على الجليد الرقيق.. “المباراة الأخيرة” لجذب انتباه العالم
القطب الشمالي أحد النظم البيئية الأكثر هشاشة على الأرض، حيث يتأثر بشكل غير متناسب بتغير المناخ والدفء بمعدل ضعفي لمعدل بقية مساحة الكوكب، ومن أجل جذب الاهتمام والدعم العالمي للجليد المتلاشي بسرعة في المناطق القطبية، تنظم الأمم المتحدة للبيئة “المباراة الأخيرة لهوكي الجليد على القطب الشمالي”، بالشراكة مع مؤسسة “جمهورية الرياضة”، وبدعم من قاعدة بيانات الموارد العالمية.
ومن المقرر إقامة المباراة في القطب الشمالي، خلال شهر أبريل 2019، بقيادة لاعب هوكي الجليد الروسي “فياتشيسلاف فيتيزوف”، أحد سفراء برنامج الأمم المتحدة للبيئة للمناطق القطبية، وتهدف المباراة الرمزية إلى حشد مشاركة مجموعة كبيرة من اللاعبين، من الإناث والذكور، بما في ذلك الرياضيين من مختلف التخصصات والبلدان، والشعوب الأصلية والشباب في القطب الشمالي، بحيث تجمع المباراة بين الرياضة والبيئة كعوامل للسلام.
وتُعد “المباراة الأخيرة” مقدمة لـ”قمة المناخ” لعام 2019، التي يعقدها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بهدف لفت الانتباه إلى مجموعة من التهديدات التي يتعرض لها القطب الشمالي نتيجة التغيرات المناخية، منها أن تغير المناخ في القطب الشمالي له بالفعل تأثير كبير على النظام البيئي، وعلى السكان الأصليين الذين يعيشون في المنطقة.
علاوة على ذلك، يؤثر تغير المناخ القطبي على أجزاء كبيرة من الكوكب، وعلى سبيل المثال، مستوى سطح البحر العالمي، وذوبان الجليد الدائم، وكذلك الفيضانات والجفاف في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل آسيا وأفريقيا، ومع وجود غطاء جليدي رقيق، وذوبان غير مسبوق ومتسارع في القطب الشمالي، هناك خطط بالفعل لاستكشاف فرص اقتصادية جديدة، مثل الاستفادة من الطرق البحرية الجديدة، وإنشاء عمليات تعدين وحفر جديدة، وسوف تمثل هذه التطورات المحتملة تحديات تواجه البيئة الطبيعية للقطب الشمالي.
وتهدف المباراة إلى مجموعة من النتائج، منها إثبات أن بيئة القطب الشمالي “هشة للغاية”، ومهمة لرفاه جميع الناس على هذا الكوكب، والتأكيد على قيمة التعاون والصداقة والسلام، ولفت الانتباه إلى التغير السريع في وتيرة الاحترار العالمي، الذي يغير وجه القطب الشمالي بطريقة قد تصبح خالية من الجليد بحلول عام 2040، فضلاً عن عرض أحدث الإمكانيات لإقامة فعاليات رياضية ذات تأثير بيئي أدنى، حتى في مثل هذه البيئة الشديدة البرودة.
ولأسباب بيئية ولوجستية، يمكن أن تستوعب المباراة الأخيرة عدداً محدوداً للغاية من الأشخاص، وبالتالي لن يكون هناك أي حضور جماهيري في القطب الشمالي، ومع ذلك، سيتم بث الحدث في جميع أنحاء العالم، وتستعد العديد من وسائل الإعلام العالمية بالفعل للمشاركة وتغطية المباراة.