قمة المناخ الأولى للشباب.. دعوات لعمل “جريء” ووعيد بمحاسبة “ساسة” العالم
السياسيون في جميع أرجاء العالم أصبحوا الآن على دراية بأنه يجب عليهم البدء فوراً في العمل للحد من التداعيات المدمرة للتغيرات المناخية، وإلا فإنهم لن يكونوا بمنأى عن الحساب، رسالة وجهها المشاركون في قمة الأمم المتحدة الأولى للشباب من أجل المناخ، إلى قادة العالم الذين توافدوا على مقر المنظمة الدولية، للمشاركة في قمة المناخ، وفي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا الأسبوع.
وبينما رحبت مبعوثة الأمم المتحدة للشباب، جاياثما ويكراماناياكي، بالشباب المشاركين في القمة التي عُقدت السبت 21 سبتمبر 2019، قبل ساعات من القمة رفيعة المستوى في 23 من نفس الشهر، بقولها: “لقد كنا في انتظاركم”، فقد طالب الشباب قادة العالم بأن “يتوقفوا عن إضاعة الوقت”، وأن يبذلوا جهداً أكبر للحد من انبعاثات الكربون، “وإلا فستخسرون مناصبكم من خلال صناديق الاقتراع”.
وجاءت قمة المناخ للشباب، التي تُعد الأولى من نوعها، في أعقاب “إضراب المناخ” العالمي، الذي جرى يوم الجمعة، والذي شهد خروج ملايين الشباب من المدارس في كافة أنحاء العالم، مما تسبب في إقفال الشوارع والمدن الكبرى، من نيويورك إلى نيودلهي، ومن سانتياغو إلى سان فرانسيسكو، ورفع الشباب لافتات حملت شعارات احتجاج مثل: “يبدأ كل فيلم كارثي بتجاهل أفكار عالِم”، و”أنا أتخلى عن المدرسة لأنك تتخلى عن الكوكب”.
وأثنت مبعوثة الأمم المتحدة للشباب على تلك التحركات الاحتجاجية، بقولها للشباب المشاركين في القمة، وغالبيتهم من الطلاب صغار السن: “لقد رأينا كيف تنظمون مجتمعاتكم وزملاءكم وحتى آباءكم وأمهاتكم.. وبعد أن طالبتم لسنوات بأن تُسمع أصواتكم فيما يتعلق بالمناخ، تخيلوا الآن قوة الحركة التي خلقتموها، فالقادة يطلبون الآن الانضمام إلى طاولتكم”.
القمة التي كانت مختلفة عن اجتماعات الأمم المتحدة المعتادة، تضمنت سلسلة مناقشات حيوية وجلسات أسئلة وأجوبة، بقيادة مشرفين وشباب يرتدون أحذية رياضية، بدلاً من ممثلي الأمم المتحدة في بزات رسمية، حتى الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، كان “مستمعاً” رئيسياً للجنة من الشباب، الذين لم يكونوا في الخطوط الأمامية لحالة الطوارئ المناخية فحسب، ولكن أيضًا في ابتكار طرق جديدة لمكافحة الأزمة.
ومن بين أكثر من 600 مشارك في القمة، كان هناك 100 فائز بـ”تذكرة خضراء”، وهم أبطال شباب بارزون في العمل المناخي، تم اختيارهم من جميع أنحاء العالم، وقالت غريتا ثونبرغ، الناشطة المناخية السويدية البالغة من العمر 16 عاماً، والتي ساعدت في إشعال حركة عالمية: “بالأمس، شارك ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم بالمسيرة، وطالبوا بتحركات مناخية حقيقية، وخاصة الشباب.. لقد أظهرنا، نحن الشباب، أننا متحدون، وأننا لا يمكن ردعنا”.
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تخلى عن ربطة عنقه الرسمية، إن “إحدى مشكلات قادة العالم هي أنهم يتحدثون أكثر من اللازم، وأنهم يستمعون أقل من اللازم”، وأضاف: “في الاستماع نتعلم، ومن خلال إتاحة الفرصة لجميع الذين يمثلون عالم اليوم للتحدث، وحتى تكون أصواتهم جزءاً من عمليات صنع القرار، يمكننا المضي قدماً”.
وبينما رسم صورة قاتمة لآثار الطوارئ المناخية، من الجفاف في أفريقيا، إلى ابيضاض الشعاب المرجانية وموجات الحرّ في أماكن أخرى، قال غوتيريش إنه رأى “تغييراً في الزخم” قبل قمة العمل المناخي، التي تعقد الاثنين، بسبب حركات مثل تلك التي قادتها غريتا ثونبرغ، وغيرها من الناشطين، والمبادرات التي يتم تنفيذها “على مستوى القرية”.
وخاطب شباب القمة قائلاً: “أشجعكم على المضي قدماً، للحفاظ على زخمكم وأكثر، لمحاسبة جيلي”، واختتم كلمته بقوله: “لقد فشل جيلي إلى حد كبير، حتى الآن، في الحفاظ على العدالة في العالم، والحفاظ على كوكب، يتحمل جيلي مسؤولية كبيرة، وجيلكم هو الذي يجب أن يجعلنا عرضة للمحاسبة، للتأكد من أننا لا نخون مستقبل البشرية”.