+20225161519 [email protected]

“الحرب النووية” .. والمجاعة العالمية

   أحد الدراسات التى أجرتها جامعة “ريتجرس”  خلال شهر أغسطس 2022  توصلت إلى أن ما يقرب من 5 مليارات شخص  يمكن أن يموتوا جوعا في حال اندلاع الحرب النووية الواسعة االنطاق بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، وذلك وفقاً لما انتهت إليه نتائج هذه الدراسة العالمية التى قادها مجموعة من علماء المناخ والتى اعتمدت “الإنتاج المحصولى” فى مرحلة مابعد الحرب، وجاء في الدراسة التي نشرت في جورنال “الغذاء الطبيعى”  أن البيانات تسفر عن أن علينا أن نعمل جاهدين للحيلولة دون اندلاع تلك “الحرب النووية”.

عمل فريق العلماء بناء على دراسات سابقة على تقدير  الكيفية والمدى الذى يمكن أن يؤثر “العواصف النارية” التى يمكن أن  تشتعل  نتيجة تلك  التفجيرات الناجمة عن استخدام الأسلحة النووية، وأن السيناريو الأكثر توقعا من عدة سيناريهات يتوقف على جحم “الترسانة النووية”  لكل من البلدين، وقد تم ادخال البيانات إلى نموذج “نظام الأرض الاجتماعى” ودعمها كأداة ووسيلة “التنبؤ بالمناخ” من جانب “المركز القومى لبحوث الغلاف الجوى “، وقد ساعد هذا النموذج في تقدير الإنتاجية والغلة  لمعظم المحاصيل  الرئيسية (كالذرة  والأرز والقمح الربيعي وفول الصويا) بناء على  القواعد المتبعة بكل بلد .

وقام الباحثثين أيضاً بفحص  التغيرات المتوقعة للإنتاج بالنسبة للماشية الحية والمصايد البحرية على مستوى العالم، فوجد أنه فى ظل أقل سيناريو نووى (مثل ما حدث عند اندلاع الحرب المحلية مابين الهند وباكستان) فإن متوسط سعرات الإنتاج سوف تنخفض بنسبة 7% خلال خمس سنوات من اندلاع الصراع أما إذا تعلق الأمر بالسيناريو الأكبر لحرب بين الولايات المتحدة وروسيا  على المستوى التجريبي، فإن إنتاج السعرات الحرارية سوف ينخفض بنسبة 90%، لمدد تترواح مابين  ثلاثة إلى أربعة سنوات بعد انتهاء القتال.

ويصبح تراجع  المحاصيل على نحو أكثر قسوة  بالنسبة للدول فى منتصف خط العرض العالى بما فيها الدول الكبرى المصدرة  مثل روسيا والولايات المتحدة والتى يمكن أن تقوم بوضع قيود على التصدير  وهو ما يؤدى إلى حدوث اضطرابات فى الدول التى تعتمد على الواردات فى كل من أفريقيا والشرق الأوسط.

وقد صرح فريق العلماء أن العمل فى المستقبل سوف  يجلب المزيد من الحبوب لنماذج محصولية ولكن للوهلة لأول التى سوف يتم فيها تدمير “طبقة الأوزون” نتيجة ارتفاع درجة حرارة  “الأسترتوسفير”  والتى سوف تؤدى بدورها إلى توليد “موجات إشعاعية ” على سطح الأرض.

وحذر فريق العلماء من إمكانية استخدام الأسلحة النووية الموجودة بالفعل، والتي تجعل العالم على حافة “حرب نووية”، وأن تقويض الأسلحة النووية هو الحل الوحيد على المدى الطويل، فاتفاقية الأمم المتحدة  حول حظر  الأسلحلة النووية والتى قد تم التصديق عليها منذ  خمس سنوات من جانب 66 دولة  لم يكن من بينهم أيا من  الدول النووية التسع، وذكر العلماء أنه قد حان الوقت للدول النووية التسع أن يصغوا إلى رأى العلم ويقوموا بالتوقيع على هذه الإتفاقية.