منسق عام “رائد” يمثل المجتمع المدني أمام القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية
عماد عدلي: المنظمات غير الحكومية شريك للحكومات فى التنمية المستدامة وتحقيق العيش الكريم
دعوة لتأسيس منبر دائم لتفعيل “العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني” وفقاً لتطلعات الشعوب
وجه المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”، الدكتور عماد الدين عدلي، رسالة إلى المشاركين في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي عُقدت في العاصمة اللبنانية بيروت، متحدثاً باسم منتدى منظمات المجتمع المدني للقمة العربية التنموية الرابعة، والذي عُقد بالقاهرة على مدار يومي 12 و13 ديسمبر 2018.
وأكد منسق “رائد”، في كلمته أمام قمة بيروت يوم الأحد 20 يناير الجاري، أن منظمات المجتمع المدني شريك لحكومات الدول العربية في عملية التنمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي تخفيف الآثار الناجمة عن ممارسات لا إنسانية مرفوضة، وصولاً إلى توفير سبل العيش الكريم للمواطن العربي في مختلف الدول العربية.
واستهل “عدلي” كلمته بقوله: “اسمحوا لي أن أتوجه لكم بجزيل الشكر والعرفان، لإتاحة هذه الفرصة الهامة لنرفع إلى مقامكم السامي، رسائل منتدانا، الذي نظمناه على هامش هذه القمة، وذلك إدراكاً من مسؤولياتنا كشريك رئيسي لحكوماتنا العربية في العملية التنموية، ومدعومين بقرارات من قممكم، خاصةً قرارات القمم العربية التنموية السابقة، التي شكلت قاعدة هامة للبناء عليها، في ما يتعلق بتهيئة البنية التشريعية والإدارية اللازمة، لتعزيز دورنا كشركاء فاعلين في العملية التنموية، التي نؤكد هنا، على ضرورة مواصلتها لهذه الجهود الرامية إلى تنفيذها”.
وأكد أن “مواجهة الآثار الاجتماعية والإنسانية والتنموية للأحداث، التي شهدتها وما تزال تشهدها المنطقة العربية، شكلت رابطاً متيناً، وخلقت ثقة كبيرة بين منظمات المجتمع المدني وحكوماتنا العربية، حيث قمنا، انطلاقاً من واجبنا، بالتنسيق الفاعل مع حكوماتنا العربية، بتقديم ما يمكن للتخفيف من تلك الآثار الناجمة عن أفعال لا إنسانية نرفضها وننبذها”.
وأضاف: “وإذ نؤكد عزمنا أمام هذا المقام السامي، على مواصلة قيامنا بهذا الدور القومي، خاصة في المرحلة الراهنة، وبرغبة أكيدة منا، على العمل مع حكوماتنا العربية والقطاع الخاص والمنظمات العربية والدولية ومنظومة جامعة الدول العربية، كمنظومة كاملة متناسقة، تعمل من أجل تحقيق العيش الكريم للإنسان العربي، وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة”.
كما شدد “عدلي” على حرص منظمات المجتمع المدني على مواصلة العمل الجاد، وتوسيع مجالات عملها كشركاء في العملية التنموية، معرباً عن تقديره للدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية، التي وصفها بـ”منظومة العمل العربي المشترك”، من أجل إدماج منظمات المجتمع المدني في كافة آلياتها، وهي الجهود التي توجت بإطلاق مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب مبادرة “العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني”، تحت عنوان “دعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030″، وتخصيص يوم 27 ديسمبر من كل عام، كـ”يوم عربي لمنظمات المجتمع المدني”، ليتزامن مع “اليوم العربي للعمل الاجتماعي”.
وتابع منسق “رائد” فى كلمته قائلاً: “إننا عازمون وبقوة، ومع دعمكم، على تعزيز الأنشطة الرامية لإبراز الهوية العربية، خاصةً في المجالات المرتبطة بالحفاظ على اللغة العربية وتطوير مناهج التعليم، بما يضمن خلق كوادر عربية تدعم مسيرة التقدم والازدهار في المنطقة”، داعياً إلى إطلاق المزيد من المبادرات الاجتماعية والتنموية، في مجالات المساعدات الإنسانية، بما يسهم في تحقيق أمن المواطن العربي وتنميته الشاملة، وذلك من خلال دعم السياسات والاستراتيجيات التنموية للدول العربية.
ودعا “عدلي” إلى تأسيس منبر عربي دائم، لتفعيل العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني، وبدعم من القمة العربية التنموية، بما يمكن من زيادة الشراكات الفاعلة مع الحكومات والقطاع الخاص والجهات المانحة، لتحقق خطة التنمية المستدامة، وفقاً للأولويات وتطلعات الشعوب العربية.
كما أعرب عن عزم منظمات المجتمع المدني “لمواصلة جهود تأهيل شبابنا العربي، وترسيخ انتمائهم القومي، لمنع استقطابهم، وحسن الاستثمار الجيد في قدراتهم وطاقاتهم الخلاقة”، متمنياً “دعم جهودنا الرامية إلى التشبيك والتحالف بين منظمات المجتمع المدني المعنية بتقوية المسار التنموي عربيا، وذلك بالاستفادة من تجارب التشبيك، التي تتم بين المنتديات الوطنية للتنمية المستدامة، بما يضمن توحيد الجهود، وصولاً للنتائج المرجوة لتحقيق التنمية العربية المستدامة المنشودة”.
واختتم “عدلي” كلمته بقوله: “إننا نتطلع أن نبني وننفذ معكم، بالعزم والشراكة الجادة، نموذجاً تنموياً عربياً جديداً، يعلي من شأن أمتنا العربية، نموذجاً ينعكس بشكل مباشر على الإنسان العربي، ويحقق طموحاته وآماله، ويؤمن له العيش الكريم، في إطار من العدالة الاجتماعية”.