+20225161519 [email protected]

«الإسكوا» تدعو لإطلاق صندوق عربي للتضامن الاجتماعي لمجابهة «كورونا»

دعت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا” حكومات الدول العربية إلى إطلاق صندوق إقليمي للتضامن الاجتماعي، لمجابهة التداعيات الناجمة عن أزمة انتشار فيروس «كورونا»، من خلال تقديم الدعم للبلدان الأقل نمواً والمعرضة للخطر، وبما يضمن الإسراع في الاستجابة لاحتياجات الشعوب العربية، وتوفير الإغاثة في حالات نقص المواد الغذائية والطوارئ الصحية.

وقالت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للإسكوا، الدكتورة رولا دشتي، في بيان أصدرته الجمعة 27 مارس الجاري، حول «الاستجابة الإقليمية العاجلة للتخفيف من تداعيات وباء كورونا العالمي»، إن «الحكومات العربية يمكنها المساهمة في تمويل الصندوق بسُبل عديدة، من بينها الإعلان عن جواز دفع الزكاة المستحقّة هذا العام لهذا الصندوق، سواء كانت زكاة المال، أو زكاة الفطر».

ودعت الصناديق الإقليمية القائمة إلى توجيه استثماراتها نحو قطاع الصحة، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما دعت المؤسسات المالية والإنمائية الإقليمية ومتعددة الأطراف، إلى النظر في وضع آليات لتأجيل سداد الدين وخفضه، مشيرةً إلى أن ذلك سيزيد الحيز المالي للبلدان العربية، مما سيتيح لها معالجة تداعيات وباء «كورونا»، واعتبرت أن «معالجة تداعيات هذا الوباء لا تستدعي استجابة إقليمية فحسب، بل استجابة وطنية أيضاً».

وأضافت «دشتي» بقولها: «لقد بدأت حكومات عربية بالفعل باتخاذ تدابير جديرة بكلّ ثناء، وندعو الحكومات العربية إلى اتخاذ تدابير مالية ترمي إلى خدمة المواطن، وتُستثمر في قدرته على البقاء، وينبغي أن تكون الاستجابة للوباء شاملة ومتكاملة، تؤازر المحتاجين، وتعزّز نظم الحماية الاجتماعية، وتنهض بالمشاريع الصغيرة وتحميها من الإفلاس، وتدفع عجلة الاقتصاد».

وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة أن تدعم هذه التدابير الفقراء والفئات الضعيفة، لاسيما كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والمهاجرين، وتضمن حصولهم على المواد الغذائية الأساسية والسلع الضرورية في كلّ الظروف وبأسعار معقولة، كما أكدت على ضرورة مشاركة القطاع الخاص في هذه التدابير، مشيرةً إلى أن جائحة «كوفيد-19» بدأت تنتشر في وقت ترزح فيه عدة بلدان عربية، بالفعل، تحت وطأة الصراعات، ودعت إلى العمل، منذ هذه اللحظة، لتكون 2020 سنة للسلام في المنطقة العربية.

وتابعت قائلةً: «في سبيل ذلك، أدعو جميع الجهات الإقليمية المعنية، والمجتمع الدولي، إلى الإعلان عن هُدنة إنسانية فورية، وبذل جهود حثيثة لبناء سلام عادل ودائم، يجب رفع الحصار عن قطاع غزة، ورفع العقوبات المفروضة على بعض البلدان العربية، والامتناع عن فرض أي قيود على المواد اللازمة لمكافحة وباء كورونا، وحماية سبل العيش».

وحذرت «دشتي»، في بيانها، من أن «التقييمات الأولية لأثر وباء فيروس كورونا مرعبة»، وأوضحت بقولها: «سنخسر أرواحاً لا تقدر بثمن، وسنخسر وظائف تقدر بالملايين، وسنخسر إيرادات بمليارات الدولارات، سيلتحق ملايين البشر بمن سبقهم إلى شباك الفقرِ، ملايين اللاجئين والنازِحين داخل بلدانهم ستنقطع عنهم المساعدات الإنسانية، والنساء سيتحملن الوزر الأكبر للعنف المتزايد، والمخاطر الصحية المتفاقمة.

واختتمت الأمين التنفيذي للإسكوا البيان بقولها إنها تسعى إلى توجيه رسالة واضحة، مفادها أن «وباء كورونا تهديد غير مسبوق يستدعي تضامناً غير مسبوقاً، ويتوجب علينا العمل فوراً للقضاء عليه والتخفيف من تداعياته، أي جهود نبذلها لتحقيق ذلك، يجب أن تتمحور حول رفاه الإنسان، والعدالة الاجتماعية، وثقافتنا العربية، ثقافة التضامن والعطاء، التي هي سبيلُنا إلى منطقة عربية تنعم بالأمن والعدل والازدهار».