100 يوم “كورونا”.. العالم يواجه التهديد الأخطر على الصحة العامة
صادف الخميس الماضي، الذي وافق التاسع من أبريل 2020، مرور 100 يوم على إبلاغ منظمة الصحة العالمية بأول حالة إصابة بالتهاب رئوي حاد لمريض في دولة الصين، لم تكن أسبابه معروفة على الفور، ليكتشف الأطباء أن هذه الحالة، والتي انتشرت بين المئات في ساعات قليلة، ناجمة عن إصابة بأحد الفيروسات التاجية المعروفة باسم “كورونا”، أطلقوا عليه اسم “كوفيد-19”.
وبمناسبة مرور 100 يوم على الإعلان عن أول حالة “كورونا” رسمياً، جدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مناشدة المنظمة، التابعة للأمم المتحدة، إلى التضامن بين جميع البشر، للقضاء على ذلك الفيروس، الذي وصفه بأنه “التهديد الأخطر على الصحة العامة”، معتبراً أن فيروس “كوفيد-19” استطاع أن يغير العالم بشكل كبير، خلال فترة زمنية قصيرة.
وبينما استعرض المسؤول الأممي، خلال مؤتمر صحفي بهذه المناسبة، الإنجازات التي تحققت خلال الشهور القليلة الماضية، لمواجهة فيروس “كورونا”، والتحديات التي واجهت المنظمة خلال مكافحة الجائحة العالمية، فقد حرص أيضاً على الدفاع عن نزاهة ومصداقية منظمة الصحة العالمية، رداً على الاتهامات الأمريكية للمنظمة بالانحياز للصين، وتهديد واشنطن بوقف ما تقدمه من تمويل للمنظمة.
وأبلغت الصين عن الحالات الأولى في الأول من يناير، وسرعان ما قامت المنظمة بتنشيط فريق دعم إدارة الحوادث، لتنسيق الاستجابة على مستوى المقر الدائم والمكاتب الإقليمية والدولية، وفي الخامس من الشهر، أبلغت المنظمة جميع الدول الأعضاء بهذا المرض، وفي العاشر من يناير، أصدرت المنظمة إرشادات للدول بشأن كيفية التحقق من الحالات المحتملة واختبارها، وحماية العاملين الصحيين.
ومع حلول النصف الثاني من شهر يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن كورونا هي “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً”، أعلى مستوى من مستويات الإنذار، وفي هذه الأثناء، ظهرت 98 حالة خارج الصين، دون تسجيل أي وفاة، وبعد عدة أيام، أعلنت المنظمة أن فيروس “كوفيد-19” يشكل “جائحة عالمية”، تهدد الصحة العامة للبشرية في جميع أنحاء العالم.
ورداً على تساؤلات للصحفيين بشأن الانتقادات الموجهة للمنظمة، شدد “غيبريسوس” على أهمية التركيز على “العدو الوحيد” الذي يهدد البشرية بأكملها، وهو “كوفيد-19″، وقال إن “المنظمة تبذل قصارى جهودها منذ البداية”، وأضاق: “من المؤسف أننا فقدنا الكثير من الأرواح، نحن نواجه فيروساً جديداً وخطيراً، ونقوم بتقييمات روتينية، وسنقيّم أنفسنا، ونحدد مواطن قوتنا وضعفنا، وهذا ما اعتادت عليه المنظمة”.
ودعا المدير العام للمنظمة السياسيين حول العالم إلى التكاتف، وعدم “تسييس الأزمة”، قائلاً: “لا تستخدموا كوفيد-19 لتحقيق مكاسب سياسية”، كما شدد على أن المنظمة قريبة من كل الدول بنفس المسافة، ولا تفرّق بين الألوان، ولا بين الشمال والجنوب، أو الشرق والغرب، وتابع بقوله: “نرى الجميع سواسية، ولا نريد أن نصنع فروقات، ونحترم كل الأمم ونعمل معها جميعاً، ونحاول فهم المشكلات والمساعدة”.
واختتم “غيبريسوس” المؤتمر الصحفي بقوله إن 130 عالماً وممولاً ومصنّعاً من جميع أنحاء العالم، وقعوا على تصريح يعلنون التزامهم بالعمل مع المنظمة، لتسريع البحث في مجال إيجاد لقاح للمرض، واستطرد قائلاً: “نحن مهتمون بشكل خاص بحماية الناس الأشد فقراً وضعفاً في العالم، ليس فقط في الدول الفقيرة، بل في جميع أنحاء العالم”.