حرائق أستراليا.. نتائج كارثية على الحياة البرية وخسائر مادية بالمليارات
على مدار أكثر من 4 شهور، لم تفلح محاولات إخماد الحرائق الهائلة التي اجتاحت أستراليا، في السيطرة على نيرانها التي التهمت الأخضر واليابس في طريقها، لتخلف نتائج كارثية على الحياة البرية، تمثلت في نفوق ما يزيد على مليار حيوان، والقضاء على أكثر من 10 ملايين هكتار من الغابات والسهول، بالإضافة إلى تداعيات سلبية خطيرة على المجتمعات البشرية المحلية، وخسائر مادية تُقدر بمليارات الدولارات.
ولعل من أسوأ ما أسفرت عنه الحرائق، التي بدأت في بعض المناطق من شرق أستراليا في سبتمبر 2019، قبل أن تمتد إلى مناطق أخرى بمختلف أنحاء القارة، أن أغلب الفصائل الحيوانية أصبحت مهددة بالانقراض، خاصةً حيوان الكوالا، حيث كانت أستراليا تضم نحو 46 ألف حيوان من هذا النوع، لم يبق منها سوى 9 آلاف فقط، بعد نفوق 25 ألف حيوان أثناء الحرائق، كما قامت السلطات بقتل أكثر من 5 آلاف جمل، بدعوى تقليص التهديد الذي تشكله هذه الحيوانات على السكان، بسبب انتشار الجفاف.
وبينما يُعتبر معدل انقراض الثدييات في أستراليا من المعدلات الأعلى في العالم، فقد أعرب العديد من خبراء حماية الحياة البرية والمنظمات البيئية عن قلقهم من أن تؤدي هذه الحرائق إلى انقراض العديد من الأصناف المحلية، خاصةً وأن النيران التهمت أكثر من ثلث جزيرة “كانغارو”، والتي تُعد ملاذاً للحياة البرية قبالة ولاية “ساوث أستراليا”، الأمر الذي يثير كثيراً من المخاوف من انقراض أنواع من الحيوانات لا تعيش إلا في هذه المنطقة.
وعبر جون واينارسكي، من مركز استعادة الأنواع المهددة بالانقراض، عن هذا القلق بقوله: “لم يعد هناك مزيداً من الموائل لكثير من الأنواع، وهو ما يؤدي إلى انقراض أنواع محلية”، واصفا الحرائق، التي اجتاحت أستراليا على مدار أكثر من 4 شهور، بـ”الهولوكوست التي دمرت الحياة البرية”.
وفي خطوة أثارت كثيراً من الجدل، شنت السلطات المحلية حملة للقضاء على أكثر من 5 آلاف جمل، تم إطلاق النار عليها بواسطة قناصة على متن طائرات مروحية، بدعوى تقليص التهديد الذي تشكله هذه الحيوانات على السكان، مع تزايد حدة الجفاف في مناطق البلاد الداخلية، بعدما حذر مسؤولون محليون في جنوب البلاد من أن قطعاناً “كبيرة للغاية” من الجمال بدأت تقترب بصورة متزايدة من المناطق المأهولة طلباً للماء والغذاء، في تهديد لمخزونات هذه القرى، فضلاً عن تشكيلها مصدر خطر على السائقين.
وقد استمرت هذه الحملة 5 أيام، إلى أن انتهت الأحد الماضي، في إحدى منطقة شاسعة تخضع لإدارة محلية من مجموعات من السكان الأصليين، في أقصى شمال غرب ولاية “ساوث أستراليا”، بحسب ريتشارد كينغ، المدير العام لأراضي هذه المنطقة، التي يعيش فيها نحو 2300 شخص.
كما لفت ستيفن سيلوود، رئيس فرق الطوارئ البيطرية، إلى أن العيادة الميدانية في محمية الحيوانات بجزيرة “كانغارو”، في جنوب أستراليا، كانت تستقبل العشرات من حيوان الكوالا يومياً، كان ينقلها الأهالي أو فرق الإطفاء داخل صناديق مخصصة لنقل القطط، أو في سلال الغسيل، بعد إصابتها بأضرار نتيجة الحرائق التي اشتعلت في موئلها الطبيعي، وأضاف أن أستراليا كانت تضم نحو 46 ألف حيوان من الكوالا، قبل اندلاع الحرائق، لكن لم يبق منها سوى 9 آلاف فقط، واصفاً الأمر بأنه “رقم مدمر”، كما أكد أن التقديرات الأولية تشير إلى نفوق أكثر من مليار حيوان.