلة على هذا الالتزام في العمل، وكذا «إعادة تأكيد التزامنا الأورومتوسطي بالحوار والتعاون، للعمل على نشر هذه المشاريع الدولية واسعة النطاق إلى المجتمعات المحلية»، وقد وفر الاتحاد مجموعة من مواد التواصل الإلكترونية لاستخدامها في هذه الحملة، نظرا للظروف الصحية الطارئة.

وتستعرض «جسور 2030» أبرز ملامح التسلسل التاريخي للأحداث التي مرت بها الشراكة بين ضفتي البحر المتوسط، بدايةً من انطلاق «عملية برشلونة» وحتى الاحتفال بمرور ربع قرن على بدايتها:

  • 28 نوفمبر 1995، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي و12 دولة بجنوب وشرق البحر المتوسط، المؤتمر الأورومتوسطي الأول في برشلونة بإسبانيا، حيث وقعوا على اتفاقية لإطلاق الشراكة الأورومتوسطية، وخرجت «عملية برشلونة» إلى حيز الوجود، لتكون إطاراً جديداً للحوار.
  • في الأول من أكتوبر 1998، عقد المنتدى البرلماني الأورومتوسطي اجتماعه الأول، الذي جمع بين ممثلين منتخبين من البرلمانات الوطنية لدول الاتحاد الأوروبي، ومن برلمانات دول منطقة البحر المتوسط، والبرلمان الأوروبي.
  • 11 مارس 2003، قرر المجلس الأوروبي إطلاق سياسة الجوار الأوروبية، بهدف تجنب ظهور خطوط فاصلة جديدة بين الاتحاد الأوروبي الموسع وجيرانه في جنوب المتوسط، وتعزيز الرخاء والاستقرار والأمن للجميع، وتقوم هذا السياسة على قيم الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
  • 3 ديسمبر 2003، تم إنشاء الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية كمؤسسة تابعة لـ«عملية برشلونة»، بموجب قرار للمؤتمر الوزاري للشراكة الأورومتوسطية، وساعدت الجمعية، التي تم إعادة تسميتها في عام 2010 إلى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، في تزويد الاتحاد بالبُعد البرلماني.
  • 30 نوفمبر 2004، إنشاء مؤسسة «آنا ليندا» بالإسكندرية، في مصر، كأول مؤسسة مشتركة لـ«عملية برشلونة»، بتمويل من جميع الدول الشريكة والمفوضية الأوروبية، وتتحمل المؤسسة المسؤولية عن البُعد الثقافي، والبُعد المشترك بين الثقافات للاتحاد من أجل المتوسط.
  • 27 سبتمبر 2005، احتفال القمة الأورومتوسطية بالذكرى السنوية العاشرة لـ«عملية برشلونة»، وعقد مؤتمر لتعزيز الشراكة الأورومتوسطية ومراجعة أهدافها، كما تم اعتماد برنامج جديد مدته خمس سنوات (2005-2010) من قِبل ممثلي الاتحاد الأوروبي والشركاء المتوسطيين.
  • 13 يوليو 2008، إطلاق «الاتحاد من أجل المتوسط» في قمة باريس، بموجب قرار صادر عن رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد، وهو منظمة حكومية دولية تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي والحوار، وتنفيذ المشاريع والمبادرات ذات التأثير على تحسين حياة المواطنين.
  • 9 نوفمبر 2008، عقد لمؤتمر الوزاري الأورومتوسطي بشأن العمل والعمالة، في مدينة مراكش بالمملكة المغربية، والذي سلط الضوء على الطابع المُلح للتحديات ذات الصلة بالتوظيف، والاستثمار في رأس المال البشري، والعمل اللائق للجميع.
  • 22 ديسمبر 2008، المؤتمر الوزاري الأورومتوسطي الأول بشأن المياه، والذي وضع خطة عمل تهدف إلى العمل بشكل أوثق على المستويين الإقليمي والوطني، للتصدي للتحديات التي تواجه منطقة البحر المتوسط فيما يتعلق بالمياه.
  • 21 يناير 2010، تأسيس الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية، لتجمع الممثلين المحليين والإقليميين من الاتحاد الأوروبي وشركائه المتوسطيين، ولتعطي بُعداً إقليمياً للاتحاد من أجل المتوسط.
  • 4 مايو 2010، تأسيس أمانة الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، كمؤسسة تشغيلية تعمل على تمكين الحوار الإقليمي بين الدول الأعضاء في الاتحاد وأصحاب المصلحة، وتعزيز أوجه التآزر والتنسيق فيما بينهم، وتعزيز مشاريع ومبادرات التعاون الإقليمي.
  • في 2011، تم تنفيذ أول مشروع مُعتمد من الاتحاد من أجل المتوسط، والذي يتمثل في محطة لتحلية المياه في قطاع غزة، بقدرة أولية 55 مليون متر مكعب، ترتفع إلى 100 مليون متر مكعب، بهدف التصدي للعجز الكبير في المياه، الذي يعاني منه سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني شخص.
