+20225161519 [email protected]

اجتماع لـ”الإسكوا” في الأردن لاعتماد التكنولوجيا الخضراء بالمنطقة العربية

أمام معاناة المنطقة العربية من النزاعات وشحّ المياه والتحديات الاقتصادية على أنواعها، يواصل شباب وخبراء من مختلف الدول بذل جهود لإيجاد حلول مستدامة معتمدين على أحدث الابتكارات، هذا ما تمحور حوله اجتماع مركز الإسكواللتكنولوجيا المزدوج، الذي حقق خطوة إضافية نحو تعميم اعتماد التكنولوجيا والابتكار لخدمة قطاع الزراعة الحيوي ولإدارة النفايات الناتجة عن الصراعات.

الاجتماع المزدوج، الذي نظّمه المركز أواخر شهر يوليو الماضي، في العاصمة الأردنية عمّان، حول نقل التكنولوجيا الخضراء والتكيف والاستثمار اللازم لتنفيذ الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالاستهلاك والإنتاج المستدامين، عُقِد بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، ومركز وشبكة تكنولوجيا المناخ، ومصرف التكنولوجيا لأقل البلدان نمواً، التابع للأمم المتحدة.

وقد تألف الاجتماع من شقين، الأول عبارة عن الاجتماع السابع للجنة الفنية لمركز الإسكوا للتكنولوجيا، والثاني اجتماع للخبراء حول الموضوع نفسه، وأكّدت المدير التنفيذي للمركز، ريم نجداوي، أنّ أهمّ ما تحقق هو التواصل بين مختلف المشاركين من خبراء وشباب أصحاب مشاريع، تبادلوا الأفكار والطروحات والتجارب، وفتحوا آفاقاً جديدة للتعاون في ما بينهم، وأشارت إلى أنّ الاجتماع خرج بعدد من التصورات لمشاريع يمكن القيام بها مع الدول العربية، حول التكنولوجيا الخضراء في مجال القطاع الزراعي، وفي إدارة النفايات الصلبة الناجمة عن الصراعات، للاستفادة منها في إعادة البناء، كما اتفق على العمل على مشروع مع ثلاث دول عربية، بتمويل من عدة مصادر، أهمها مصرف الأمم المتحدة للتكنولوجيا، الذي يعنى بدعم الدول الأقل نمواً.

وشارك في الاجتماع خبراء فنيون من المنطقة من مختلف القطاعات المعنية بمجالات متعلقة بالتكنولوجيا، وممثلون عن المؤسسات الأكاديمية والبحثية والزراعية والصناعية في القطاعين الخاص والعام، إضافة إلى خبراء عالميين ومنظمات دولية.

وبحث المشاركون فيأبرز أولويات التكنولوجيا الخضراء، التي تهدف إلى التخفيف من آثار النشاط البشري على البيئة في المنطقة، كما تداولوا بتمويلها والاستثمار فيها وما يعيق ذلك، وفي هذا الإطار، أشار المدير الإقليمي لمركز وشبكة تكنولوجيا المناخ، راجيف غارغ، إلى إنّ أبرز ما يعيق تمويل التكنولوجيا الخضراء متعلق بعدم قدرة الدول على تحديد ما هم بحاجة إليه، وما هي أولوية هذه الحاجة.

أما بالنسبة لتضمين التكنولوجيا الخضراء في استراتيجيات تطبيق الاستهلاك والإنتاج المستدامَيْن والسياسات التي تسمح بتنفيذها، فنوّهت منسقة فريق العمل المعني بالبيئة في وزارة البيئة اللبنانية، لميا منصور، بأهمية المؤتمر، قائلة إنّ “الابتكارات والتكنولوجيات الخضراء تضعنا في إطار عالمي ومستقبلي مهم جدًا للاقتصاد والمجتمع والبيئة في المنطقة”، وأضافت أنّ العمل على مستوى السياسات أصبح في مراحل متقدمة وناضجة.

كما تناول النقاش مسألة خلق فرص العمل، فعرض الدكتور معين حمزة مبادرة “دوركُ – نّ”، الخاصة بالمرصد الوطني للمرأة في مجال البحوث، والتي يستضيفها المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، لتقديم الدعم للباحثات اللبنانيات، وبالإضافة إلى ذلك، فقد اطّلع المشاركون على تقريرين تقنيين قيد الإعداد حول نقل التكنولوجيا الخضراء والتكيف والاستثمار اللازم لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والهدف الـ12 بشكل خاص، واستمعت الإسكوا إلى آرائهم حولهما، على أن تعدّل فيهما بناءً عليها، ومن المتوقع أن يصدر التقريران بشكل نهائي في شهر سبتمبر المقبل.

وتخلل الاجتماع إقامة معرض تفاعلي لأمثلة عن التكنولوجيات الخضراء، وكيفية تنفيذها في الدول الأعضاء، من أجل تحسين تنفيذ الهدف العالمي الـ12، وعرض فيه أعمالَه 11 مشاركاً، منهم من الأردن الشركة المتكاملة لصناعة الحجر البيئي، وجمعية “جنة الأردن”، والجمعية العلمية الملكية، والأكاديمية الدولية للروبوتكس، وجمعية “مسافات بلا حدود” الزراعية، وشركة “غوركم”، ومن سلطنة عُمان مجموعة “نوى”، ومن لبنان شركة “كومبوست بلدي”.