حلول الطاقة المتجددة.. مكافحة تغير المناخ وإنقاذ الجزر و11 مليون وظيفة
إذا كان العالم جاداً في الحد من تأثيرات التغيرات المناخية، يتوجب عليه أن يعزز استثماراته في قطاع الطاقة المتجددة، وإذا كانت هناك رغبة حقيقيةً في إنقاذ الدول الجزرية فلابد من الاستثمار في الطاقة المتجددة، وإذا كنا نريد توفير ملايين فرص العمل الجديدة، فإن الاستثمار في الطاقة المتجددة أحد أكثر السبل لتحقيق ذلك، هذا المعنى هو ما أكد عليه رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي، في دعوته إلى تعزيز الاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة المتجددة.
ففي كلمته أمام الجمعية العمومية العاشرة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، يوم الأحد 12 يناير، قال “باندي” إن “الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر الجديد، سيوفر فرصاً كبيرة للنمو الاقتصادي، بما في ذلك إضافة 7 ملايين وظيفة جديدة”، مؤكداً أن قطاع الطاقة المتجددة ساعد في توفير وظائف لنحو 11 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 100 ألف شخص يعملون على نشر الطاقة الشمسية في أفريقيا.
وأضاف رئيس الجمعية العامة أن فوائد الانتقال نحو الطاقة المتجددة ليست اقتصادية فحسب، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يسهم الانتقال “الجيوسياسي” للطاقة، بما في ذلك التنسيق الإقليمي الموسع وشبكات الطاقة المتكاملة، في التعاون الإقليمي والدولي، وهذا ما يعزز أيضاً “روح تعددية الأطراف الضرورية لخلق العالم الذي نريده”، على حد تعبيره، داعياً إلى أن “نبدأ هذه السنة الجديدة بتركيز متجدد، وحماس ثابت، للوفاء بالالتزامات التي قطعناها على أنفسنا تجاه شعوب العالم”.
جاءت اجتماعات “إيرينا” بعد أيام من فشل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 25) في التوصل إلى توافق دولي حول خطوات محددة للحد من تداعيات التغيرات المناخية، وخروج المؤتمر، الذي عُقد بالعاصمة الإسبانية مدريد، خلال الفترة من 2 إلى 14 ديسمبر 2019، بنتائج جاءت “مخيبة للآمال”، الأمر الذي دفع “باندي” إلى القول إنه “على الرغم من هذه النكسة، إلا أن المجتمع الدولي سوف يستجيب لدعوة شعوب العالم، وخاصةً الشباب، إلى التحرك بشكل عاجل”.
وفي اجتماع بشأن الدول الجزرية الصغيرة النامية، على هامش الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، شدد رئيس الجمعية العامة على قوله إن “تعثر التوافق الدولي بشأن قضايا تغير المناخ الحيوية، لا ينبغي أن يدفع بالأمم إلى التقاعس عن العمل في مسائل أخرى، مثل قضايا الطاقة المتجددة”، مشيراً إلى دور وكالة “إيرينا”، باعتبارها أحد رعاة تفويض الأمم المتحدة بشأن الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، الخاص بضمان توفير الطاقة المستدامة للجميع.
وقال “باندي” إن “التقاعس ليس خياراً، إذ إنه سيؤدي إلى تعريض حياة البشر للخطر”، لافتاً إلى الأحداث المناخية الشديدة والمتطرفة، وتدهور الأراضي وإزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي، وغيرها من المؤثرات التي تهدد العالم، وخصوصاً الدول الجزرية الصغيرة النامية، وحذر من أن “التقاعس سيؤدي إلى استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر، مما سيتسبب في تهجير 280 مليون شخص من المناطق الساحلية والجزر بحلول عام 2050”.
واختتم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة كلمته بتوجيه الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على دعمها للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”، وعلى جهودها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل عام، كما تقدم بالتهنئة على اختيار الإمارات، خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP25)، لاستضافة “أسبوع المناخ الإقليمي الأول”، لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك خلال فعاليات معرض “إكسبو 2020″، الذي تستضيفه إمارة دبي هذا العام.