+20225161519 [email protected]

فناء الكائنات.. عندما يعبث الإنسان بميزان الطبيعة

في الآونة الأخيرة، شهدت الأرض موجة كبيرة من التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، فضلاً عن تزايد عميات الصيد الجائر، كل هذه الأمور أدت إلى تدهور النظام البيئي، وبالتالي زيادة خطر فناء الكائنات المهددة بالانقراض، ومن بينها عدد كبير غير معروف، وفي محاولة للتصدي لهذه لظاهرة، تقوم المنظمات الدولية والجمعيات المتخصصة بوضع قوانين شديدة، لردع كل من يحاول إيذاء هذه الكائنات النادرة، قد تصل عقوبتها إلى الحبس والغرامة المالية الكبيرة، بل تصل إلى الإعدام في بعض الدول.

ويؤكد الواقع أن الصيد الجائر أدى إلى زيادة الكائنات المهددة بالانقراض، وتسبب في تناقص أعدادها، بالإضافة إلى التوسع السكاني الذي اقتحم بيئتها الطبيعية، وتسبب في هجرتها وموتها، وعلى سبيل المثال دب الباندا الصيني، والحيتان البيضاء، والنمر العربي، وغيرها الكثير، ويقدر علماء الحياة البرية أن العالم يفقد ما بين 50 ألف و100 ألف نوع من الكائنات كل عام، ويحذر أحد العلماء من أن معدل انقراض الأنواع بلغ ضعف ما كانت تذهب إليه تقديرات الخبراء قبل أربعة أعوام فقط.

وبينما يشير أحد التقارير البيئية إلى أن معدل تناقص الأنواع هذا لم يحصل في الأرض منذ 65 مليون سنة، حين انقرضت الديناصورات، وبهذه الوتيرة فإننا ربما نكون قد اقتربنا من حالة انقراض جماعية مماثلة لما وقع من قبل، وإذا لم يتم وقف التدهور الحالي، فإن العالم سيفقد وإلى الأبد نحو 55 في المائة من الكائنات، خلال فترة تتراوح ما بين 50 و100 سنة من الآن.

وعلى الصعيد ذاته، يحذر الخبراء من أن أكبر أنواع “الغوريلا” في العالم، بات على شفير الانقراض، بسبب الصيد في جمهورية الكونغو الديموقراطية، إذ لم يبق منه سوى 5000 حيوان فقط، وأصبحت أربعة أنواع من أصل ستة من القرود الضخمة، مدرجة على قائمة الحيوانات المعرضة لخطر شديد، وهي “الغوريلا الشرقية، والغوريلا الغربية، وإنسان الغاب البورنيوي، وإنسان الغاب السومطري.”

ومن جهة أخرى، ستحتاج أفيال الغابات الأفريقية النادرة، التي تلعب دوراً أساسياً في تجديد الغابات المطيرة في وسط القارة، إلى ما يقرب من قرن من الزمان، لتتعافى من حملة الصيد الجائر للحصول على العاج، بسبب معدل المواليد البطيء لديها.

وفي حين قبل نحو 10 سنوات، كادت الهند تعلن انتصارها في هذه المعركة في “كازيرانغا”، وهي غابة محمية تمتد على مساحة 430 كيلومتراً مربعاً في ولاية “آسام”، شمال شرق البلاد، وفيها يعيش نحو 2500 حيوان “وحيد القرن”، يشكلون أكبر تجمع في العالم لهذه الحيوانات المهددة بالاندثار، إلا أن المجازر المتواصلة في حق هذه الحيوانات، تزايدت وتيرتها في السنوات الماضية، مدفوعة بارتفاع سعر العاج في دول آسيا، وخصوصا في الصين وفيتنام.

ويقول علماء، يشاركون في مبادرة تضم ثلاث دول، إن أكثر من ثلث أنواع الطيور في أمريكا الشمالية أصبح معرضاً لخطر الانقراض، ما لم تتخذ إجراءات جذرية لحمايتها، وأوضح العلماء أن طيور المناطق المدارية والمحيطات هي الأشد تعرضاً لخطر الفناء.

ومنذ زمن بعيد، تواجه حيوانات “الكوالا” الأسترالية إصابات بأنواع من بكتيريا “المتدثرات”، لا تشبه تلك التي تطال البشر، ووفق أحدث الدراسات، قد يكون مصدر هذه الإصابات سلالات كانت موجودة لدى الماشية التي دخلت إلى أستراليا قبل قرنين مع المستوطنين الأوروبيين، غير أن أثر هذه البكتيريا وانتشارها يتفاقمان، جراء الضغط الممارس على حيوانات “الكوالا” بفعل التوسع السكاني.

كما تتناقص الكثير من الأنواع في المواطن الساحلية والعشبية والقاحلة، على نحو كبير، خاصةً الطيور المهاجرة لمسافات طويلة، لأسباب كثيرة، منها ارتفاع منسوب مياه البحر، وأعمال التطوير على السواحل، والنشاط الإنساني، والتسرب النفطي.

ومن شأن اختفاء أو انقراض تلك الكائنات أن يتسبب في حدوث خلل بميزان الطبيعة، فمنها من يعيش حياته عليها، ومنهم من هي تعيش عليه، فهي سلسلة مرتبطة ببعضها الآخر، فانقراض نوع قد يؤدي إلى انقراض نوع آخر.