اليوم العالمي للمرأة 2020.. «جيل المساواة» مازال متمسكاً بـ«إعلان بكين»
«أنا جيل المساواة: إعمال حقوق المرأة» شعار الحملة التي أطلقتها الأمم المتحدة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة 2020، الذي يوافق 8 مارس من كل عام، بعد 25 عاماً على صدور «إعلان بكين»، في ختام أعمال المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، الذي عُقد بالعاصمة الصينية في عام 1995، والذي يُعتبر خارطة طريق للنهوض بأوضاع النساء والفتيات حول العالم.
وفي إطار احتفالها بهذه المناسبة، أقامت المنظمة احتفالية كبرى في مقرها بمدينة نيويورك، بمشاركة عدد كبير من القيادات النسائية، ونشطاء المساواة بين الجنسين، والمدافعين والمدافعات عن حقوق المرأة، ولفيف من القيادات النسائية اللواتي لعبن دوراً فعالاً في إنشاء منهاج عمل بكين، تماشياً مع الحملة متعددة الأجيال المعروفة باسم «جيل المساواة».
وقد احتفت الفعالية بصانعي التغيير من جميع الأعمار والأجناس، وناقش المشاركون كيف يمكنهم، وبشكل جماعي، معالجة الأعمال غير المكتملة المتمثلة في تمكين جميع النساء والفتيات في السنوات القادمة، وشمل الاحتفال خطابات كبار ممثلي منظومة الأمم المتحدة، وحواراً بين الأجيال مع نشطاء المساواة بين الجنسين، فضلاً عن عروض موسيقية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه وبعد مرور 25 عاما على مؤتمر بكين، توقف التقدم في مجال حقوق المرأة، بل وانعكس، مشيراً إلى تراجع بعض الدول عن القوانين التي تحمي المرأة من العنف، والبعض الآخر يقلل من الفضاء المدني، ولا تزال بعض الدول تتبع سياسات اقتصادية وهجرة، تتضمن تمييزاً بشكل غير مباشر ضد المرأة.
واعتبر الأمين أن «عدم المساواة بين الجنسين هو الظلم الساحق في عصرنا، وأكبر تحد نواجهه بشأن حقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن «المساواة بين الجنسين هي في الأساس مسألة توزيع السلطة، فبدون قيادة المرأة ومشاركتها الكاملة، لن نحقق أبداً خطة التنمية المستدامة لعام 2030، أو نهزم تغير المناخ»، وأوضح أن النساء، وخاصةً الشابات، هن قياديات في العمل المناخي.
وبينما أضاف غوتيريش أن استقلالية المرأة بعيدة من أن تكون عالمية، فيما «يزداد التحيز ضد المساواة بين الجنسين في بعض البلدان»، فقد تطرق إلى مؤشر القواعد الاجتماعية بين الجنسين، وهو الأول من نوعه، الذي نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذا الأسبوع، وأشار إلى أن نحو 90% من الناس، بمن فيهم النساء، ممن تم استطلاع آرائهم في 75 دولة، أظهروا «تحيزاً واضحاً واحداً على الأقل ضد المساواة بين الجنسين»، في كثير من المجالات.
رئيسة وزراء فنلندا، سانا مارين، وهي أصغر رئيسة حكومة في العالم، كانت المتحدثة الرئيسية في احتفالية الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة، قالت إنه «رغم أن منظومة الأمم المتحدة تضم 193 دولة، ونصف سكان العالم من النساء، إلا أن هناك 21 امرأة فقط في العالم يشغلن منصب رئيسة حكومة»، وأشارت إلى أن بلادها هي «أول دولة في العالم تمنح النساء حقوقهن السياسية كاملة، سواء كان الحق في التصويت، أو الترشح لمنصب سياسي»، معتبرةً أن المساواة بين الجنسين تشكل «حجر الزاوية» لنجاح مجتمعها.
كما تحدثت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للمرأة، بومزيلي ملامبو – نوكا، معربة عن أسفها لعدم تمكن ممثلي العديد من الدول من حضور الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام، واجتماعات لجنة وضع المرأة، التي ستبدأ هذا الأسبوع، بسبب المخاوف من انتشار فيروس «كورونا»، وفي إشارة منها إلى إعلان بكين، بعثت المديرة التنفيذية برسالة تضامن إلى الآلاف من عمال الصحة في الصين، ومختلف أنحاء العالم، الذين يكافحون في سبيل وقف انتشار الفيروس.