قارب شراعي من نفايات البلاستيك

في تجربة هي الأولى من نوعها، تم تصنيع قارب شراعي بالكامل من النفايات البلاستيكية، من المتوقع أن يبحر في رحلته الأولى في وقت لاحق من يناير الجاري، في رحلة تمتد لمسافة 500 كيلومتر على امتداد الساحل الشرقي لقارة أفريقيا، من بلدة “لامو” في كينيا، حتى “زنجبار” في تنزانيا، لرفع الوعي حول النفايات البلاستيكية، وطرق إعادة استخدامها.

ويبلغ طول القارب، الذي تم تسميته “فليب فلوبي”، حوالي 9 أمتار، وتم تصنيعه باستخدام 10 أطنان من نفايات البلاستيك، بواسطة فريق “ثورة البلاستيك”، الذي يدعو إلى وقف رمي  النفايات البلاستيكية في محيطات العالم، حيث تشير التقديرات الدولية إلى أن حجم النفايات البلاستيكية التي يتم التخلص منها في المحيطات والبحار حول العالم، تبلغ 12 مليون طن سنوياً.

ويشارك القارب، الذي تم إطلاقه أواخر عام 2018 في مدينة “لامو”، في حملة الأمم المتحدة للبيئة “من أجل بحار نظيفة”، والتي وقعت 9 دول أفريقية بالفعل عليها، ووعدت باتخاذ إجراءات جادة للحد من التلوث البحري بنفايات البلاستيك.

وتحدثت نائبة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، جويس ميسويا، عن هذه التجربة قائلة إن “القارب فليب فلوبي دليل حي على أننا نستطيع العيش بشكل مختلف، وهو تذكير لنا بالحاجة الملحة لإعادة التفكير في الطريقة التي نقوم بها بتصنيع واستخدام وإدارة المواد البلاستيكية”، مشيرةً إلى أن كينيا قامت بدور رائد في التصدي لهذا “الوباء” عن طريق حظر استخدام الأكياس البلاستيكية.

أما مصمم القارب، علي سكاندا، من فريق “ثورة البلاستيك”، فقال: “نحن فخورون ببناء أول قارب شراعي في العالم مصنوع من البلاستيك المعاد تدويره”، وأضاف أن “التحدي التالي يتمثل في الإبحار، وإلهام الناس على طول الساحل الأفريقي وخارجه، للنظر إلى النفايات البلاستيكية، ليس كمجرد قمامة، بل كمصدر يمكن جمعه وإعادة استخدامه”.

ووفق منظمات بيئية دولية، فقد تم إعادة تدوير ما نسبته 9%  فقط من إجمالي 9 مليارات طن من النفايات البلاستيكية، إذ إن غالبية هذه المنتجات، بما في ذلك القناني وأغطية الزجاجات وأغلفة المواد الغذائية وأكياس البقالة، مصممة بحيث يتم التخلص منها بعد استخدام واحد فقط، مما يضاعف من حجم النفايات.

وأظهرت دراسة عالمية، تبنتها منظمة الأمم المتحدة للبيئة، أن 127 من أصل 192 دولة، قد أصدرت تشريعات تنظم استخدام الأكياس البلاستيكية، بينما قامت 27 دولة بسن تشريعات تحظر منتجات محددة، مثل الأطباق والأكواب والقصبات البلاستيكية، بالإضافة إلى حظر استخدام مادة “البوليسترين” في صناعة المنتجات البلاستيكية.