مصر تبدأ تنفيذ منظومة طموحة للنقل المستدام بشراكات محلية ودولية
بدأت الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة البيئة وعدد من الوزرات الأخرى، وبالشراكة مع أطراف محلية ودولية، في تنفيذ منظومة طموحة للنقل المستدام، تعتمد بشكل أساسي التوسع في استخدام وسائل التنقل الكهربائية، وإحلال الغاز الطبيعي بدلاً من الوقود التقليدي في مختلف أنواع المركبات، فضلاً عن اعتماد مخططات عمرانية للمجتمعات الجديدة، تحقق أهداف التنمية المستدامة، وتساعد في القضاء على العديد من المشكلات البيئية، تأتي قضية التغيرات المناخية في مقدمتها.
وفي إطار المساعي الرامية إلى تعزيز هذه المنظومة، عقدت وزارة البيئة، بالاشتراك مع مؤسسة “فريدريش إيبرت” الألمانية، ومركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا “سيداري”، المؤتمر السنوي الثاني حول مستقبل التنقل الكهربائي في إطار التخطيط العمراني في مصر – تطور المركبات الكهربائية في إطار المدن المستدامة، وذلك على مدار يومي 19 و20 نوفمبر 2019، بمشاركة ممثلين عن وزارتي النقل والإنتاج الحربي، وعدد كبير من الخبراء والمعنيين في هذا الشأن.
وفي كلمتها بافتتاح المؤتمر، أكدت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، أن الوزارة اتخذت خطوات فعلية لتنفيذ مشروع النقل المستدام في مصر، وذلك على مدار الـ10 سنوات الأخيرة، بالتعاون مع العديد من “شركاء التنمية”، سواء المحليين أو الدوليين، ومنهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومركز “سيداري”، ومؤسسة “فريدريش إيبرت” الألمانية، وأضافت أن الوزارة تعمل على تهيئة المناخ الداعم لمنظومة النقل المستدام، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية.
وأوضحت “فؤاد” أن المؤتمر هو اللقاء الثاني بين الشركاء لمناقشة مستقبل التنقل الكهربائي في مصر، ودراسة خبرات الدول الأخرى، على مستوى السياسات والحوافز للقطاع الخاص والمواطنين، وتحديات تطبيق المنظومة، وشددت على أن “رسم مستقبل أكثر استدامة لمصر” من أولويات عمل الوزارة، من خلال تحقيق كفاءة استخدام الموارد، ورفع الوعي، والقدرة على مواجهة آثار التغيرات المناخية، مشيرةً إلى أنه يجري حالياً إعداد الدراسات والسياسات للنقل المستدام في مصر، ومنه النقل الكهربائي، واستخدام الغاز الطبيعي كوقود، بما يساعد على خفض معدلات تلوث الهواء، وآثار التغيرات المناخية.
وأضافت أن وزارة البيئة تعمل على تهيئة المناخ الداعم لمنظومة النقل المستدام، بالتعاون مع الوزارات المعنية، ومنها النقل والإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع، في ظل دعم القيادة السياسية، والتحول الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده البلاد، لتحقيق التنمية المنشودة، والعدالة في توزيع الموارد وكفاءة استخدامها، والاستفادة من الكفاءات البشرية، بما يحقق دولة قوية بالتصنيع والتدريب والموارد البشرية والفرص المتاحة للاستثمار ودمج المجتمع المدني والشباب.
وتابعت وزيرة البيئة بقولها: “نسعى لخلق مدن ومجتمعات عمرانية جديدة، قادرة على التصدي لآثار التغيرات المناخية، وتضم منظومة متكاملة للنقل المستدام والكهربائي، وإعادة استخدام المخلفات”، وضربت مثالاً على ذلك بالعاصمة الإدارية الجديدة، كنموذج يراعى النظم الخاصة بالتنمية المستدامة، مؤكدةً أن الوزارة تسعى لتكرار هذا النموذج في مواقع أخرى، وفي الوقت نفسه، تسعى وزارة البيئة إلى التعامل مع الوضع البيئي للقاهرة الكبرى، ومعالجة مشكلات التلوث المختلفة بها.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات لكل من الدكتور حسام علام، المدير الإقليمي لبرنامج النمو المستدام بمركز “سيداري”، الذي أكد أن مصر هي أول دولة يتم التعاون معها في مجال التنقل الكهربائي، واعتبر أن منطقة قناة السويس يمكن أن تصبح مركزاً لإنتاج المركبات الكهربائية، مشيراً إلى أن المؤتمر يهدف إلى تحفيز تبادل الخبرات، وتعزيز الشراكات، وتحقيق تقدم في مجال النقل الأنظف في مصر، والمساهمة في تدابير مكافحة تلوث الهواء والتغيرات المناخية.
وتحدث كل من ريتشارد بروبست، الممثل المقيم لمؤسسة “فريدريش إيبرت” بالقاهرة، وكريستينا كامبمان، عضو مجلس إدارة المؤسسة الألمانية والوزيرة السابقة لشؤون الأسرة، عن الدور الذي يمكن أن تقوم به المؤسسة في هذا المجال، والمشروعات التي تقوم بتنفيذها في مصر، بينما تحدث السفير الألماني بالقاهرة، سيريل نون، عن مشروعات التعاون بين حكومة بلاده والحكومة المصرية في مجال دعم منظومة النقل المستدام، وغيرها من المجالات البيئية.
وعلى هامش المؤتمر السنوي الثاني حول مستقبل التنقل الكهربائي في مصر، عقدت وزيرة البيئة اجتماعاً ضم كلاً من السفير الألماني بالقاهرة، سيريل نون، والممثل المقيم لمؤسسة “فريدريش إيبرت”، ريتشارد بروبست، وعضو مجلس إدارة المؤسسة، كريستينا كامبمان، لبحث أوجه التعاون المشترك بين الحكومة المصرية والجانب الألماني في مجالات البيئة.
واستعرضت “فؤاد”، خلال اللقاء، المشروعات التي تقوم الوزارة بتنفيذها للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وخاصةً مشروع النقل المستدام، الذي بدأ تنفيذه في مصر، كما بحثت الوزيرة أوجه التعاون بين الوزارة ومؤسسة “فريدريش إيبرت” في مجالات الحد من تلوث الهواء، والتصدي لتداعيات تغيرات المناخ، بالإضافة إلى العديد من المجالات البيئية الأخرى.