رقم قياسي لضحايا “الحصبة” في أوروبا.. 72 وفاة و596 مصاباً في 2018
أكثر من أي وقت مضى، يتلقى المزيد من الأطفال في أوروبا التطعيم ضد “الحصبة”، لكن التقدم كان متفاوتاً بين البلدان وداخلها، مما أدى إلى تزايد مجموعات الأفراد المعرضين للإصابة، ووصول عدد المصابين بالفيروس إلى رقم قياسي في عام 2018.
وعلى ضوء بيانات الحصبة لعام 2018، التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، حثت المنظمة البلدان الأوروبية على توجيه تدخلاتها إلى تلك الأماكن والمجموعات، حيث لا تزال ثغرات التحصين قائمة، حيث أفادت المنظمة بوفاة 72 طفلاً وراشداً بسبب الحصبة في المنطقة الأوروبية عام 2018، فضلاً عن إصابة 596 شخصاً في 47 من بين 53 دولة، خلال الفترة من يناير إلى ديسمبر 2018.
وفي البلدان التي أبلغت عن بيانات الاستشفاء، أفادت المنظمة بإدخال ما يقرب من اثنتين من بين كل ثلاث حالات إصابة بالحصبة إلى المستشفى، مشيرةً إلى أن العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس عام 2018 هو الأعلى في هذا العقد، وهو ما يعادل 3 أضعاف العدد الإجمالي الذي تم الإبلاغ عنه عام 2017، و15 ضعف العدد القياسي للأشخاص المتأثرين عام 2016.
وذكرت المنظمة أن الارتفاع في حالات الحصبة عام 2018 جاء بعد عام واحد حققت فيه المنطقة الأوروبية أعلى نسبة تقديرية للتطعيم بالجرعة الثانية ضد الحصبة، مشيرةً إلى تلقى مزيد من الأطفال في أوروبا سلسلة الجرعة الكاملة في الوقت المحدد عام 2017، أكثر من أي عام منذ أن بدأت منظمة الصحة العالمية في جمع البيانات عن الجرعة الثانية عام 2000، كما تمت تغطية الجرعة الأولى من اللقاح بزيادة طفيفة إلى 95%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2013، بحسب المنظمة.
وفي تعليق لها على التقرير، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، سوزانا جاكوب: “توضح الصورة لعام 2018 أن الوتيرة الحالية للتقدم في رفع معدلات التحصين لن تكون كافية لوقف انتشار الحصبة، وبينما تشير البيانات إلى تغطية تحصين عالية بشكل استثنائي على المستوى الإقليمي، إلا أنها تعكس أيضاً رقماً قياسياً لمن أصيبوا أو ماتوا بسبب المرض، وهذا يعني أن الفجوات على المستوى المحلي لا تزال تمثل باباً مفتوحاً للفيروس”.
وأضافت المسؤولة الإقليمية بالمنظمة: “لا يمكننا أن نحقق صحة السكان على مستوى العالم، كما هو مذكور في رؤية منظمة الصحة العالمية للسنوات الخمسة المقبلة، إذا لم نعمل على المستوى المحلي، يجب أن نفعل المزيد، ونفعل ذلك بشكل أفضل، لحماية كل شخص من الأمراض التي يمكن تجنبها بسهولة”.
وأكدت المنظمة أنه رغم تحسن تغطية التحصين بشكل عام في القارة الأوروبية، يبقى العديد من الناس عرضة للمرض، ولمنع تفشي المرض والقضاء على الحصبة، تحتاج البلدان إلى الحفاظ على تغطية عالية للتحصين على المستويين الوطني ودون الوطني، مع جرعتين من اللقاح المحتوي على الحصبة، فضلاً عن تحديد ومعالجة جميع الجيوب غير المغطاة بالتحصين بين السكان.
وأشارت المنظمة، في ختام تقريرها، إلى أن المكتب الإقليمي يواصل العمل مع البلدان الأوروبية من أجل تعزيز نظم التحصين ومراقبة الأمراض، ويشمل ذلك بناء القدرات وتقديم التوجيه، بهدف التأكد من أن جميع المجموعات السكانية لديها إمكانية وصول متكافئة إلى خدمات تطعيم مناسبة.