+20225161519 [email protected]

أزمة في تعليم اللاجئين.. 3.7 مليون طفل لا يرتادون المدارس

أكثر من 7 ملايين و100 ألف طفل لاجئ حول العالم في سن التعليم، بينهم حوالي 3 ملايين و700 ألف طفل، أي ما يزيد على النصف، لا يرتادون المدارس، أو لم يحصلوا على فرصتهم في التعليم.. حقيقة مفزعة كشفت عنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، في تقريرها الرابع بعنوان “أزمة في تعليم اللاجئين”، الذي أصدرته أواخر أغسطس 2019.

وتضمن التقرير أنه مع تقدم الأطفال اللاجئين في السن، تصبح الحواجز التي تحول دون حصولهم على التعليم أكثر صعوبة، حيث أن هناك 63% فقط من الأطفال اللاجئين بالمدارس في المرحلة الابتدائية، مقارنةً بنسبة تصل إلى 91% على مستوى العالم، ويحصل 84% من المراهقين على تعليم ثانوي حول العالم، بينما لا يحظى سوى 24% من اللاجئين على مثل تلك الفرصة.

المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قال إن عدم منح اللاجئين الفرصة لتطوير مهاراتهم ومعارفهم “يعني أننا نخذلهم”، مؤكداً على “الحاجة للاستثمار في تعليم اللاجئين، وإلا فسوف ندفع ثمن جيل من الأطفال، محكومٌ عليهم أن يكبروا وهم غير قادرين على العيش بشكل مستقل، والعثور على عمل، والمساهمة الكاملة في مجتمعاتهم”، بحسب تعبيره.

ويعتبر الانخفاض الحاد في تسجيل اللاجئين في المدارس الابتدائية والثانوية، نتيجة مباشرة لنقص التمويل اللازم لتعليم اللاجئي، وهو ما دفع المفوضية إلى دعوة الحكومات والقطاع الخاص والهيئات التعليمية والجهات المانحة إلى تقديم دعم مالي لمبادرة جديدة تهدف إلى إطلاق التعليم الثانوي للاجئين، تتضمن بناء وتجديد المدارس وتدريب المعلمين والدعم المالي لعائلات اللاجئين؛ حتى يتمكنوا من تغطية نفقات إرسال أطفالهم إلى المدرسة.

وتُعد مسألة تعليم الأطفال اللاجئين حول العالم من المسائل الملحة، إذ تقول المنظمة إن هناك أكثر من 25.9 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم، من بينهم 20.4 مليون لاجئ تحت ولاية المفوضية السامية للأمم المتحدة، ويعيش الملايين من هؤلاء في أوضاع لجوء مطولة، مع أمل ضئيل في العودة إلى ديارهم في المستقبل القريب، ولذلك فقد دعا التقرير إلى شمل اللاجئين في أنظمة التعليم الوطنية، بدلاً من إلحاقهم بمدارس موازية غير رسمية، مما سيمنحهم المؤهلات المعترف بها لدخول الجامعات أو التدريب المهني العالي.

ولفت النقرير إلى أنه في الوقت الحالي، حتى لو تغلب اللاجئون في سن المراهقة على الصعاب، وتمكنوا من الوصول إلى المدارس الثانوية، فإن 3% فقط سوف يحالفهم الحظ في الحصول على مقعد لهم في أحد أشكال التعليم العالي، وهو مستوى متواضع بالمقارنة مع النسبة العالمية البالغة 37%، ومن المتوقع أن يمثل حشد الدعم لمبادرة التعليم الثانوي ركناً رئيسياً من المنتدى العالمي للاجئين، والذي سيعقد في ديسمبر 2019، وهو يشكل فرصة مهمة لتعزيز الاستجابة الجماعية لأوضاع اللاجئين حول العالم.

تقرير “أزمة تعليم اللاجئين” هو التقرير السنوي الرابع الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث صدرت النسخة الأولى عام 2016، قبل قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة حول اللاجئين والمهاجرين في شهر سبتمبر من ذلك العام، وقد دعا المانحين إلى تقديم التمويل المنتظم على مدى عدة سنوات لدعم تعليم اللاجئين.

أما التقرير الثاني فقد صدر عام 2017، وسلط الضوء على الفجوة في الفرص التعليمية بين الأطفال اللاجئين ونظرائهم من غير اللاجئين، ودعا إلى اعتبار التعليم جزءاً لا يتجزأ من الاستجابة لأزمات اللجوء، وفي عام 2018، أصدرت المفوضية التقرير الثالث، الذي بيّن بأن عدد االأطفال اللاجئين غير الملتحقين بالمدارس قد وصل إلى 4 ملايين طفل بحلول نهاية العام 2017، بزيادة قُدرت بما يقرب من نصف مليون طفل.