+20225161519 [email protected]

وثيقة عالمية للمجتمع المدني تتعهد بالنهوض بأهداف التنمية المستدامة

مؤتمر دولي موسع لمنظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم، عقدته الأمم المتحدة أواخر شهر أغسطس الماضي، في مدينة “سولت ليك” بولاية يوتا الأمريكية، شهد إطلاق وثيقة عالمية تعهد فيها ناشطو وناشطات المنظمات التطوعية غير الحكومية بالنهوض بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، وهي الوثيقة التي حظيت بإشادة كبيرة من رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا فرناندا إسبينوزا، التي أثنت على المساهمات التي ظلت منظمات المجتمع المدني تقدمها منذ تشكيل عمل الأمم المتحدة في أيام تأسيسها الأولى، في قضايا الاعتراف بالمساواة بين المرأة والرجل، إلى التقدم المحرز في مجال حقوق الطفل، وحقوق السكان الأصليين، والأشخاص ذوي الإعاقة.

وخرج مؤتمر المجتمع المدني للأمم المتحدة بوثيقة ختامية، تم تسليمها إلى رئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية، لتصبح أول وثيقة من نوعها يتم تسليمها للمسؤول الأممي الرفيع، وفي كلمتها أمام الجلسة الختامية للمؤتمر، قالت إسبينوزا، إنه “في عالم يزداد ترابطاً، نحن بحاجة إلى مزيد من التعاون، والمزيد من التضامن”، وأضافت الدبلوماسية الأكوادورية أن العمل بتعددية الأطراف لا يشكل تهديداً لسيادة الدول، ولا لسعيها لتحقيق مصالحها الوطنية، بل على العكس، فهو يتيح للدول معالجة المشكلات وملاحقة الفرص، وفي نفس الوقت تقاسم المخاطر والعبء والتكاليف.

وأشارت إسبينوزا إلى حقيقة أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المناطق الحضرية، وبينما تشغل المدن أقل من 5 في المائة من مساحة الأرض، إلا أنها تولد 80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي،  وأضافت المسؤولة الأممية أن نفس هذه المدن والحواضر تنتج أكثر من 70% من انبعاثات الكربون، مما يعني أن ما يحدث فيها ينطوي على إمكانية تغيير مسار تقدم الإنسانية نحو الأفضل، أو نحو الأسوأ، على حد تعبيرها.

وبينما تركز مؤتمر هذا العام، في دورته الـ68، بشكل خاص على الهدف الـ11 من أهداف التنمية المستدامة، لجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة ومرنة ومستدامة، فقد عبرت ممثلة منظمات المجتمع المدني، آني دينغ، عن التعهدات التي تضمنتها الوثيقة، بقولها: “نحن، أعضاء في المجتمع المدني، نعتمد هذه الوثيقة للنهوض بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، بناءً على مؤتمر التعليم والمواطنة العالمية في جيونجو، 2016، وعلى مفهوم تعددية الأطراف المتمركز حول الناس، والذي طورناه في نيويورك عام 2018”.

كما أكد نشطاء المجتمع المدني، في الوثيقة الختامية، على الحاجة إلى اعتبار المدن والمجتمعات الحضرية أساسية من أجل تحقيق كل أهداف التنمية المستدامة، واعترفت الوثيقة بالصلة المترابطة بين الرخاء الريفي والحضري، وبالحاجة إلى معالجة الظروف المحددة للمناطق الجبلية والدول الجزرية الصغيرة النامية، كما تم الاعتراف بأهمية وإمكانات الشباب ودورهم الرئيسي.

ويُعد مؤتمر المجتمع المدني للأمم المتحدة هو الحدث الأبرز في برامج المجتمع المدني بالمنظمة، ويستقطب أكثر من 3000 مشارك سنوياً، يمثلون أكثر من 700 منظمة من أكثر من 100 دولة، ويركز كل مؤتمر على موضوع مختلف من مواضيع الأمم المتحدة، التي تهم عمل المنظمات غير الحكومية، كما يجمع هذا المنتدى الدولي بين كبار المسؤولين الأمميين ومنظمات المجتمع المدني الدولية البارزة والأكاديميين وصناع الرأي العام ووسائل الإعلام الدولية، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام العالمي.