  • في عام 2012، تم إطلاق «المبادرة المتوسطية للتوظيف»، كمبادرة متعددة القطاعات قائمة على المشاريع، بهدف زيادة قابلية توظيف الشباب وتعزيز ريادة الأعمال في المنطقة، وتغطي المبادرة جانبي العرض والطلب في سوق العمل.
  • أكتوبر 2013، تم التصديق على «برنامج إزالة التلوث من بحيرة بنزرت» بتونس، بهدف الحد من أثار أحد المصادر الرئيسية للتلوث المباشر التي تؤثر على البحر المتوسط، كما تم عقد المنتدى الاقتصادي الأول لدول غرب المتوسط في برشلونة، وعقد المؤتمر الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط بشأن النقل.
  • 19 فبراير 2014، انعقاد المؤتمر الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط بشأن التعاون الصناعي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، واعتمد الوزراء من جميع أنحاء المنطقة إعلاناً وزارياً، تعهدوا خلاله بتنفيذ برنامج عمل التعاون الصناعي الأورومتوسطي 2014-2015.
  • 26 مارس 2014، النسخة الأولى من مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المرأة، والذي جمع أصحاب المصلحة من ممثلين حكوميين، ووكالات إنمائية دولية، ومنظمات دولية تتعامل مع قضايا المساواة بين الجنسين، والمؤسسات المالية الدولية، وكذلك القطاع الخاص، وممثلي المجتمع المدني.
  • مايو 2014، انعقاد المؤتمر الوزاري الأول للاتحاد من أجل المتوسط حول البيئة وتغير المناخ، في العاصمة اليونانية أثينا، والذي أسفر عن تشكيل مجموعة خبراء تغير المناخ، لتكون بمثابة منصة إقليمية تجمع بين الحكومات، والوكالات، والمجتمع المدني، والمؤسسات الدولية، والقطاع الخاص.
  • 30 سبتمبر 2014، المؤتمر الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط بشأن الاقتصاد الرقمي، واعتماد خطة عمل تقوم على بناء روابط أوثق في مجال استخدام البيانات المفتوحة والحكومة الإلكترونية، وتعزيز الحوار بين الهيئات الوطنية لتنظيم الاتصالات في جميع أنحاء منطقة البحر المتوسط.
  • ديسمبر 2014، افتتاح الجامعة الأورومتوسطية بمدينة فاس، المملكة المغربية، ضمن مركزين إقليميين للتعليم العالي، من أجل تكوين جيل جديد بطابع أورومتوسطي، بالإضافة إلى الجامعة الأورومتوسطية، التي سبق افتتاحها عام 2008 في مدينة بيران بدولة سلوفينيا.
  • 26 نوفمبر 2015، تم عقد المنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط، والذي قدمت خلاله الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط إشارة قوية تثبت التزامها السياسي بالتعاون الإقليمي، تحت مظلة الاتحاد، كما دعت إلى الوحدة والعمل الجماعي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة الأورومتوسطية.
  • 22 ديسمبر 2015، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بمنح صفة المراقب للاتحاد من أجل المتوسط، بناءً على مبادرة من المملكة الأردنية الهاشمية، الرئيس المشارك للاتحاد من أجل المتوسط، وبرعاية من الدول الأعضاء في الاتحاد.
  • 23 يناير 2017، اعتماد خارطة طريق الاتحاد من أجل المتوسط، خلال المنتدى الإقليمي الثاني للاتحاد، والذي انعقد في برشلونة، تحت شعار «المنطقة المتوسطية قيد العمل: شباب من أجل الاستقرار والتنمية».
  • أبريل 2017، أقر وزراء المياه من 43 دولة، خلال اجتماعهم في مدينة فاليتا بمالطا، جدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المياه، من أجل زيادة تعزيز التعاون الإقليمي، وتنفيذ سياسات إدارة المياه المستدامة والمتكاملة في جميع أنحاء المنطقة.
  • 4 مايو 2017، المؤتمر الوزاري بشأن تعزيز التعاون الأورومتوسطي من خلال البحث والابتكار، وحشد الاتحاد من أجل المتوسط قواه من أجل إطلاق وتنفيذ مبادرتين كبيرتين في مجال البحث والابتكار بالمنطقة، «بريما» و«بلوميد».
  • 20 يوليو 2017، عقد مؤتمر دولي للاتحاد من أجل المتوسط، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، لتعزيز دور النساء والشباب في منع التطرف المقترن بالعنف، من خلال معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة، والعمل من أجل القضاء عليها.
  • 8 أكتوبر 2019، المنتدى الإقليمي الرابع للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، حيث حدد الوزراء الأولويات الإقليمية للمرحلة القادمة، وجددوا التزامهم بالتعاون الأورومتوسطي، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة.