“الأحساء” عاصمة للسياحة العربية تحت شعار “التنمية المستدامة”
أطلقت المنظمة العربية للسياحة “يوم السياحة العربي” في 25 فبراير الماضي، من محافظة “الأحساء” بالمملكة العربية السعودية، باعتبارها عاصمة السياحة العربية لعام 2019، برعاية الأمير بدر بن جلوي آل سعود، محافظ الأحساء، وبحضور رئيس هيئة السياحة والمعارض بمملكة البحرين، الشيخ خالد بن حمود الخليفة، ولفيف من كبار المسئولين بالمحافظة السعودية، والمهتمين بالقطاع السياحي، وخبراء المنظمة العربية للسياحة.
ويتزامن يوم السياحة العربي مع ذكر مولد الرحالة العربي “ابن بطوطة”، وتم تنظيم احتفالية هذا العام تحت شعار “السياحة والتنمية المستدامة”، والذي يعتبر من أهم مفاهيم صناعة السياحة، حيث يمثل السياحة البديلة والمسئولة، ضمن تنمية مستدامة ذات تأثيرات إيجابية في خدمة التنمية المحلية، دون التأثير على البيئة والمجتمع والاقتصاد، كما أن مبادئ الاستدامة تخص الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتنمية السياحية، لضمان الاستدامة على المدى الطويل.
وفي كلمته خلال الاحتفالية، أوضح رئيس المنظمة العربية للسياحة، الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، أن الأحساء تُعتبر من المدن المتميزة تاريخياً، والتى تمتد حضارتها إلى 5 آلاف عام قبل الميلاد، مشيراً إلى تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة “اليونيسكو”، قبل يوم من تتويجها كعاصمة للسياحة العربية، ولفت إلى أن المدينة ستشهد، خلال هذا العام، العديد من الفعاليات والبرامج، بما يبرزها عربياً وإقليمياً، وأضاف أن اختيار الأحساء لهذا اللقب، جاء بترشيح من أمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وبدعم من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أثناء توليه رئاسة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وأوضح “آل فهيد” أنه لتحقيق تنمية سياحية مستدامة للدول العربية ،فإن ذلك يقتضي توفر رؤية متكاملة مع الجوانب الأخرى، تعتمدها على المدى الطويل، فيما يخص تطورها وآثارها المختلفة، اجتماعياً وتراثياً واقتصادياً، على المجتمعات المستضيفة، وأضاف أن السياحة المستدامة تتطلب رؤية تشاركية ومشاركة فعلية لكل الأطراف المتدخلة من أجل تحقيق أهدافها، ضمن إطار التنمية المستدامة.
وشدد رئيس المنظمة العربية على أن ميدان صناعة السياحة لازال يشهد توسعاً وابتكاراً، لإيجاد روافد جديدة، منها السياحة الخضراء، والسياحة المسئولة، والسياحة البيئية، وسياحة المؤتمرات والمعارض، والسياحة الرياضية والثقافية، مما يجعلها تدخل في إطار التنافسية والتطوير وإدماج الصناعة السياحية مع الاقتصاد ومعطياته ومخرجاته الاقتصادية المحلية، مشيراً إلى أن مفهوم السياحة المستدامة هو هدف لخدمة اقتصاد الدول والمجتمعات المحلية، دون الإضرار بالثروة الطبيعية أو التراثية والبيئية.
كما أكد “آل فهيد” أن صناعة السياحة واستدامتها تعتبر ضرورة وليست ترفاً، كوسيلة لتنمية دائمة وايجابية للمجتمعات، وفق مخططات سياحية رشيدة، ودفعها إلى تطبيق مبادئ التنمية، مشيراً إلى أنه يمكن للسياحة الإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015، والتي تهدف الى حماية كوكب الأرض، وضمان المساواة بين الجميع ورفاهيتهم، حيث تبرز السياحة بصورة خاصة في الأهداف 8 و12 و14، التي ترتبط بالتنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة، والانتاج والاستهلاك المستدام، والاستخدام المستدام للموارد البحرية، وأو ضح أنه “لتحقيق هذه الأهداف، يجب تنفيذ إطار عمل مطلوب، من خلال التمويل الكافي، والاستثمار في التكنولوجيا والهياكل والموارد البشرية”.