“إنفلونزا الكلاب”.. سلالة جديدة تهدد ملايين البشر
بعد الذعر الذي أثاره انتقال أمراض مثل “إنفلونزا الخنازير” و”إنفلونزا الطيور” إلى البشر، عادت “إنفلونزا الكلاب” لتثير مزيداً من المخاوف، في ضوء تحذيرات جديدة من أنها قد تكون أشد فتكاً بالبشرية من السلالات السابقة، إذا ما تمكن الفيروس من التمحور وأصبحت لديه القدرة على الانتقال إلى الإنسان، الأمر الذي قد يؤدي إلى إزهاق أرواح الملايين من البشر.
وتوصل باحثون في جامعة كوريا الجنوبية إلى أن هناك سلالة خطيرة من الإنفلونزا تنتشر بصورة سريعة بين بعض الحيوانات المنزلية، مثل الكلاب والقطط، يمكنها التمحور للانتقال من القطط والكلاب إلى البشر، ونظراً لاختلاف الفيروس عن غيره من السلالات السابقة، يرجح العلماء أن تكون له قدرة كبيرة على الانتشار بسرعة أكبر بين البشر.
وبعد دراسة استمرت نحو 10 سنوات، لتقييم احتمالات انتقال “إنفلونزا الطيور” إلى الكلاب والقطط، توصل العلماء إلى أن هذه الاحتمالات “واردة بنسبة كبيرة”، معربين عن مخاوفهم من احتمال اختلاط الفيروس عند الكلاب بسلالة أخرى قابلة للانتقال بين البشر، بدون أي مقاومة، ونصح الباحثون بضرورة مراقبة الحيوانات الأليفة والمنزلية عن كثب، ومراجعة طبيب بيطري في حالة إذا ما ظهرت عليها أي أعراض بالعدوى.
وفي إطار تعليقه على الدراسة، نقلت صحيفة “ديلي ميل” عن الدكتور دايسوب سونغ، أحد الباحثين في الجامعة الكورية، قوله: “حتى الآن، لم تكن الكلاب تعتبر من الكائنات الحاضنة للإنفلونزا، إلا أن ما توصلنا إليه يفرض ضرورة تعزيز مراقبة انتشار الفيروسات من الحيوانات الأليفة، بما فيها تلك الكائنات.”
وأوضح “سونغ” أن فريقه اكتشف إمكانية اندماج “إنفلونزا الطيور” مع “إنفلونزا الخنازير”؛ لإصابة الكلاب بفيروس جديد اسمه CIVmv، مشيراً إلى أنه من الآثار المترتبة على السلالة الجديدة لدى الحيوانات، معاناتها من ضيق في الشعب الهوائية، والسعال، وسيلان العينين، وتراجع الشهية.
وبحسب الأرقام التي كشفت عنها الدراسة، فإن “إنفلونزا الكلاب” مميتة بنسبة كبيرة، حيث تسببت في نفوق ما يقرب من 40% من القطط والكلاب التي أصيبت بها، ويعمل فريق الباحثين على تطوير لقاح خاص بالإنفلونزا، إلا أن التحور السريع للفيروس قد يحول دون ذلك.
وكانت دراسة سابقة، أجراها فريق من الأطباء البيطريين بالولايات المتحدة الأمريكية، قد حذرت من انتشار فيروس″H3 N2″، المسبب لمرض “إنفلونزا الكلاب”، والذي قد ينتقل إلى الإنسان، مثلما حدث في عام 2009 مع “إنفلونزا الخنازير”، وبينما أظهرت الدراسة أنه لم يتم، حتى الآن، تسجيل أي حالة لانتقال الفيروس من الكلب إلى الإنسان، فقد أكدت أن ذلك لا يعنى عدم انتقال الفيروس للإنسان في المستقبل.